تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السؤال الذي طرحته: - غير متجاهل الغرض النبيل للناظم (التسهيل على الحفاظ) - هل يسوغ لنا الهدف النبيل للناظم التضحية بأسماء سور القرآن الكريم، والذي وصل في بعضها إلى حد العبث؟ (بقر لعمران وبعض نسائه) ..

هل يجوز لنا أن نغض الطرف عن هذا التجاوز محاباة للناظم أو الناقل على حساب القرآن؟

المسألة الأخرى التي يطرحها هكذا موضوع: إلى أي مدى يمكننا أن نتساهل في التضحية بالمعنى لحساب الألفاظ؟

قلنا أن الناظم قد اضطر لاستخدام بدائل لأسماء السور هي ألفاظ فيها بعض حروف من اسم السورة،وقد يتساهل البعض مع هذا التجاوز ولا يجد ما يمنع قبوله ما دام لا يؤدي إلى معنى بعيد أو غير مقبول أو مستساغ .. فإن نتج عن هذا الاستخدام معان غير مستساغة، فما موقفنا منها؟

لنتأمل بحيادية تامة المعاني التي يمكن ملاحظتها في كثير من الأبيات ..

- قال الناظم: أشرق نجمه، وفي مكان آخر: أشرق الفجر ..

فهل يشرق النجم؟ وهل يشرق الفجر؟

- وقال:

قلم يحق له العروج إلى العلى

يا نوح إن الجن غير خواف

وتزملت وتدثرت لقيامة الإ

نسان أرسل صيحة استعطاف

ما معنى الجن غير خواف؟ هل يعني ظاهرون؟

وفي قوله: وتزملت وتدثرت، التاء في الفعلين ساكنة بدليل الوزن الشعري، فمن التي تزملت وتدثرت؟ هل هي الجن؟ (المزمل والمدثر معلوم لدينا) ومن الذي أرسل صيحة الاستعطاف وهل يكون الاستعطاف بالصياح؟

-وقال:

والنمل تقصص والعناكب حولها

والروم يا لقمان رهن تلاف

أليس من الواضح أن الألفاظ لم تترك للمعنى مكانا؟ هل أصبح الهدف المحافظة على الوزن بأي مفردات؟

لو أن الناظم لجأ إلى التنوع في القافية كما هو الحال عند أصحاب هذا الفن، لأمكنه هنا أن يقول مثلا:

فالنمل فالقصص التي عبرت

فالعنكبوت، تليها الروم، لقمان

(لاحظ المحافظة على أسماء السور دون التضحية بالمعنى)

الخلاصة:

بغض النظر عما يراه البعض من فائدة في هذه المنظومة (التسهيل على حفظ ترتيب السور) فإن ما جاء فيها من تكلف بين , وصناعة غير موفقة , أدى إلى معان مشوهة غير مقصودة، وتضحية بأسماء سور القرآن مما يوجب الحذر في قبولها. بالنسبة لي: إن من المقبول لدي أن أضحي بالقصيدة بدل التضحية بأسماء سور القرآن والإشارة إليها من مسافة بعيدة.كما لا يجوز اعتبار هذا الرأي – كما فهمه البعض – انتقاصا من قدر الناظم أو الناقل، إن عليهم أن يفصلوا بين النص وصاحبه.

ولما كانت هذه القصيدة تتناول موضوعا قرآنيا فلا مجال للمحاباة والمجاملة. إن نقدي للقصيدة لا علاقة له من قريب أو بعيد بالأخ الذي نقلها [فلماذا يستاء مني؟] ولا بمن استحسنها. ولو افترضنا أن قول الناظم:

بقر لعمران وبعض نسائه

وموائد الأنعام بالأعراف

مقبول ومستحسن على عجيب معناه. فقولنا التالي:

إن النساء موائد النعم

والعرف أنفال لذي الشمم

هي توبة من يونس هادت

وليوسف كالرعد في القمم

يصبح مقبولا، ففيه إشارات إلى عشر سور، كما انه بوزن وقافية، ولست أراه كذلك رغم انه من صناعتي.

ـ[أحمد شكري]ــــــــ[09 Jun 2007, 12:51 م]ـ

اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية كما قيلوما أجمل أن يحصل الاختلاف - وهو شيء لا بد منه - منضبطا بأصول وقواعد هذا الدين العظيمولا أظن شيئا سينجو من النقد واختلاف زاوية النظر كما حصل لهذه القصيدة فمن نظر إليها بعين الرضا أعجبته وتغاضى عما في أبياتها من إشكالات عديدة وسامح ناظمها معتبرا أن الحسنات فيها طغت على السيئات.

ومن نظر بعين النقد والتمحيص والتدقيق بدا له فيها شيء بل أشياء.

وبالنسبة لمسألة تغيير أو تحوير بعض أسماء السور لمناسبة النظم فهذا عند علماء التجويد والقراءات والرسم كثير، ونظرة عجلة على مقدمة ابن الجزري ترينا أمثلة عديدة وكذلك بعض أبيات الشاطبية ومورد الظمآن ونحوها، ومن أمثلته تسمية سورة العنكبوت: العنكب، وسورة الصافات: اليقطين، أو الكواكب، وسورة البقرة: البكر، وهكذا، وهذا فعل تلقي بالقبول لضرورة الشعر.

«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» وأرجو من إخواني جميعا مراجعة العبارات قبل اعتماد المشاركة وأن يضع كل واحد منا نفسه مكان القارئ أو المخاطب وحين يرضى عن المشاركة فليعتمدها، والله الموفق. «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[09 Jun 2007, 01:30 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير