تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 Jun 2007, 09:51 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

..... تتمة

.... وهناك شيخ آخر قيل انه ختم القرآن الكريم بالجامع الأعظم بتلمسان [مدينة في الغرب الجزائري]. ولا ندري متى كان ذلك بالضبط. ومهما كان الأمر فان هذا الشيخ هو علي البودلميى بن محمد، وهو من الذين جمعوا بين العلم والتصوف. فقد درس على ابن باديس في قسنطينة، ثم توجه الى جامع الزيتونة بتونس، ثم إلى القرويين بالمغرب، وتحصل على شهادات في العلوم الإسلامية وفي الحديث بالخصوص، وكان هذا الشيخ رحماني الطريقة، ثم مال إلى العليوية (الشاذلية) وتوظف عند الإدارة الفرنسية إذ ولته وظيفة مدرس بجامع تلمسان، بعد مسابقة جرت في وهران سنة 1942. وكان مفتي وهران عندئذ هو الشيخ حسن بو الحبال (1).

جمع الشيخ علي البوديلمي الى نشاطه المذكور نشاطه في الصحافة أيضا. فقد كان من جهة مدرسا، كما تقظي وظيفته الرسمية،ولكنه أسس أيضا زوايا بنشر التعليم العربي، اما قناعة منه أو منافسة لمدارس جمعية العلماء وكذلك كان مديرا لمدرسة سيدي بومدين.

ونشرى البوديلمي صحيفة بعنوان (الذكرى) في تلمسان لا ندري كم دامت. وأثناء هذا النشاط، وربما أثناء القائه دروس الوعظ والإرشاد في الجامع الأعظم ختم الشيخ تفسير القرآن، حسبما ترجم له عبد الغني خطاب ونقل ذلك عنه الشيخ الهاشمي بكارن وقيل ان حفل كبير أقيم بهذه المناسبة القيت فيه الخطب والقصائد. وربما يوجد في الصحف المعاصرة وصف لهذا الحفل، ووصف لمنهج التقسير الذي سار عليه الشيخ. ومهما كان الأمر فان هذا الختم كان شقويا وتيس كتابيا، أي أنه نتيجة دروس كان الشيخ بلقيها مدة طويلة، اذ قيل أن وجوده في المهنة قد دام اكثر من قرن (2). ولا ندري هل تأثر الشيخ البودلمي في تفسيره ابن باديس وبعض شيوخ الزيتونة والقرويين، أو تأثر بشيخه ابن عليوة وبعض الشيوخ الآخرين. وربما يكون في صحيفة (الذكرى) أو غيرها بعض نماذج تفسيره.

و في (المرآة الجلية) بعض التفاصيل عن حياة البوديلمي نذكر منها أن والده كان من أتباع الرحمانية و من تلاميذ عبد القادر المجاوي في العلم، وقرأ في بجاية على السعيد الحريزي (الاحريزي)، واختلف إلى زوايا ومعاهد زواوة، منها معهد اليلولي ومعهد أحمد بن يحي، وسافر (أي الوالد) إلى المشرق وتجول فيه، وتوفي سنة 1943 عن 96 سنة. كما أن والدة علي البوديلمي كانت من أصول صوفية إذ ترجع إلى سيدي علي الطيار بقرب برج بوعريريج. وكان والده مدرسا في زاويتهم بالمسيلة قرابة أربعين سنة، وكان له معاونون من العلماء والمرشدين.

أما علي البوديلمي نفسه فقد درس في زاوية أبيه بالمسيلة، ثم رحل إلى زاوية الهامل بقسنطينة حيث درس على ابن باديس والحبيباتني والطاهر زقوطة ويحي الدراجي وغيرهم. ثم قصد تونس فدرس على مشائخ الزيتونة أمثال معاوية التميمي وأبي الحسن النجار، والطاهر بن عاشور. كما زار المغرب وأخذ علم الحديث هناك، وحصل على إجازات من شيوخه سواء في قسنطينة أو تونس أو في المغرب. وبعد رجوعه إلى زاويتهم بالمسيلة تولى التدريس بها ثم في غيرها مثل زاوية بوجملين، والجعافرة بزواوة، ثم اتجه غربا نحو غيليزان ثم مستغانم حيث درس وتتلمذ على الشيخ ابن عليوة الذي كان شاذليا – درقاويا. ولم يتفاهم مع خلفاء هذا الشيخ بعد وفاته سنة 1934، ولذلك أسس البوديلمي زاوية خاصة به في تلمسان، وجعلها للتدريس والتصوف، كما فتح زوايا أخرى في غير تلمسان ومنها واحدة في وهران. وكان فتح الزوايا لا يتم إلا بموافقة السلطات الفرنسية طبعا! وقد كان الشيخ البوديلمي موظفا رسميا عندها منذ 1942، كما ذكرنا. ولعل اهتمامه بالتصوف وقبوله الوظيف الرسمي هما اللذان حالا دونه ودون الإنضمام إلى جمعية العلماء [المسلمين الجزائريين] وبرنامجها الإصلاحي والتعليمي. ولنا أن نتصور الشيخ البوديلمي الذي كان - رغم علمه - من خصوم جمعية العلماء. وقد كان نشاطه في تلمسان في الوقت الذي كان فيه الشيخ الإبراهيمي هناك ممثلا للجمعية (3). ولا نحسب أنهما كانا على وفاق، رغم أنهما من جهة واحدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير