ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[16 Jun 2007, 08:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
... تتمة
في حلقة اليوم سنتعرض إلى احد المفسرين الجزائريين الذين ينتمون إلى المذهب الإباضي (الخوارج)، الموجودين بمنطقة غرداية [الجنوب الشرقي الجزائري] وهو محمد بن يوسف أطفيش (1):
ترجمة المفسر:
محمد بن يوسف بن عيسى بن صالح أطفيش (1236 - 1332 هـ = 1820 - 1914 م) الحفصي العدوي [نسبة الى عدي بن كعب جد سيدنا عمر بن الخطاب – حسب قوله و تأكيده على ذلك في أرجوزته:
مع اجتماع في عدي بعمر ... و بالنبي في لؤي و زمر.
ولد في بلدة بني يسجن من وادي ميزاب [غرداية] بالجزائر.
حفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين وأخذ عن علماء بلده حتى نبغ واشتهر، عرف منذ صغره بحبه للقراءة والمطالعة و جمع الكتب، حيث تكونت لديه مكتبة غنية، و لا تزال إلى يومنا هذا بمعهد بني يسجن الذي أسسه الشيخ سنة 1850 م، و هي تحمل اسمه.
سافر إلى الديار المقدسة مرتين لأداء فريضة الحج التقى خلالهما بالزيني دحلان، كما وجد في وثائقه رسائل تبادلها مع محمد عبده، و قد عاصر الشيخ احتلال الفرنسيين لمنطقة و ادي ميزاب وقد عرف بعدائه الشديد للاستعمار و اهتمامه بأحوال العالم الإسلامي وغيرته عليه مما جعل الكثير من الحكام يراسلونه ويشيدون به، فقد منحه السلطان عبد الحميد الثاني وساما، و كذلك سلطان زنجبار و إمام عمان الإباضيين.
عكف على التدريس والتصنيف والوعظ والإرشاد إلى أن توفي ببلده في الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وله من العمر ست وتسعون سنة.
له أكثر من ثلاثمائة مؤلف تشمل الكثير من العلوم و الفنون كالفقه الإباضي و البلاغة والتاريخ والنحو و قواعد الخط العربي،وله شعر في ديوان مطبوع، اما الذي يهمنا هنا هي مؤلفاته الثلاثة في التفسير:
- " هميان الزاد إلى دار المعاد " و هو تفسير مشهور مطبوع.
- " داعي العمل ليوم الأمل ". لم يطبع – حسب علمي-
- " تيسير التفسير". مطبوع.
وأما " تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد" فقد طبع مرتين، و هو من المراجع الأساسية عند الإباضية (الخوارج)، حيث أنه يمثل في رأي الشخصي – أبو مريم الجزائري- (رغم قلة الزاد العلمي و عدم الاختصاص في هذا العلم الكبير): " التعصب الأعمى للمذهب و ذلك لكثرة التأويل المتكلف، و الشرح السمج – إن صح التعبير – ومحاولة لي أعناق الآيات وتفسيرها بما يناسب عقيدته،وقد اعترف بذلك في مقدمة تفسيره حيث قال:" ... ويتضمن إن شاء الله الكفاية، في الرد على المخالفين فيما زاغوا فيه وإيضاح مذهب الإباضية الوهبية واعتقادهم وذلك بحجج عقلية ونقلية" (1/ 5).
وبما يساير مذهبه على عادة أهل المذاهب في التحريف و التأويل للدفاع عن عقيدتهم بشتى الوسائل و الطرق بما يتفق مع أهوائهم ومشاربهم، مستشهداً لذلك في الغالب بالأحاديث الموضوعة و بالآراء الكلامية للفرق الضالة كالمعتزلة وغيرهم – و الله أعلم - ".
أما تفسير الشيخ أطفيش الآخر، وهو داعي الأمل، فهو تفسير جزئي، بدأه بسورة الرحمان ولم يتمه أيضا. وقد وصل فيه إلى سورة ?المزمل ? عند قوله تعالى: ?ورتل القرآن ترتيلا?. وأوله هو قول الشيخ: *قد علمت أن ترتيب السور والآي توقيف الدرس والمصاحف ولو خالف ترتيب النزول. فهذه السورة (تأتي) بعد سورة ?اقتربت الساعة?. أما آخر الكتاب أو الموجود منه فهو قوله:*وليس بالكثير، وذلك أمر بترتيل القرآن في الليل وغيره، وليست الآية في قيام الليل*. (2)
و قد ذكر الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسر ص 282: (( ... وأما تفسير داعي العمل ليوم الأمل، فلم يتمه مؤلفه، لأنه عزم على أن يجعله في اثنين وثلاثين جزءاً، ثم عدل عن عزمه هذا، واشتغل بتفسير هميان الزاد إلى دار المعاد.
¥