تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[23 Jun 2007, 09:18 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

... تتمة

... كان الشيخ المجاهد الشهيد العربي التبسي [أحد أعضاء جمعية المسلمين و نائب رئيسها، أستشهد تحت التعذيب بعد ان القى عليه زبانية فرنسا القبض و لم يعترف لهم عن نشاطات المجاهدين رحمه الله] من هؤلاء المفسرين أيضا. بدأ ذلك بعد رجوعه من دراسته في الأزهر الشريف، كانت دروسه في تفسير القرآن الكريم بالجامع الكبير بمسقط رأسه مدينة تبسة [مدينة بأقصى الشرق الجزائري على الحدود التونسية].وقيل أنه بدأ التفسير للعامة ولمن حضره من الخاصة، كان يدأ تفسيره بالسور القصار وتنقل منها إلى أتم تفسير سورة البقرة وكانت ثقافته الدينية الواسعة تؤهله لهذه المهمة، فقد كان مطلعا على التفاسير وعارفا بأحوال العصر ومقتنعا بدور العالم في هذا المجال. فكان يتخذ من التفسير وسيلة للدعوة إلى التقدم والنهوض و توعية الناس بحقيقة الأوضاع و أنه لا خلاص لهم الا بالتمسك بالمبادئ الاسلامية الصحيحة و العودة الى العقيدة الأساسية عقيدة أهل السنة و الحماعة – السلف رضي الله عنهم – مؤكدا لهم بأن القرآن الكريم هو منهج حياة صالح لكل زمان و مكان و أن دعوته هي الحق، وكان يعتمد منهجا معينا يقوم على شرح الألفاظ واستخراج المعاني وتطبيقها على الواقع. ولذلك كانت الدعوة إلى الإتحاد والتقدم واليقظة هي الغاية، وكذلك الدعوة إلى نبذ البدع، والعمل بما جاء به القرآن الكريم من محاربة الشركيات مهما كان نوعها.إن الامام التبسي لم يستمر في مكان واحد بحكم مطاردة الاستعمار له و التضييق عليه، فقد تنقل من تبسة إلى غيرها من مدن الغرب ثم قسنطينة ثم العاصمة. ولكنه لم ينفك عن إلقاء دروس التفسير ومواصلة ما بدأه إلى أن ختمه في آخر سنة 1956.وكان ذلك قبل استشهاده ببضعة أشهر فقط. وقيل أن تدريسه للتفسير دام اثنين وعشرين سنة – و أنا [أبو مريم] أتمنى أن يقوم تلامذته و أصدقاءه الباقين على قيد الحياة من أعضاء جمعية المسلمين بجمع تفسيره - (1).

وخلافا لبعض معاصريه كان الشيخ العربي التبسي يكتب أيضا في البصائر [جريدة الجمعية] وغيرها من الجرائد و المجلات الإسلامية. وكان يتناول في دروسه الوعظية وفي خطبه الدينية آيات من القرآن الكريم يفسرها تفسيرا يقربه إلى واقع الناس مع الالتزام بالتأويل السلفي على طريقة الإمامين ابن جرير و الطبري.

وكذلك الشيخ أحمد سحنون رحمه الله [عضو جمعية العلماء المسلمين] كان كذلك يجمع بين الدرس الشفوي في التفسير والمقال الصحفي الذي يستخرج فيه معاني بعض الآيات. وقد استمر على ذلك فترة طويلة، وكان ينشر إنتاجه على صفحات البصائر في باب دائم وخاص، ولكن هذا النوع لا يدخل أيضا في ما نحن فيه. إن الشيخ سحنون لم يسلك منهاجا في التفسير سار عليه خلال جزء أو أجزاء من القرآن الكريم، لنعرف منه، شفويا أو كتابيا، ما كان يرمي إليه و ما أوجه مخالفته أو موافقته للمفسرين السابقين. وقد استمر الشيخ سحنون على طريقته المذكورة إلى ما بعد الاستقلال. واستطاع أن يؤثر في جيل من الشباب المتعلم – بعد الاستقلال- بأسلوبه الهادئ والأدبي والمستمد من القرآن الكريم.

في سنة 1954 صدر إعلان عن قرب صدور كتاب بعنوان (مقاصد القرآن [الكريم]) للشيخ محمد الصالح الصديق – حفظه الله - (2). . وكان صاحبه يخطط لوضع أجزاء ما اختاره من موضوعات في مقاصد القرآن [الكريم]،ولكن أحداث الثورة والوضع المادي له جعله يجمد المشروع إلى سنة 1982 حين أعاد طبع الجزء الأول وأضاف إليه جزءا ثانيا (3). قال عنه أحد المراجعين للكتاب " أنه تفسير توجيهي " لبعض آيات القرآن الكريم. وقد شملت الموضوعات قضايا دينية وفكرية واجتماعية. ونحن إذ نتحدث عن الطبعة الثانية [الكاملة] نلاحظ أنها تضمنت ثمانية أبواب وفي كل باب فصول، وفي كل فصل تفسير آية معينة. وتضمن التفسير العناية بالتوضيح اللفظي والشرح المعنوي، أي المعنى الإجمالي للآية وإسناد ذلك بالبراهين من الحديث الشريف [لاحظت (أبو مريم] اعتماده على الأحاديث الصحيحة أو التي لا تنزل عن مرتبة الحسن و التفسير بالمأثور وإيراده لأقوال كبار المفسرين السلفيين و كذلك استشهاده بآراء كبارالعلماء. وفي ذكر عناوين الأبواب بيان لمحتوى الكتاب فقد بدأها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير