تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بباب التوحيد [لأنه الأساس كما قال]، والعقائد والدين، التشريع، والعبادات، والقصص، وإعجاز القرآن، وأصول المثل الأعلى، والنظم الاجتماعية. وبعض الأبواب قد شملت أكثر من عشرين فصلا، ولكن بعضها لا يضم إلا فصل واحد مثل فصل إعجاز القرآن.

وهذا التناول داخل في الدراسات القرآنية أكثر مما هو في تفسير القرآن الكريم، لكنه يحتوى على أقوال في التفسير في رأي المتواضع [أبو مريم] تعتبر في القمة من ناحية البلاغة و البيان، و كذلك في تقريب مقاصد الآيات الكريمة إلى واقع الناس. وقد ذكرناه هنا لأن مؤلفه ركز كثيرا على إيراد الآيات وشرحها شرحا يدعم المقصد الذي يرمي إليه. والشيخ الصديق أديب لغوي وفقيه و له فكر نير، فانسجم عنده فهم القرآن مع أفكار العصر، يظهر من خلال التمعن في تفسيره مدى تأثره بأسلوب الإمام عبد الحميد ابن باديس في إختيار تناول موضوعات كتابه، كما يظهر تأثره بأسلوب بعض شيوخ الزيتونة المتنورين الذين درس عليهم. وخلاصة القول فإن تناوله للآيات القرآنية ليس تناولا تقليديا جامدا، وإنما هو تناول يسير في نظرنا في تيار الإصلاح و محاربة البدع و الطرقية الذي نادى به ابن باديس.

ولا أريد أن اختم هذه الدراسة التي أتمنى أن تكونوا قد استفدتم منها دون أن أشير الى أن هناك إنتاج آخر متصل بالقرآن قام به بعض الجزائريين، ونعتقد أن هنا مجال الحديث عنه. ونقصد بذلك ترجمة القرآن وبعض الدراسات المستمدة منه. أما الترجمة فقد قام بها جزائريان وهما: أحمد لعيمش ومحمد بن داود. الأول كان قاضيا ومتخصصا في الفقه والدين والتوثيق، الثاني كان ضابطا في الجيش الفرنسي مدة حياته [و صل إلى رتبة عقيد (كولونيل)]. وقد ظهرت الترجمة الفرنسية سنة 1933. وكانت الترجمة إلى الفرنسية محتكرة من قبل للعلماء الفرنسيين. ويبدو من تعليق السيد كنار أنه إذا كانت ترجمات المستشرقين تفتقر إلى الدقة أحيانا وإلى عدم الإلمام بكل الجوانب التاريخية واللغوية، فإن الترجمة الجزائرية لم تخل أيضا من المآخذ. ومن ذلك ترجمة الآية ?لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ? بالتعويد على الهجرة، بينما هي، حسب رأي كنار، تعني القافلة التجارية. وانتقد المترجمين على جهلهما معنى " إيلاف " التي تعني عنده عهد الأمان والرخصة التي كانت قريش تحصل عليها من ملوك الفرس والروم لكي يتاجروا دون إزعاج من الدولتين المتحاربتين؟؟. وكلمة إيلاف قد شرحها الطبري وفسرها بالأمان. كما انتقد كنار ترجمة لعميش وابن داود على افتقارها للتعاليق و التوضيحات لأن القرآن الكريم لا يفهم وحده بنصه فقط، سيما عند القارىء العادي. كما انتقد كثرة الأخطاء اللغوية والتعبيرية. ولكن كنار أشاد بالترجمة من جهة أخرى وهي أنها تعبر عن إخلاص المترجمين وحماسهما، وأنها جاءت من مسلمين وليس من مستشرقين.

اما اول ترجمة لمعاني القرآن الكريم فهي الشيخ الحاج محمد الطيب وعدد من الوجوه الأدبية والثقافية الجزائرية.

وقد أكد الطيب أن الترجمة التي استمرت ثلاث سنوات متواصلة منذ إنشاء لجنة رسمية خاصة سنة 2001، قد ركزت في جوهرها على معاني القرآن الكريم موضحا في مداخلة أمام الحضور أن إنجاز العمل تضمن نسخه على أقراص سمعية مضغوطة تُبعت بمراجعة لغوية ونحوية إضافة إلى نسخه على 3 أشرطة كاسيت سمعية.

وأشار الطيب إلى أنه تم إنجاز كتيب يتضمن 6 أحزاب من القرآن الكريم باللغة الأمازيغية، مبرزا أن هذا الكتيب الذي يعد ترجمة تجريبية قد طبع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالسعودية.

وقد أشاد صاحب المبادرة بتشجيع ووقوف المجمع السعودي لدعم هذه العملية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، معتبرا أن هذه التجربة هامة جدا لا سيما وأن عملية ترجمة القرآن الكريم ليست بالمهمة اليسيرة وتتطلب تضافر جهود أطراف عديدة من علماء التفسير والفقه واللغة والأدب والتاريخ وغيرها.

كما صدرت الطبعة الأولى لترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية اعتمادا على لسان منطقة الزواوة (القبائل) عن مؤسسة زرياب والمنجزة بقلم السيد رمضان آث منصور سنة 2006.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير