ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[12 Jun 2007, 11:12 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا مريم الجزائري، نحن في شوق إلى إتمام مقالتك
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[13 Jun 2007, 11:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
.... تتمة: جزاك الله خيرا اخي رجب مسامبا و بارك الله فيك
وصف مدرستين قرآنيتين في بداية الاحتلال الفرنسي قبل هدمهما
نورد هنا وصفا حيا للعالم الرحالة بولسكى في كتابه (العلم المثلث على الاطلس ص22) طبع في نفس السنة 1854م في كل من لندن و نيويورك لمدرسة قرانية قبل هدمها يقول السيد بولسكى:
" ... ان حصة الحفظ تجرى فى مدرسة (مكتب) صغير مفتوح على الشارع. و كل المارة يشاهدون ما يجرى. الارض مغطات بالحصير، و التلاميذ يجلسون عليها حفاة متربعين. ويقف المؤدب وسطهم بعصا فى يده. وللتلاميذ الواح خشبية يكتبون عليها باقلام مبرات من القصب، و هم يكتبون من املاء المؤدب. و بعد ان يطلع المؤدب على ما كتبوا، يقرؤون جميعا بصوت عال. ان هناك الكثير من الضجيج فى هذه المكاتب (يعنى اصوات الاطفال و هم يقراون). و قلما يفقد المؤدب صبره،و قلما يستعمل العصا، وله شخصية مهابة،والتلامبذ غالبا ما يظهرون الحماس و الاهتمام. ثم ان الصياح و القراءة العالية تشغل التلاميذ عما يجرى فى الشارع و عن الزوار. ان هناك علاقة متينة وثقة متبادلة بين المؤدب والتلاميذ. و قد يؤدب المؤدب التلاميذ بكلمات يترتب عليها اسفه. و علاقة الود و الاحترا م بين المؤدب و التلاميذ تستمر مدى الحياة و لا تنتهى يالخروج من المدرسة. وعدد التلاميذ الحاضرين لا يتجاز الاثنى عشر.و يغادر التلميذ المدرسة اذا وصل عمره الرابعة عشر. و يدفع كل واحد منهم الى المؤدب حوالى ربع بوجو شهريا"
وهذا وصف آخر لمدرسة ((شيخ البلاد القرآنية)) قبل هدمها في العاصمة أيضا للكاتب الرحالة أدولف جوان ADOLPH JUIN ، في كتابه (رحلة فى افريقية - ص66)، الرحلة كانت1847، و الكتاب منشور سنة 1850، ببروكسل - بلجيكا.
" ... المدرسة نظيفة مملوءة بالمصاحف المرتبة بجنب بعضها البعض و هي مغلفة بجلد الغزال، فالمؤدب هنا شيخ طاعن فى السن، متكىء على المكتب، و له نظرتان ثاقبتان، و صوت متهدج و مرتعش.و بيده عصا قلما يستعملها. و المكتب عبارة عن دكان واسع جلس فيه التلاميذ على شكل حلقة دارية، و هم هنا حوالى ثلاثين تلميذا. كل تلميذ له لوح يكتب علبه بحبر معين. فهو يكتب الآيات ثم يحفظها بصوت واحد مع زملائه. ثم يمحو الايات بعد ان تنقش فى الذاكرة، وهكذا الى اخر الحصة. وليس هناك شرح لأية كلمة. و التلاميذ لا يفهمون ما يقراون. اذا حفظ التلاميذ القران يسمى «طلابا»، و اذا اراد المزيد ليصبح فقيها فعليه ان يقصد المساجد ليتعلم على ايدى العلماء دروس الفقه وغيره من المعارف. و لكن القليل من التلاميذ فقط يفعلون ذلك. ان عدد هؤلاء العلماء قليل جدا، و لذالك فان معظم الخريجين يبقون «طلابا»، واذا رغب احدهم فى التجارة فعليه ان يتعلم الحساب، و لكن من النادر ان يصلو الى تعلم الكسور.ان الغنى والفقير يشتركان فى نفس التعلبم و يحصلان على نفس الدرجة، مع فارق قليل، من الثقافة الفكرية. فتاجر التمر مثلا بعرف ما يعرفه البرجوازى، وهكذ ... "
و هذه أسماء المؤرخين و الكتاب مع ذكر المراجع التي اعتمدنا عليها في وصف الرسالة الحضارية لزعيمة الحضارة فرنسا:
1 - اليكسييس دي طوكفيل، كان قد زار الجزائر مرتين سنة 1841 و 1846 و يعود اهتمامه بها الى سنة 1833، و قد استدعى للمشاركة في احدى اللجان البرلمانية التي درست احوال الجزائر و تقديم الاقتراحات الى الوزير الاول (مختارات من كتابات دي طوكفيل عن الجزائر تقديم ت. تودوروف T.TODOROV الطبعة الاولى باريس 1968 ص 164 و165.
2 - لويس فينيون و البير دبفوكس (فرنسا في شمال افريقيا) الطبعة الاولى باريس 1887 ص 241و242.
3 - بيليسيه دي رينو مؤرخ الحملة الفرنسية لاحتلال الجزائر كان ضابطا في قيادة الأركان للجيش وقد ألف كتابا ضخما أرخ فيه لجميع الأحداث التي عاصرها لمدة عشرين سنة بالجزائر، وعنوان كتابه " الحوليات الجزائرية " طبع أول مرة بباريس سنة 1854م، ص 87 - 112)
فماذا قالوا و نقلوا:
¥