تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان عدد مساجد العاصمة عند الاحتلال 122 مسجدا بين صغيرة و كبير) وهم يسمون المسجد: جامع فليلاحظ (بعضها يرجع إلى قرون خلت) القرن 7 ه (و بعضها يرجع إلى أخر العهد العثماني. و من هده المساجد ما كان قائما يؤدي مهمته و له أوقاف منذ القرن 16 م. و جاء وصفه في كتب الرحالة و المعاصرين أمثال ليون الإفريقي و هايدو الأسباني.

عند تناول البنايات الدينية في العاصمة اتبع المؤلفون طرقا مختلفة في إحصائها ووصفها. فألبير ديفوكس درسها أولا من خلال الأحياء داخل المدينة. فتناول ما هو بالوسط (القصبة (و ما هو بالناحية الغربية) باب الواد (و ما هو بالناحية الشرقية) باب عزون (. ثم تناول ما هو خارج الأسوار، أي الواقع في الضواحي أو) الفحوص)، متبعا أيضا ذالك جهة بعد جهة أو فحصا بعد فحص إلى أن أتي على مجموع حوالي 176 بناية دينية أو معلما، و منها 122 مسجدا التي أشرنا إليها.

و كان ديفوكس من خبراء هذا الموضوع، لأنه كان مكلفا بالوثائق العربية و التركية مدة طويلة، و قد استخرج منها معلومات كثيرة تهم الاحتلال و تاريخ القناصل الفرنسيين و الشركات الفرنسية في الجزائر في عهد العثماني، ثم البنايات الدينية و الأوقاف التابعة لها، و ما إلى ذلك.

و كان لا يحسن التركية، و لذالك وظف مجموعة من الجزائريين الذين كانوا يترجمون له من التركية إلى العربية، ذكر منهم الشيخ محمود بن عثمان خوجة الذي قد يكون من عائلة حمدان بن عثمان خوجة. و بعد ذلك كان ديفوكس يترجم من العربية إلى الفرنسية و المهم أن نذكر أن ديفوكس عاصر تصرف سلطات بلاده في المسجد و غيرها، و لكنه لم يكتب عن ذلك و لم يصفه إلا بعد عدة سنوات.

أما أوميرا فلم يكتب عن الموضوع إلا سنة 1898. و قد اعتمد على زميله ديفوكس في كثير من الجوانب، و لكنه تميز عنه بالتركيز على أملاك الوقف و ليس على البنايات الدينية نفسها. و مع ذلك تناول عددا من المساجد و الزوايا و القباب) الأضرحة) بشيء من التفصيل ليظهر مكانتها في التراث و قيمتها في الوقف. و قد صنف ذالك إلى ما هو داخل المدينة و ما هو خارج عنها. كما أنه ذكر 32 مسجدا أصابها الهدم و التعطيل و التحويل و الخراب. وبعضها (و هو ستة فقط) بقيت إلى وقته هو.

إن بعض هذه المساجد كانت ذات شهرة و قيمة علمية كبيرة في العهد العثماني و لكن الاحتلال لم يرحمها.و مثال ذلك جامع القشاش و جامع عبدي باشا و جامع حسين ميزمورتو، و جامع خضر باشا. و لقد واصلت السلطات الفرنسية عمليات التخلص من المساجد إلى فاتح القرن العشرين، فبين 1905 - 1911 جرت مناقشات ساخنة في بلدية الجزائر حول هدم الجامعين الرئيسيين الباقيين وهما الجامع الكبير و الجامع الجديد (لتجميل) العاصمة و بناء فندقين مكان الجامعين. و لولا خوف السلطات من ردود فعل المسلمين و مواقف بعض النواب الجزائريين في البلدية و علاقة ذلك بموضوع التجنيد الإجباري و حركة الهجرة، لمضى الفرنسيون إلى الجامعين المذكورين و تخلصوا منها كما فعلوا مع الجوامع الأخرى و لبقيت العاصمة اليوم ربما خالية تماما من الآثار الإسلامية.

1.جامع السيدة: كان من بين المساجد السبعة الرئيسية منذ القرن 16 م (العاشر هجري). أقدم الوثائق التي تتحدث عنه ترجع إلى سنة 1564م. تحدث عنه هايدو الإسباني سنة 1581 وعده الثالث في الأهمية من بين المساجد السبعة بالعاصمة. اتخذه الباشوات مصلى لهم لقربه من القصر الجنينة (قصر السلطة و الحكم). و أعتبره ديفوكس من جوامع الدرجة الأولى، لجماله و فخامته. و كان ديفوكس حاضرا عند هدمه سنة 1830، ولكنه كان صغير السن، و لذلك اعتمد في وصف طريقة الهدم على زميله أوغست لودوييه A.lodoyer ، عضو الجمعية التاريخية الجزائرية، التي أسسها الفرنسيون سنة 1855. فقال لودوييه إن جامع السيدة كان أول جامع هدم بالطارق و الفؤوس بأيادي فرنسية، و ذلك لضرورة توسيع المجال حول قصر الديات الذي وضع تحت يد السلطات العسكرية الفرنسية كمخزن و محطة رئيسية.و كان التوسيع أحد الأسباب فقط. وهناك سبب أخر ذكره لودوييه و هو خوف الفرنسيين من أن يتخذ المسلمون جامع السيدة مركزا لهم و نقطة تجمع و مظاهرات. و ذلك ليدل على أهمية جامع السيدة من الناحية المعنوية.ولعل هذا هوا السبب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير