تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الرئيس، بالإضافة إلى عنصر الرواسب الصليبية. وقد هدموا معه المنازل المجاورة و الملاصقة له لإقامة فضاء حر داخل المدينة و نقطة للدفاع لو حاول المسلمون الثورة على الفرنسيين و بعد هدم الجامع و القبة الضخمة التابعة له، بقيت الصومعة قائمة إلى سنة 1832 حين أسقطوها قطعة واحدة باتجاه الشرق. و قد استعمل الفرنسيون عدة وسائل لإسقاط الصومعة فأعيتهم، مثل الحبال و الطرق الغليظة، ثم إلتجأوا إلى تلغيم الصومعة و نسفها نسفا. وبناء على ديفوكس فإن جامع السيدة كان يقع في ساحة الحكومة (الشهداء حاليا).

و قد تحدث أوميرا أيضا عن مصير جامع السيدة فقال إن الفرنسيين هدموه قبل التفكير في إقامة ساحة الحكومة خلافا للتفسير القائل، إن الهدف من الهدم هو فتح مجال واسع وسط القصبة لتهوية المدينة و تجميلها الخ.

و أضاف أوميرا أن الجامع كان يقع بين شارع باب الواد و فندق الأيالة (ريجنس) و جزء من ساحة الحكومة الحالية سنة (1898) المواجهة للجنينة، و الممتدة إلى أقواس دار السلطان (القصر) الني اختفت هي أيضا لمد شارع الديوان. و قال أوميرا إنه يوجد الآن اثر لهذه الأقواس على أحد جوانب قصر الأسقفية. لقد كان جامع السيدة، بحكم قربه من دار السلطان تتردد عليه الإرستقراطية الحاكمة. و هو من الجوامع القديمة و كرر أوميرا كلام ديفوكس حول الجامع ناقلا عن هايدو أنه كان يقع في الشارع (الأرتولوجي) سنة 1581، ثم أورد أيضا كلام لودوييه A.iodoyer حول هدم جامع السيدة.

و قد علق أوميرا (الذي كان من العلمانيين و ربما من الماسونيين، ورئيسا لجمعية الصحفيين و جمعية العلوم الاجتماعية في الجزائر) على فعل سلطات بلاده فقال لإنه لم يكن بدافع عاطفة معادية للدين الإسلامي و إنما كان لضرورة فتح الطرق العمومية [الكفر ملة واحدة فلا فرق بين علماني و غيره]، و قد نفى أوميرا أيضا عاطفة التعصب عن المسلمين بدليل أنهم في نظره لم يحتجوا أو يثوروا ضد هدم أجمل مساجدهم، جامع السيدة. و كانوا الحاضرين، و يرددون عبارة "مكتوب، مكتوب".و لذلك اعتبرهم أوميرا " قدريين " فقط. [و كلام اوميرا فيه نظر.فمن جهة نعلم أن لجنة الحضر بقيادة حمدان خوجة قد احتجت و صرخت و كتبت ضد هذه الأعمال غير الحضارية، و كتابه (المرآة) و عرائضه تشهد على ذلك]. و لعل أوميرا لم يرجع أيضا إلى الأدب الشعبي الذي بكى مصير المساجد و الأسواق و الحصون التي هدمت. ثم إن المسلمون الذين بقوا في العاصمة عدد ضئيل جدا إثر الاحتلال، و كانوا من صنف الفقراء و العجزة الذين لم يستطيعوا الخروج من المدينة.

2 - جامع محمد باشا: كان في مقابلة قبة سيدي يعقوب على البحر. و هو جامع كبير، هدمه الفرنسيون، كما يقول ديفوكس، منذ أمد بعيد – لم يحدد ديفوكس التاريخ -. وقليل من أهالي المنطقة يذكرونه في عهد ديفوكس، و حتي الذين يذكرونه لا يعلمون أنه لمحمد باشا، ذالك الداي غير العادي و الذي حكم 25 سنة (وهذه المدة الطويلة ظاهرة نادرة في ذالك الوقت) (1179 إلى 1295 - 1765 - 1791). ولهذا الجامع وقفية وقعت أمام القاضي الحنفي عندئذ. و كان محمد باشا قد أنشأ أوقافا حبسها على مقبرة شهداء الجهاد (الغزو البحري) خارج باب عزون. و قد أعلن الباشا على لسان الشاوش أنه خصص جزءا من تلك الأوقاف للجامع الذي بناه و الذي أصبح يحمل إسمه.

3 - مسجد المصلى: عطلة الفرنسيون ثم أعطوه للجيش منذ الأيام الأولى للاحتلال، فاستعمله ثكنة عسكرية كانت له أوقاف تتمثل في سبع حوانيت. وفي سنة 1860 زار نابليون الثالث الجزائر فاستعمل مسجد المصلى و الملجأ الذي بجواره مقر للفرسان المرافقين للإمبراطور. وفي 1862 هدم مع الملجأ المذكور لبناء الليسيه الفرنسية (الثانوية) الأولى في الجزائر. و هو الليسيه الذي ابتلع، كما قال ديفوكس، العديد من المؤسسات الإسلامية القديمة. و قد أطلق على هذا الليسه عبارة الوحش monstre أو البعبع، لأنه بموقعه قد ابتلع المساجد و غيرها كما ذكر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير