ترتيب سورة القلم ظاهرة مميزة مثيرة للانتباه في ترتيب سور القرآن، فهي السورة الوحيدة من بين سور الفواتح التي جاء ترتيبها في النصف الثاني من القرآن بينما رتبت السور الثماني والعشرون الباقية في النصف الأول .. كما أنها هي السورة الوحيدة من بين سور الفواتح التي لم يرد فيها لفظ الجلالة " الله " ...
فصل سورة القلم عن أخواتها - بعيدا عن لغة الأرقام - دليل على ان ترتيب سور القرآن توقيفي .. لو ان ترتيب سور القرآن اجتهاد بشري لألحق المرتبون هذه السورة بأخواتها ولا مسوغ لديهم أن يفصلوها عن اخواتها على النحو الذي هي عليه في المصحف .. ما ذا خلف هذا الفصل من إعجاز الترتيب سيكون إن شاء الله موضوع مشاركة خاصة ..
ما أود الإشارة إليه في هذه المشاركة هو:
بما أن سورة القلم هي السورة رقم 29 في ترتيب سور الفواتح أي الأخيرة، فلا يصلح اتخاذ موقعها هذا لتدبر ترتيب سور الفواتح .. فشرط هذا التدبر أن تتوزع السور على جانبي السورة حتى يصلح موقعها محورا للقياس ..
الوضع الذي يحقق هذا الشرط هو ترتيب سور الفواتح تنازليا من الأطول إلى الأقصر ...
إذا فعلنا ذلك فسورة القلم ستأخذ موقع الترتيب 23 وبذلك سيكون:
عدد السور بعدها: 6
عدد السور قبلها: 22
النظام نفسه الذي شاهدناه في سورتي العنكبوت والطارق ..
ملاحظة:
يا حبذا أن نرى تعليقا على الموضوع .. تصلني من بعض الغيورين على القرآن من يطالبني بالرد على المشككين بجمع القرآن وترتيبه واتهامه بالزيادة والنقصان .. ونحن هنا مشغولون باقناع المسلمين أولا أن كتاب ربهم معجز في ترتيبه ..
فمن لديه مأخذ فليتفضل، ولكن ليس على طريقة من قال لي في موضوع حالات سور القرآن: لا نريد حالاتك لأنها ببساطة ليست حالاتي، ثم حالات سور القرآن أربع على النحو الذي أوضحته ولا يمكن ان تكون غير ذلك ولا يمكن التشكيك فيها لا من مسلم ولا من غير مسلم .. رضي من رضي وغضب من غضب، وهي حقيقة رياضية صالحة لمخاطبة أمم الأرض كلها دون أن يكون هناك اختلاف في فهمها ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Jul 2007, 01:49 م]ـ
قسمة أساسها العددين 28 و 29:
عدد سور النصف الأول من القرآن 57 سورة , هي السور من 1 – 57 في ترتيب المصحف.
أن تكون هذه السور: 29 سورة فردية الترتيب و28 سورة زوجية الترتيب، أمر طبيعي .. ولكن أن تأتي هذه السور باعتبارات أخرى وفق النظام نفسه أمر يستدعي التدبر، فهي:
باعتبار الحروف المقطعة في أوائلها " الفواتح ":
29 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف.
28 سورة مفتتحة بالحروف.
باعتبار العدد 78 عدد الحروف المقطعة:
29 سورة عدد الآيات في كل منها 78 آية فأكثر ..
28 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 78.
باعتبار التجانس: (انظر قانون الحالات الأربع لسور القرآن)
29 سورة غير متجانسة.
28 سورة متجانسة.
في كل مرة من هذه المرات تتداخل هذه السور وتتغير، ولكنها في النهاية تحافظ على معادلة لا تتغير: 29 و 28.
ونضيف إلى كل هذا:
تبدأ سور النصف الأول بسورة الفاتحة المؤلفة من عدد من الكلمات هو: 29 (البسملة هي الآية الأولى في سورة الفاتحة).
وتنتهي بسورة الحديد المؤلفة من 29 آية .. (رقم سورة الحديد 57 وعدد آياتها 29: حاصل ضرب العددين هو: 1653 أي مجموع أرقام ترتيب السور الـ 57) ..
وإذا أحصينا أعداد الآيات في السور الـ 57 سنجد أن مجموعها هو: 5104.عدد هو حاصل ضرب: 176 في 29 ......... [= 2 × 88 × 29: انظر إعجاز الترتيب في الآية 88 سورة الإسراء] ..
وفي النصف الثاني من القرآن:
سور النصف الثاني من القرآن باعتبار الترتيب:
29 سورة زوجة الترتيب.
28 سورة فردية الترتيب. [الظاهرة الطبيعية].
باعتبار العدد 17:
29 سور عدد الآيات في كل منها 17 آية فأكثر.
28 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية.
باعتبار نظام التجانس:
29 سورة متجانسة.
28 سورة غير متجانسة ..
ما تفسير هذه الحقائق في الترتيب القرآني؟
كيف جاء ترتيب هذه السور على هذا النحو مع ما نعلمه من نزول القرآن مفرقا وترتيبه على نحو مغاير تماما لترتيب النزول؟
وختاما:
- إن محاكاة ترتيب القرآن ليست في متناول البشر , هذا ما يجب أن يدركه علماء المسلمين قبل غيرهم.
¥