تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لبطل المعنى المبتغى باليمين إذ مقصودها تخويف الحالف ليرتدع عن الجحود خوفا من عاقبة اليمين الكاذبة فمتى ساغ التأويل له انتفى ذلك وصار التأويل وسيلة إلى جحد الحقوق ولا نعلم في هذا خلافا"

ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 07:14 م]ـ

سلام الله عليكم،

أظن أن ما ورد في هذا الموضوع من عرض للمسألة ثم تفسيرها لا يصح، فالمحكمة والفقهاء لم يكونوا يجهلون مثل هذا التأويل والتورية في اللغة كما زعم البعض، وإنما لبس الأمرَ علينا غفلتنا عن قاعدة فقهية هامة تسد هذا الباب على الحالف، فقد أورد ابن قدامة في المغني مسألة بعنوان "مسألة فيمن حلف فتأول في يمينه قال فيها:

"مسألة فيمن حلف فتأول في يمينه

مسألة: قال: وإذا حلف فتأول في يمينه فله تأويله إذا كان مظلوما وإن كان ظالما لم ينفعه تأويله لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: [يمينك على ما يصدقك به صاحبك]، معنى التأويل أن يقصد بكلامه محتملا يخالف ظاهره نحو أن يحلف أنه أخي يقصد أخوة الإسلام أو المشابهة أو يعني بالسقف والبناء السماء وبالبساط والفراش الأرض ... الحال الثاني: أن يكون الحالف ظالما كالذي يستحلفه الحاكم على حق عنده فهذا ينصرف يمينه إلى ظاهر اللفظ الذي عناه المستحلف ولا ينفع الحالف تأويله وبهذا قال الشافعي ولا نعلم فيه مخالفا فإن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [يمينك على ما يصدقك به صاحبك] رواه مسلم و أبو داود وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [اليمين على نية المستحلف] رواه مسلم وقالت عائشة على ما وقع للمحلوف له ولأنه لو ساغ التأويل لبطل المعنى المبتغى باليمين إذ مقصودها تخويف الحالف ليرتدع عن الجحود خوفا من عاقبة اليمين الكاذبة فمتى ساغ التأويل له انتفى ذلك وصار التأويل وسيلة إلى جحد الحقوق ولا نعلم في هذا خلافا"

أخي الفاضل جلمود وعليكم السلام ورحمة الله

نحن نتكلم على مسألة نحوية بحتة ولا يعني ما قدمناه نقض المسألة الفقهية بل لعلي أدعي ان ما تفضلت به من البديهيات فاليمين لا تصح به التورية والحلف على نية المستحلِف لا المستحلَف ....

ولكن كل ذلك لا يمنع من الوقوف على اصل الفكرة اللغوية والا فما معنى قوله تعالى على لسان اخوة يوسف (قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف)

ان القواعد النحوية وضعت لتحدد جهة الكلام وتصريفاته والعرف اللغوي شيء واصول اللغة شيء آخر قال الفراء: ((ولو اقتسْتُ فى القراءة عَلَى ما يخِفّ عَلَى ألسن العرب فيخففون أو يدغمون لخفّفتُ قوله {قُلْ أَىُّ شَىْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} فقلتُ: أَيْشٍ أكبرُ شهادة، وهو كلام العرب.))

وربما المثال ليس قريبا جدا ولكن الفكرة واحدة بأن اللغة تؤخذ بأصولها وقوانينها لا بما يتعارف عليه الناس بصوابه وخطئه

وتقبل مني وافر المودة والاحترام

ـ[المتنقل]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 08:25 م]ـ

يا جماعة ... انا لحد الان لم افهم الخطأ في ذاك القسم، بل اني لم افهم معنى قولة تعالى

" قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا"

و ماذا عن قوله تعالى " لا اقسم بيوم القيامة"

هل الاستشهاد بهذه الاية علاقة في الموضوع

وشكرا

ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 09:05 م]ـ

يا جماعة ... انا لحد الان لم افهم الخطأ في ذاك القسم، بل اني لم افهم معنى قولة تعالى

" قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا"

و ماذا عن قوله تعالى " لا اقسم بيوم القيامة"

هل الاستشهاد بهذه الاية علاقة في الموضوع

وشكرا

أخي الكريم المتنقل بارك الله فيك وقد طلبت ما هو من حقك

هنالك اربعة شروط إذا اجتمعت بالفعل المضارع فإنه يجب أن يؤكد بالنون

والشروط هي:

1 - أن يكون مضارعا

2 - أن يسبق بقسم

3 - أن يدل على المستقبل سواء القريب أم البعيد

4 - أن لا يفصل بين القسم والفعل بفاصل

وذلك مثل: والله ليندمنّ المعتدي

فإذا توفرت الشروط ولم يتأكد الفعل بالنون فهذا يعني أن هناك حرف نفي محذوف تقديره لا ففي قوله تعالى (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ) قوله تالله قسم وبعده فعل مضارع ويدل على المستقبل وغير مفصول بينهما بفاصل

والمعنى يؤكد معنى النفي فهم يريدون أن يقولوا لأبيهم: (الله لا تفتؤ تذكر)

وانما جاز عدم التوكيد لوجود الفاصل المقدر وهو (لا) المحذوفة

لذلك مضى الأمر عند العرب بأن الفعل المستوفي للشروط ولم يؤكد فمعناه وجود لا محذوفة

قال سيبويه ((وإذا حلفت على فعلٍ منفيٍّ لم تغيِّره عن حاله التي كان عليها قبل أن تحلف، وذلك قولك: والَّله لا أفعل. وقد يجوز لك وهو من كلام العرب أن تحذف لا وأنت تريد معناها، وذلك قولك: والَّله أفعل ذلك أبداً، تريد: والَّله لا أفعل ذلك أبداً.))

ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 12:41 ص]ـ

شكرا جزيلا على هذا الإثراء النحوي والفقهي وجزاكم الله خيرا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير