ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 03:18 ص]ـ
مرحبا أخي أبا عبد القيوم
على هذا المعنى تكون الواو عاطفة دون شك، وهو توجيه جميل والمعنى يحتمله، كما يحتمل التوجيه الآخر.
لو كان يريد أن يختبر حبيبته أو يجرب الهجران ليزيد حبها له لقال أجرب بالهجران ليلى مثلا أو سعدى، لأنها محل التجريب.
هو يجرب نفسه في هذه المغامرة أتنجح في تحقيق الغرض أم تفشل.
* عود الضمير في لعلها على نفسه أولى، لأنها هي المذكور. وعوده على الحبيبة يبقى مجرد افتراض (ولم تذكر في البيتين السابقين من القصيدة).
كلام وجيه، لكن عدم ذكر الحبيبة في الأبيات السابقة لا يمنع من عود الضمير عليها ما دامت القصيدة تعنى بأمرها، ثم إننا لو سلمنا بهذا لامتنع عود الضمير على المحبوبة في (تطغى) للسبب نفسه (أي أن المحبوبة لم تذكر في الأبيات السابقة).
وما جعلني أقول بعود الهاء في (لعلها) على المحبوبة هو ما وجدته في الأبيات اللاحقة من ضمائر تعود عليها
أجرّبُ بالهجران نفسي لعلّها تُفِيقُ، فيزداد الهَوى حينَ أهجُرُ
وأحذرُ أن تطغى .. إذا بُحتُ بالهوى فأكتمها جهدي هواها ويظهرُ
أغَارُ على طَرفي لها وكأنّمَا إذا رامَ طَرفي غيرَها لَيسَ يُبصِرُ
وما عرَضَتْ لي نظرة ٌ مُذ عرَفتُها فأنظُر إلاّ مُثّلتْ .. حيثُ أنظُرُ
* البيت التالي في القصيدة يبين أن الحبيبة لا تعلم عن حبه شيئا أصلا، قكيف يؤدبها بالهجر. يقول الشاعر:
وأحذر أن تطغى إذا بحت بالهوى ... فأكتمها جهدي هواها ويظهر.
ولم لا تكون تعلم حبه إياها ولكنها تتجاهله وتصد عنه، فقرر أن يهجرها لتشتاق، ويكتم هواها جهده في هذه المرحلة حتى لا تطغى؟
وأما دليل معرفتها بحبه لها ـ وهو دليل أيضا على صدها أو برودة مشاعرها في المدة الحالية ـ قوله:
أرَاجِعَة ٌ تِلكَ اللّيالي كعَهدِنا بهنّ ومصْباحُ المودّة يزهرُ
الإفاقة لا تؤدي إلى زيادة الهوى، بل يعبر بالإفاقة عن البرء من مرض الهوى.
الإفاقة هنا مجازية وهي تستعمل للتنبه على أي أمر كنت غافلا عنه، فقد يفيق الخليّ فيعشق، وقد يفيق المستهام فيسلو.
المقصود أنني ما زلت أرى أن الفاء ليست سببية، مع إقراري بوجاهة توجيهك.
ولك كل ود وتقدير
وأنا أقر بوجاهة توجيهك أيضا، وكلا التوجيهين يتسع له عالم العشق وجنون العشاق!!
وتقبل وافر الود والاحترام.