ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[26 - 02 - 2009, 11:24 م]ـ
شكر الله لك أستاذي .....
لكن كون معنى الهمزة لم يفد الاستفهام لايعني أنها ليست استفهامية فقد خرجت العرب بالاستفهام عن معناه ...
هل يكفي أن هذا كثير في كلام العرب فجنحوا به إلى الاختصار والتخفيف؟
مادام أن الهمزة موجودة وقد بوب لها فلماذ نأولها ...
ثم أستاذي السائلة كانت تسأل عن (أم) وهل تحول الفعل بعدها بأثرها إلى مصدر أم لا ......
وإذا كانت الهمزة هنا هي المصدرية فما الذي سبك المصدر الثاني؟
وشكرا أستاذنا الكريم ...
همزة الاستفهام وإن خرجت عن الاستفهام الحقيقي وأريد بها الإنكار أو التوبيخ أو التقرير أو غير ذلك يبقى معنى الاستفهام فيها ملحوظا، أما همزة التسوية هذه فليس فيها أدنى استفهام، فلا فرق بين (سواء علي أقمت أم قعدت) وبين قولنا: سواء علي أن قمت أم قعدت، ولكن لما أشبهت هذه الهمزة همزة الاستفهام في: أقمت أم قعدت؟ ظنوا أن تلك هذه.
أرى أن هذه التي بعد سواء همزة قائمة برأسها ولا أستبعد أن تكون همزة (أن) المصدرية.
أما تأول الفعل بعد أم بمصدر فأمر يقتضيه العطف بأم كما تقول: أعجبني أن قمت وانطلقت، فالتقدير: أعجبني قيامك وانطلاقك.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[28 - 02 - 2009, 12:56 ص]ـ
همزة الاستفهام وإن خرجت عن الاستفهام الحقيقي وأريد بها الإنكار أو التوبيخ أو التقرير أو غير ذلك يبقى معنى الاستفهام فيها ملحوظا، أما همزة التسوية هذه فليس فيها أدنى استفهام، فلا فرق بين (سواء علي أقمت أم قعدت) وبين قولنا: سواء علي أن قمت أم قعدت، ولكن لما أشبهت هذه الهمزة همزة الاستفهام في: أقمت أم قعدت؟ ظنوا أن تلك هذه.
أرى أن هذه التي بعد سواء همزة قائمة برأسها ولا أستبعد أن تكون همزة (أن) المصدرية.
أما تأول الفعل بعد أم بمصدر فأمر يقتضيه العطف بأم كما تقول: أعجبني أن قمت وانطلقت، فالتقدير: أعجبني قيامك وانطلاقك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم د. بهاء الدين حفظه الله
ثمة غير دليل على أن همزة التسوية هذه ليست بقية (أن)، ومن ذلك ما يأتي:
1ـ تعينُ العطف على مدخولها بـ (أمْ)، ولو كانت الهمزة همزة (أنْ) المصدرية لصح العطف بـ (أو) كما تقول: سواء عليّ أن تحضرَ أو تغيب. ولكن تعين العطف بأم دليل على أن الهمزة هي همزة الاستفهام في الأصل ولكنها خرجت عن الاستفهام مع احتفاظها ببعض خصائصها ومنها العطف بأم خاصة، كما خرجت (من) عن الاستفهام في قولك (عرفت زيدا أبو من هو) ومع ذلك احتفظت ببعض خصائصها ومنها حق الصدارة.
2ـ صحة إحلال جملة تشتمل على (أي) محل هذه الهمزة ومدخولها وما عطف عليه فتقول: سواء علي أزيد جاء أم عمرو، أو تقول: سواء علي أي الرجلين جاء، ومثل هذا الإحلال يصح حال الاستفهام الحقيقي فتقول: أزيد جاء أم عمرو؟ أو تقول: أي الرجلين جاء؟ فلما كانت (أي) في الأصل للاستفهام ولكنها خرجت عنه هنا وقامت مقام الهمزة وأم دلّ هذا على أن الهمزة في الأصل استفهامية كما كانت أي استفهامية في الأصل.
3ـ يصح أن تقول: سواء علي أعسلا أشربُ أم لبنا، ولو كانت الهمزة بقية (أن) المصدرية لما صح الفصل بينها وبين المضارع على هذا النحو إذ لا يصح (سواء علي أنْ عسلا أشربُ أو لبنا). وهذا دليل على أن الهمزة همزة استفهام في الأصل لذلك صح دخولها على معمول المضارع كما يصح هذا في الاستفهام الحقيقي فتقول: أعسلا تشربُ أم لبنا؟
هذا وتقبلوا خالص ودي واحترامي.
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[28 - 02 - 2009, 01:11 م]ـ
شكرا أستاذ علي هذا كان رأي ولكن لم أستطع أن أدافع عنه بالمنطق والشواهد ........
جزاك الله الجنة ...
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 09:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا أخي الكريم عليا
لزوم (أم) يقتضيه معنى (سواء) فالتسوية لا تكون إلا بين شيئين أو أكثر فحيث جاز الاقتصار على أحد الأشياء بعد الهمزة جاز (أو) وجاز (أم) فإذا لم يجز الاقتصار على أحد الأشياء بعد الهمزة وجب (أم) لذلك وجب بعد سواء ولا أبالي (أم) أما بعد ليت شعري فيجوز أم وأو، وبعض النحويين يسوي بين لا أبالي وليت شعري وليس كذلك، لأن ليت شعري يجوز بعده الاقتصار على شيء واحد، فيجوز أن تقول: ليت شعري أأبيتن ليلة بوادي القرى، كما تقول: ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى. ومن ثم جاز: ليت شعري أحضر زيد أو ذهب عمرو، ويجوز أم، بخلاف سواء ولا أبالي.
سقت هذا للفائدة فقد غفل عنه أصحاب معاني الحروف ونبه عليه سيبويه واستثنى سواء ولا أبالي فقط، هذا ما أتذكره وأنا بعيد عن مكتبتي.
فكرت في اعتراضاتك قبل أن أعرض رأيي في الهمزة هذه، وقلت يمكن الإجابة عن الأول والثالث بأن الحروف إذا تغيرت بالزيادة والنقصان تغير حكمها وصارت لها أحكام خاصة، مثل لات، التي تغير حكمها بالزيادة وإن المخففة التي تغير حكمها بالنقصان، فيبقى الاعتراض بوقوع أي موقع الهمزة وأم في نحو قول الشاعر:
سواء عليه أي حين أتيته ... أساعة نحس جئته أم بأسعد
ومخرجها عندي أن أي هنا شرطية، أي: أي ساعة أتيته فذلك سواء عليه، فذكر ما يدل على الجواب أولا ثم ذكر الشرط وحذف الجواب، كما تقول: أنت مكرم إن جئتني، فالمعنى هنا: الأمر سواء عليه، أيّ حين أتيته فالأمرسواء عليه. والأمر هنا جنس يشمل الإتيان في كل وقت.
ومثل ما يقول أخي أبو أوس هذا للعرض لا للفرض.
من واقع الذاكرة الكليلة أيضا أنني لا أتذكر أنه يستعمل بعد سواء والهمزة غير الفعل الماضي، وهذا الماضي يصبح دالا على الدوام الممتد من الماضي للمستقبل، فقولنا: سواء علي أقمت أم قعدت، لا يعني أن التسوية هي مابين القيام والقعود الواقعين في الماضي، وإنما يعني أن قيامك وقعودك سواء عندي دائما.
ولذلك قالوا في قوله تعالى: سواء عليهم أدعوتموهم أم أنتم صامتون، أنه على معنى: أم صمتم.
مع التحية الطيبة.
¥