ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 01:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود التأكيد في البداية على أنني لا أخطئ أي رأي من آراء الإخوة جميعا، فكل له وجه على اعتبار ما. فقد يضمن الفعل معنى غير معناه الظاهري فيجوز له ما لا يجوز له على معناه الأصلي، وقد يكون الإعراب فيه نوعُ من التجوز، فيكون فيه صرفا للمعنى الأصلي للفظ. ولكن ما أرجحه هو ما أراه أقرب الوجوه على وجه الحقيقة ما أمكن، في تصوري، وكلام الإخوان جميعا على العين والرأس لا غضاضة فيه.
أظن أن قمحا (حال) وذلك لأن القمح بعض الأرض وجزء منها ... ولابن هشام في المسألة رأي بجواز الأمرين أي الحالية والتمييز ....
والله أعلم .....
أما في قوله تعالى:" وتنحتون الجبال بيوتا" فيجوز إعراب بيوتا على الحالية المقدرة مع كون بيوتا جامدة، لأن البيوت جبال على الحقيقة منحوتة، فهي من جنسها، وليس كذلك القمح من الأرض. فمادة القمح غير مادة الأرض. البيوت المنحوتة حالة من حالات الجبال، وليس القمح حالة من حالات الأرض.
وبيوتا في الآية الكريمة أعربت مفعولا ثانيا على تضمين تنحتون معنى تتخذون، وهو تجوز. وأعربت حالا مقدرة، وأعربت مفعولا به وانتصبت الجبال على نزع الخافض؛ وهذا ما أرجحه هنا وهناك.
إذ ليس هذا بأبعد من إضافة البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل إلى الأرض في قول ربنا عز وجل: " فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا" هذا والله أعلم.
تحياتي ومودتي.
هنا فرق لطيف بين إضافة البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل إلى الأرض وإضافة القمح إليها في المثال المطروح، هذا الفرق يكمن في الفرق بين الزرع والإنبات، فقد يتفق اللفظان في المعنى، وقد لا يتفقان، وقد يعنى بأحدهما الآخر. لو قلت زرع الفلاح أرضه قمحا فلم تنبت. فمعنى زرع هنا بذر أو نثر القمح على الأرض، فالفعل زرع لا ينشئ علاقة دائمة بين القمح والأرض تسوغ إضافة القمح إلى الأرض، أما لو قلنا أنبتت الأرض القمح أي جعلته نباتا فهو يسوغ أضافة القمح إلى الأرض للزومه إياها وقتا معتبرا. فهنا اختلف المعنيان.
وقد يتفقان في مثل قولنا الزرع والنبات مع اختلاف المادة، فقد يسمى الخمر كرما على اعتبار ما كان، وهو من المجاز المرسل.
وقد يقصد بأحدهما الآخر، كما في قوله تعالى:" أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون " فمعنى تزرعونه هنا تنبتونه، وإلا لجاز القول نعم نحن نزرعه، فقد نسب الزرع إلى غير الله تعالى في آيات، منها: " تزرعون سبع سنين دأبا ... " و " يعجب الزراع ... )
لذا أرى والله أعلم أن أقوم الوجوه لإعراب (زرع الفلاح أرضه قمحا)، أن تكون أرضه منصوبة على نزع الخافض وقمحا مفعولا به للفعل تزرعون، كما في إعراب قوله تعالى:" وتنحتون الجبال بيوتا". مع امتناع وجه الحالية في قمحا وامتناع وجه التمييز في بيوتا.
هذا، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 03:03 م]ـ
بارك الله في جميع المتفاعلين
نفعنا الله بعلمكم
ـ[ابن جامع]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 04:27 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
قمحا: منصوب على نزع الخافص، والتقدير: زرع الفلاح أرضه بالقمح.
دمتَ طيبا أستاذي.
على هذا التقدير لا يصح اعتبارها كذلك، كما نص عليه الوقاد رحمه الله.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 05:16 م]ـ
على هذا التقدير لا يصح اعتبارها كذلك، كما نص عليه الوقاد رحمه الله.
إذا قال شخص: زرع الفلاح أرضه.
فالسؤال الواردعلى الذهن، بم زرعها.
الجواب: بالقمح.
فالفعل زرع لايتعدى إلى مفعولين إلا بواسطة حرف تعدية، وهو الباء هنا، فإذا أسقطناه صار الاسم منصوبا على نزع الخافض.
وهذا مثل قولنا: استغفر العبد ربَه ذنبَه، فذنبه، منصوبة على نزع الخافض، لأن استغفر لايتعدى إلى مفعولين إلا بحرف، والتقدير، استغفر العبد ربه من ذنبه.
وأستبعد التمييز والحال والنصب على المفعولية.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 06:27 م]ـ
ذهب غير سيبويه إلى أن الفعل استغفر يتعدى إلى مفعولين؛ لأن المجرد غفر يتعدى إلى واحد وبزيادته يتعدى إلى اثنين.
ـ[زيد العمري]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 06:43 م]ـ
أعزائي!
جملة "ملأت الإناء ماءً" أرى أن نعرب ماءً مفعولا به ثانيا وليس تمييزا لأن الفعل ملأ كالفعل سمى، كسا، رزق، وهب - كما أراه أنا - فهو من جملة الأفعال التي تتسع لمفعولين أما إذا اعتبرنا "ماءً" تمييزا .. أفهو منقول عن مفعول به؟ أراه نقلا هزيلا ..
كقولنا: كسوت الفقير ثوبا .. فإننا نكسو المفعول الأول المفعول الثاني وهكذا .. ملأنا المفعول الأول المفعول الثاني والله أعلم.
¥