أقول: قال ابن منظور في لسان العرب (نوم) (12: 597): «ويقال في النداء خاصة: يا نَوْمَانُ، أي: يا كثير النوم. قال: ولا تقل: رجل نومانُ لأنه يختص بالنداء. وفي حديث حذيفة في غزوة الخندق: فلما أصبحت قال: قم يا نومانُ» اهـ.
يُلاحظ أن ابن منظور استشهد بالحديث على كلمة (يا نومان) وسيبويه في الكتاب (2: 197 – 198) قال: (نحو: يا نومان) كعادته في عدم النسبة في غير القرآن.
وحديث حذيفة في «صحيح مسلم» (1788) وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «قم يا نومانُ». انظر «ارتكاز الفكر النحوي على الحديث والأثر في كتاب سيبويه» (320)، وكلمة (يا نومانُ) فيها دلالة زائدة على (يا نائم).
2 - لم أذكر (يا هناه) وإن ذكرها سيبويه في كتابه مع ورودها في الأثر كما في شعب الإيمان للبيهقي وغيره لأنني لم أتحقق من ضبط سيبويه لها وكأنها عنده هكذا (يا هَنَاه) بلا تشديد النون وقد وردت في كتب السنة ياهَنَّاه بتشديد النون، ويا هَنْتَاهُ و يا هَنَتاهُ.
أما قولك: لو صح مثل هذا المنهج لصح أن نجعل نحو: ذهب وجلس وقعد وغير ذلك مما ورد في كتاب سيبويه أجزاء من الأحاديث والآثار لأنها وردت فيه.
أقول: منهجي في الكلمات والجمل التي أعدها من الأحاديث أن تكون ذات معنى زائد على ما يحمله الفعل من الحدث والزمن؛ لذا اقتصرت على (130) موضعاً فقط مما يوافق منهجي، ولولا المنهجية في البحث لزادت الشواهد على الآلاف إن ذكرت مثل: ذهب، وجلس، وقعد، وغير ذلك.
3 - أما (مرحباً وأهلاً) فقد قال سيبويه في الكتاب (1: 294 – 295): «ومن ذلك قولهم: مرحباً و أهلاً».
وقد جاء في «صحيح مسلم» (2038) قولُ الصحابية للنبي صلى الله عليه وسلّم: (مَرْحَباً وأهلاً) هذا موافق لمنهجي انظر «ارتكاز الفكر النحوي» الشاهد (22).
4 - أما (عائذاً بالله) فقد قال سيبويه في الكتاب (1: 340): فقال: (عائذاً بالله) كأنه قال: أعوذ بالله عائذاً بالله.
وفي الكتاب (1: 347): وزعم يونس أن من العرب من يقول: (عائذٌ بالله) يريد: أنا عائذٌ بالله.
وورد في «الموطأ» لمالك (1: 187) وفي «صحيح البخاري» (1049) من قول النبي صلى الله عليه وسلّم: عائذاً بالله، وأخرجه أحمد في المسند (40: 24268) برواية: عائذٌ بالله.
إذن في كتب السنة ورد بالنصب وبالرفع، كما ذكر سيبويه.
وأفاد الحافظ «ابن حجر» في «فتح الباري» (2: 538): أن قوله (عائذاً بالله) منصوب على المصدر أو على الحال. ورُوِيَ بالرفع أي: أنا عائذٌ إلخ.
أخي الحبيب: هذا كلام سيبويه وهذا كلام ابن حجر أليس كلامهما من معين واحد؟
انظر «ارتكاز الفكر النحوي» الشاهد (39).
5 - أما (سبحان الله) فقد قال سيبويه في الكتاب (1: 322): ومن ذلك قولك سبحان الله.
أقول: هذا اللفظ من الألفاظ الإسلامية ورد في الكتاب في خمسة مواضع ولم يشر سيبويه إلى كونه من القرآن الكريم بخلاف عادته في إيراده للآيات الكريمة، وقد جاء في السنة المطهرة في «صحيح البخاري» (283) (314) (7069) و «جامع الترمذي» (3414). انظر «ارتكاز الفكر النحوي» الشاهد (31).
6 - أما (لبيك وسعديك) فقد قال «سيبويه» في «الكتاب» (1: 348): ومثل ذلك: لبيك وسَعْديك. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (414) من قول النبي صلى الله عليه وسلّم: (لبيك وسَعْديك) يحكيه حذيفة - رضي الله عنه – وورد في «صحيح البخاري» (6267) من قول معاذ (لبيك وسَعْديك) يقوله للنبي، صلى الله عليه وسلّم.
7 - أما (فداءٌ لك أبي وأمي) فقد قال سيبويه في الكتاب (1: 330 - 332): ومن هذا الباب (فداءٌ لك أبي وأمّي).
وورد في «صحيح مسلم» (949) من قول عمر للنبي - صلى الله عليه وسلّم - برواية: «فداءٌ لك أبي وأمي». وفي «فتح الباري» (3: 229): «فقال عمر» – زاد مسلم –: فداءٌ لك أبي وأمي.
8 - أما قولك عن هذه العبارات: فبعضها أصلها من كلام العرب قبل الإسلام ... وبعضها من أثر الإسلام ولكن صارت متداولة على ألسنة العرب فصارت بمنزلة كلامهم، فلم تُرْوَ عنهم على أنها أحاديث.
فأقول: الرسول صلى الله عليه وسلّم عربي يتكلم بلغة قومه، وأحياناً بلغة القبائل العربية.
¥