تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لو جاء شخص وقال إن الألف في لا النافية هي مطل للفتحة فهو حركة طويلة، رأي له وجاهته، ولكن في رأيي ليس له فائدة مترتبة عليه، قلت حرفا أم قلت حركة طويلة، ماذا تفرق؟ سأتجنب كلمة (حرف) لأنها غير دقيقة لأقول إن من قال إن الألف في (لا) وفي غيرها فتحة طويلة يحسن تصنيف الأصوات ويبين أن الألف تنتمي إلى الصوائت وليست منتمية إلى الصوامت (ب، ت، ث ... إلخ).

لو جاء شخص ثالث وقال الفعل (جاء) أو (قال) ماهو إلا حرفان أحدهما حرك حركة طويلة.

هنا أقول: وأين الياء التي بعد الجيم التي تظهر في مواضع أخر وأين الواو التي بعد القاف التي تظهر في مواضع أخر؟ إن قال حذفت وحل محلها هذا الصوت المستغرق زمن النطق بالحرف الساكن. قيل ولم لا تسميه حرفا كما سموه وأطلقوا عليه اسم الألف؟ لأن تسميتهم إياه حرفًا إنما انطلقت من الشكل الكتابي لا الشكل الصوتي الذي هو الأصل في الوصف اللغوي. أما أن تسميته ألفًا فليس محل خلاف وإنما الخلاف في التصنيف (صوامت/صوائت).

هل فائدة رفض وسم الحرف وارتضاء وسم الحركة مسألة صوتية فحسب؟

إن كانت المسألة مجرد دراسة صوتية، فليكن مجالها علم الصوتيات phonetics أو علم اللغة أو اللسانيات linguistics ز لماذا الإصرار غلى إقحام المسألة في علم الصرف أو النحو؟ تصنيف الأصوات مسألة صوتية لا صرفية. ومبحث الإعلال والإبدال والإدغام والوقف والتقاء الساكنين والإمالة وهمزة الوصل والقطع، كل ذلك من اختصاص علم الأصوات ولم يدرسه الصرفيون إلا لتوسع مفهوم الصرف عندهم كما أن النحو قد يشمل كل شيء.

وأما لماذا تقحم في الصرف والنحو فلأن مجال الظاهرة اللغوية واحد والعلوم متداخلة مشتركة في التفسير والتحليل.

آلهدف هو تبسيط اللغة؟ لا أظن أنها ستكون تبسيطا. ولم التبسيط أصلا؟

هل المسألة خاصة بالرسم والكتابة؟ وإن كان كذلك، فهل يكون الحل حذف حروف المد من الكتابة ووضع علامات لها؟ أم المطلوب أن توضع رموز للحركات طويلها وقصيرها؟ ثم ألا يستدعي ذلك كتابة التنوين نونا وفك الإدغام حرفين وحذف اللام الشمسية وكتابتها حرفين من جنس ما دخلت علي اللام، وكتابة كل ما ينطق وحذف كل ما لا ينطق؟ المطلوب هو الوضوح والوصف الصحيح للظواهر وفك المتداخل الملبس من القضايا. ولست أدعو إلى حذف حروف المد أو غيرها من الكتابة بل إلى حسن فهم وظائفها فقط. ولا أدعو إلى فك الإدغام في الكتابة فالكتابة في نهاية الأمر اصطلاح. المهم أن تتذكر أن الألف حركة كالفتحة.

ثم هل اللغة العربية صعبة بالفعل وتحتاج للتيسير أم أن السبب هو هزيمتنا النفسية كما يقول البعض أمام الحضارة الغربية وانبهارنا بها؟ لا أعني المنادين بالتبسيط فحسب بل جماعة الأمة، فنحن إما جاهل بغير العربية رافض لها، وإما جاهل بالعربية زار عليها، وإما حريص على العربية لا يقبل أي تجديد، وإما داع للتقريب أو التغريب. ليست القضية صعوبة فلكل لغة صعوبتها والشكوى من صعوبة قواعد اللغات عالمية. ولكن القضية تصحيح المفاهيم في تلك القواعد، وهي اجتهادات بشرية يمكن تصحيح ما نراه فيها من أخطاء.

لماذا لا نرى في أهل الانجليزية من يعترض على كتابة:

Write, right, rite وعند الأمريكان أيضا ride

أو يطلب رسم أكثر من رمز للحرف a لأن نطقه يختلف من كلمة لأخرى

كما في الكلمات: Name, bald, hat, rather, war

كيف تنطق psychotherapy , schizophrenia سيكوثربي وسكتسوفرينيا أين الحروف المكتوبة ولم تنطق وأين الحروف المنطوقة ولم تكتب. هذا شأنهم ومشكلتهم، ومسألة الكتابة في تلك اللغات هي أسوأ ما فيها والعربية متفوقة في هذا الشأن. وكما قلت الكتابة اصطلاح وليس هو موضوع النقاش ابتداء بل الموضوع تصنيف الأصوات (صوامت/صوائت).

وما ذا يفعل الصينيون وأطفال الصينيين الذين يحفظون زهاء خمسة آلاف رمز يقابل الأبجدية عند غيرهم؟ نقول أعانهم الله على ما ابتلوا به.

الموضوع برمته لا يعدو محاولة تغيير مصطلح بآخر قد لا يزيد الأمر إلا سوءا، وإن كان له مجال فمجاله ليس الصرف التقليدي بل هو إلى الصوتيات أقرب، ولعله يكون في مجال تعليم العربية لغير الناطقين بها له بعض جدوى. ليس الأمر كذلك فليس الهدف أن نأتي بمصطلح بدل مصطلح بل الهدف تصحيح التصنيف، ولذلك أقول:

الحرف هو كل رمز كتابي يقابل صوتًا لغويًّا (ب، ت، ا، ـَ، ـِ، ـُ).وقد بين الأستاذ ضاد ذلك.

الصوت قسمان: صوامت (ب، ت) / صوائت (ا، ـَ، ـِ، تُ).

لأن الاصطلاح لا مشاحة فيه. المصطلحات مفاتيح العلوم وما لم تضبط مفاهيمها ويتفق عليها تكون الضلالة والفوضى، وما الاختلاط في مفهوم الحرف إلا من أمثلة ذلك. ومن أسوأ المقولات وأكثرها تضليلا هذه المقولة لا مشاحة في الاصطلاح.

وفي الأخير أشكرك على ما قدمت وغفر الله لنا جميعًا.

ـ[ضاد]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 12:54 م]ـ

تتوضح المسألة إذا أردت كتابة العربية بحروف منظمة الأصواتيين العالمية, فهي حروف صوتية بحتة 1:1, أي كل صوت يقابل حرفا كتابيا, والكتابة بهذه الحروف إلزام في علم اللسانيات عند الحديث عن أي لغة وعن أصواتها, خصوصا إذا كانت غير أوربية. وهذا النظام أخذ شكل العين وشكل الهمزة من العربية, فالعين منفردة تكملة للهمزة, فجعلوها في النظام تشبه همزة معكوسة, وعلى ذلك أخذوا الشكلين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير