تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في رأيي الخاص، ولست إلا نكرة بين طلاب العلم، لا أرى اللغة العربية بهذه الصعوبة التي يروج لها. أما الإعراب فقد قضي عليه قضاء مبرما ولا حول ولا قوة إلا بالله، وانتهى تماما من ألسنة الناطقين بالعربية مبنى ومعنى، ولم نعد نعرف الإعراب إلا في الدرس الأكاديمي بين المتخصصين، وجلهم يردد نقولات لا يحسها أو يتذوقها التذوق الذي كان يحسه العربي المعرب في كلامه السلقي.

وأما الكتابة فها نحن أولاء نرى ونسمع عن كل حين عن قواعد جديدة بعضها يدل على جهل بمركب كمن يحذف ألف ابنة قياسا على ابن ربما لأنه قرأ في كتاب قديم أن ألف ابنة إذا حذفت فتحت التاء فلم يفهم إلا الصدر ولم يفهم العجز، حتى أصبح أبناؤنا الصغار يعيبون عينا أحيانا ما نكتب لأن الكتاب المدرسي أو المعلم اعتبرهذا من الأخطاء الشائعة.

لماذا لا نرى في أهل الانجليزية من يعترض على كتابة:

write, right, rite وعند الأمريكان أيضا ride

أو يطلب رسم أكثر من رمز للحرف A لأن نطقه يختلف من كلمة لأخرى

كما في الكلمات: name, bald, hat, rather, war

كيف تنطق psychotherapy , schizophrenia سيكوثربي وسكتسوفرينيا أين الحروف المكتوبة ولم تنطق وأين الحروف المنطوقة ولم تكتب.

العبرية وهي أخت العربية وفيها حركات طويلة وأخرى قصيرة لإلا إنها في الكتابة بعضها لا يكتب، بل يكتفى بالشكلات إذا كتبت كالعربية، كحركة القامص وتقابل ألف الد في العربية، وحركة الصيري وتقابل الألف الممالة للكسر إمالة كبرى أو ما يعرف أحيانا بالبطح، ككلمة وين وفين بمعنى أين في العربية الدارجة. وبعضها يكتب حروفا مسبوقة بشكلة كالحيرق جدول وتقابل ياء المد في العربية، وتكتب كما في العربي ياء مسبوقة بشكلة تحت الحرف السابق كالكسرة في العريية. فهل نعبر مثلهم أحيانا بالشكلة وأحيانا بالحرف والشكلة.

وما ذا يفعل الصينيون وأطفال الصينيين الذين يحفظون زهاء خمسة آلاف رمز يقابل الأبجدية عند غيرهم؟

الموضوع برمته لا يعدو محاولة تغيير مصطلح بآخر قد لا يزيد الأمر إلا سوءا، وإن كان له مجال فمجاله ليس الصرف التقليدي بل هو إلى الصوتيات أقرب، ولعله يكون في مجال تعليم العربية لغير الناطقين بها له بعض جدوى.

وإلا لفتح الباب لكل من يرى رأيا، فأنا مثلا أرى أن التعبير بلفظ الاستقبال والمستقبل تعبير غير موفق والصحيح في رأيي أن يقال مستدبر لا مستقبل كما أفهمه من الاستخدام العربي. أما لو طالبت بتغييره في كتب النحو والصرف، فسأكون أول الساخرين من نفسي، لأن الاصطلاح لا مشاحة فيه.

أرجو االمعذرة على الاستطراد، والخروج عن لب الموضوع أحيانا لكن الشيء بالشيء يذكر، والأمر لا يعدو كونه نقاشا لا بحثا علميا.

غفر الله لي ولكم، والسلام

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 11:43 ص]ـ

أخي الفاضل الأستاذ أبا عبدالقيوم

أشكرك لاهتمامك ولكلماتك الطيبة وسأحاول أن أجيب عن الذي أعرفه حول ما أثرته من مسائل حسب الطاقة.

أبدأ أستاذي بطرح سؤال يفرض نفسه كما يقولون: ما الفائدة المرجوة من تعميم القول أن حروف المد ما هي إلا حركات طويلة؟ الفائدة التفريق بين ما هو حركات وما ليس بحركات، وبيان أن الرمز الكتابي (و) وضع لحرفين واو المد وهو حركة والواو المتحركة أو المسبوقة بفتحة وهي في هذه الحالة ليست حركة. ومثله الرمز (ي). وهناك أمور مترتبة على هذا الاعتبار يطول شرحها.

أتفق معك أنها أصوات متشابهة لا فرق بينها إلا الزمن المستغرق في النطق بها، فالألف تعادل فتحتين والفتحة نصف ألف. ثم ماذا؟

هذا كلام قديم وقال به أكثر من لغوي، لكن لا على التعميم، بل في مواضع لعلة ما، أو طردا لقاعدة ما. فمن قال بأبه اقتدى عدي في الكرم، جعل علامة الإعراب الكسرة، ومن قال بأبيه ما ذا نقول عنه؟ أنقول مد صوته بالكسرة طردا لمن جعل الكسرة علامة الجر أم نقول إنها ياء نابت عن الكسرة، أم نقول إنها حرف اجتلب وقدر عليه الإعراب. قضية قد تكون معتبرة، وأقوال لها مبرر. الذين يقولون بذلك يشيرون إلى لغتين من لغات العرب لغة القصر ولغة الإتمام. أما كون القول بأن حروف المد هي حركات ممدودة قولا قديمًا فهو مؤيد لما يذهب إليه الأصواتيون.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير