تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وقال الزمخشري: الجملة واقعة صفة لقرية، والقياس أنْ لا تتوسط الواو بينهما كما في قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون} وإنما توسطت لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف كما يقال في الحال: جاءني زيد عليه ثوب، وجاءني وعليه ثوب انتهى. ووافقه على ذلك أبو البقاء فقال: الجملة نعت لقرية كقولك: ما لقيت رجلاً إلا عالماً قال: وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم} انتهى. وهذا الذي قاله الزمخشري وتبعه فيه أبو البقاء لا نعلم أحداً قاله من النحويين، وهو مبني على أنّ ما بعداً لا يجوز أن يكون صفة، وقد منعوا ذلك. قال: الأخفش لا يفصل بين الصفة والموصوف بالإثم، قال: ونحو ما جاءني رجل إلا راكب تقديره: إلا رجل راكب، وفيه قبح بجعلك الصفة كالإسم. وقال أبو علي الفارسي: تقول ما مررت بأحد إلا قائماً، فقائماً حال من أحد، ولا يجوز إلا قائم، لأنّ إلا لا تعترض بين الصفة والموصوف. وقال ابن مالك: وقد ذكر ما ذهب إليه الزمخشري من قوله: في نحو ما مررت بأحد إلا زيد خير منه، أنّ الجملة بعد إلا صفة لأحد، أنه مذهب لم يعرف لبصري ولا كوفي، فلا يلتفت إليه. وأبطل ابن مالك قول الزمخشري أنّ الواو توسطت لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف. وقال القاضي منذر بن سعيد: هذه الواو هي التي تعطي أنّ الحالة التي بعدها في اللفظ هي في الزمن قبل الحالة التي قبل الواو، ومنه قوله تعالى: {إذا جاءُوها وفتحت أبوابها} انتهى.)

وقال: (وأما قوله تعالى {إلاّ ولها} فالجملة حالية ويكفي رداً لقول الزمخشري: إنّا لا نعلم أحداً من علماء النحو ذهب إلى ذلك)

وقال ابن عقيل:

(ومنه قوله تعالى (1): (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم) ف " لها كتاب " جملة في موضع الحال من " قرية "، وصح مجئ الحال من النكرة لتقدم النفي عليها، ولا يصح كون الجملة صفة لقرية، خلافا للزمخشري، لان الواو لا تفصل بين الصفة والموصوف، وأيضا وجود " إلا " مانع من ذلك، إذ لا يعترض ب " إلا " بين الصفة والموصوف، وممن صرح بمنع ذلك: أبو الحسن الاخفش في المسائل، وأبو علي الفارسي في التذكرة.)

ولمحمد محيي الدين عبد الحميد في حاشية شرح ابن عقيل:

(ففي قوله تعالى: (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم) مسوغان، بل ثلاثة، وهي تقدم النفي، ووقوع الواو في صدر جملة الحال، والثالث اقتران الجملة بإلا، لان الاستثناء المفرغ لا يقع في النعوت)

وفي حاشية الصبان:

(فجملة: {ولها كتاب معلوم} (الحجر: 4)، حال من قرية الواقعة بعد النفي على المشهور. وفيه مسوغ آخر وهو اقتران الجملة الحالية بالواو كما سيأتي ولا ينافي ذلك قول المصرح إنما يحتاج إلى هذا المسوغ في الإيجاب نحو: {أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها} (البقرة: 259)، فعلم ما في كلام البعض. ومقابل المشهور قول الزمخشري أن الجملة في نحو الآيتين صفة والواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف لأنها في أصلها للجمع المناسب للإلصاق وإن لم تكن الآن عاطفة. والاعتراض عليه بأن الواو فصلت بينهما فكيف أكدت التصاقهما)

وفي همع الهوامع للسيوطي:

(وذكره أيضا صاحب (البسيط) ورد على الزمخشري حيث جوز ذلك في المفرد نحو ما مررت برجل إلا صالح وفي الجملة نحو (ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَة ٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ) الحجر 4 بأنه مذهب لا يعرف لبصري ولا كوفي وقال الصواب أن الجملة في الآية والمثال حالية)

هذا مع كل الحب والتقدير

ـ[قمر لبنان]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 12:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

في المثال المذكور الجملة حالية كما قال الإخوة الكرام.

وقد يأتي بعد إلا والواو جملة تعرب خبرا كما في:

ما من مؤمن إلا وله باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه ..

ما كنت إلا والله مسبغ علي نعمه (على اعتبار كان ناقصة)

ليس حي إلا وله أجل

والله أعلم

أخي الحبيب

ما إعراب الواو الواقعة بعد إلا؟

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 12:48 م]ـ

أظننا نستطيع التوفيق بين الرأيين، وفي الأمر سعة

وذلك على اعتبار القاعدة الكلية: إن الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال

وليس شرطا بقاء الواو في الاعتبارين، اعتبار الحالية والنعتية

فكما نستطيع الاستغناء عنها في وجه النعت، ننصرف عنها في وجه الحال

وعني أميل إلى هذا التوفيق ..

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 04:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب

ما إعراب الواو الواقعة بعد إلا؟

هذا الإعراب الذي ذكرته، يراه بعض النحاة، والواو هنا داخلة على الخبر.

جاء في حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك: (قال في التصريح والجملة أي جملة وقد عنتهم شؤون في موضع رفع خبر ولا يضر اقترانه بالواو لأن خبر الناسخ يجوز اقترانه بالواو كقول الحماسي: فأمسى وهو عريان، وقولهم ما أحد إلا وله نفس أمارة، وليست حالاً خلافاً للعيني لأن واو الحال لا تدخل على الماضي التالي إلا كما قاله الموضح في باب الحال اهـ)

وقال: (وحاصل ما في التسهيل والهمع أن الخبران كان جملة بعد إلا لم يقترن بالواو إلا بعد ليس وكان المنفية دون غيرهما من النواسخ وبغير إلا يقترن بالواو بعد كان وجميع أخواتها لا بعد جميع النواسخ هذا عند الأخفش وابن مالك وغيرهما لا يجيز اقتران الخبر بالواو أصلاً)

ويقوي هذا المذهب، قلة التكلف والتقدير، ولا يراه بعض النحاة ويعدون الجملة حالية من الضمير المستكن في الخبر المحذوف قبل إلا، ويقويه طرد القاعدة.

خلاصة القول: ما بعد إلا و ..

1 - الواو واو الحال والجملة حالية.

2 - قد تأتي الجملة خبرية في مواضع، ولا يمتنع دخول الواو على الخبر؛ ويمنعه البعض.

3 - يرى الزمخشري جواز مجيء الجملة وصفية، وسمى الواو واو اللصوق، واعترض عليه من جمهرة النحاة كما سبق بثلاثة اعتراضات، ذكرت فوق.

ولعل واو اللصوق أليق بالجملة الخبرية، لأنه لما فصل بين المبتدأ والخبر بإلا جاءت الواو لتقوية الرابط.

والأسلم اعتبار وجه الحالية ما لم يمنع من ذلك مانع قوي، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير