ـ[ابن القاضي]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 09:01 م]ـ
حبيبي أنت يا ابن القاضي، وكم هو ماتع الحوار معك ..
حسنا .. لم أرجح قول أستاذي إلا لأنني وجدت في النفس شيئا من تعليق الجار والمجرور بالفعل .. فقد علقتهما بداءة بالفعل، ثم استدركت أمري لأن المعنى يقود إلى غير وجهة
، ورأيت أن أستأنس بكم، فوقع أستاذنا على ما وقعت عليه .. فرجحت قوله محترما لقولك ..
ولعل ما سقته من حديث إعتزال النبي صلى الله عليه وسلم يصب في قضيتنا مثار النقاش
ويخدم مسألة التعليق بغير الفعل ..
تعجبني فيك دماثة أخلاقك، ولطافة مقالك.
أخي الحبيب قصدت من إيراد الحديث بيان صحة ما ذهب إليه جمهور المفسرين أنّ معنى "واهجروهن في المضاجع " أي: اتركوا مضاجعتهن أي: النومَ معهن. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما اعنزل نساءه، وفي بعض روايات الحديث " هجر نساءه " ففي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: هجر النبي صلى الله عليه وسلم نساءه قال شعبة وأحسبه قال شهرا. قال القرطبي رحمه الله تعالى: قوله تعالى: {وَ?هْجُرُوهُنَّ فِي ?لْمَضَاجِعِ} ... وقال مجاهد: جنِّبوا مضاجِعهن؛ فيتقدّر على هذا الكلام حذف، ويَعضُده «اهجروهن» من الهجران، وهو البعد؛ يقال: هجره أي تباعد ونأى عنه. ولا يمكن بُعْدُها إلا بترك مضاجعتها. وقال معناه إبراهيم النَّخعِي والشّعبِيّ وقَتادة والحسن البصريّ، ورواه ابن وهب وابن القاسم عن مالك، و?ختاره ابن العربي وقال: حَملُوا الأمر على الأكثر المُوفي. ويكون هذا القول كما تقول: ?هجره في الله. وهذا أصل مالك.
قلت: ـ القرطبي ـ هذا قول حَسَن؛ فإن الزوج إذا أعرض عن فراشها فإن كانت محبة للزوج فذلك يشقّ عليها فترجع للصلاح، وإن كانت مُبغِضة فيظهر النشوز منها؛ فيتبيّن أن النشوز من قِبَلها ا. هـ
ولعلك تلاحظ الفرق الدلالي بين المفردتين (الاعتزال - الهجران)، فليس ذلك من قبيل الترداف، إذ ثمة بون شاسع بين مقترحات كل مفردة عن الأخرى ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان قد اعتزل أزواجه، والاعتزال يتضمن الهجران، وليس العكس بصحيح، إذ الهجران قد يكون جميلا مصداقا لقوله تعالى: (واهجرهم هجرا جميلا) .. وقد يكون غير ذلك ..
الهجران يأتي بمعنى الاعتزال بدليل قول إبراهيم عليه السلام " وأعتزلكم وما تدعون من دون "، وفي آية أخرى قال: " إني مهاجر إلى ربي "فلما هاجر قال تعالى: فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب " وقد ذكرتُ سابقا أنّ في بعض روايات الحديث:"اعتزل"، وفي بعضها "هجر".
والهجران، هو البعد؛ يقال: هجره أي تباعد ونأى عنه.
وهذا ما في "المخباة" من متعلق الظرف، فما أدري ما رأيك أنت أستاذي.
دمتَ سالما معافى.
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 09:35 م]ـ
هذا المعنى الذي نفيتَه، ثم استبعده الأخ خالد مغربي، هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام، لما هجر أزواجه في الحادثة المشهورة ترك النوم معهن، ولم يدخل عليهن شهرا كاملا، كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال: اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه لا يدخل عليهن شهرًا، واعتزلهنّ في مشربة له، ينزل للصلاة فقط ولا يدخل عليهن ...
والله أعلم.
استدلال في غير محله؛ وذلك لأن النشوز لا يكون من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهن بحال.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 09:51 م]ـ
تعجبني فيك دماثة أخلاقك، ولطافة مقالك.
أخي الحبيب قصدت من إيراد الحديث بيان صحة ما ذهب إليه جمهور المفسرين أنّ معنى "واهجروهن في المضاجع " أي: اتركوا مضاجعتهن أي: النومَ معهن. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما اعنزل نساءه، وفي بعض روايات الحديث " هجر نساءه " ففي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: هجر النبي صلى الله عليه وسلم نساءه قال شعبة وأحسبه قال شهرا. قال القرطبي رحمه الله تعالى: قوله تعالى: {وَ?هْجُرُوهُنَّ فِي ?لْمَضَاجِعِ} ... وقال مجاهد: جنِّبوا مضاجِعهن؛ فيتقدّر على هذا الكلام حذف، ويَعضُده «اهجروهن» من الهجران، وهو البعد؛ يقال: هجره أي تباعد ونأى عنه. ولا يمكن بُعْدُها إلا بترك مضاجعتها. وقال معناه إبراهيم النَّخعِي والشّعبِيّ وقَتادة والحسن البصريّ، ورواه ابن وهب وابن القاسم عن مالك، و?ختاره ابن العربي وقال: حَملُوا الأمر على الأكثر المُوفي. ويكون هذا القول كما تقول: ?هجره في الله. وهذا أصل مالك.
قلت: ـ القرطبي ـ هذا قول حَسَن؛ فإن الزوج إذا أعرض عن فراشها فإن كانت محبة للزوج فذلك يشقّ عليها فترجع للصلاح، وإن كانت مُبغِضة فيظهر النشوز منها؛ فيتبيّن أن النشوز من قِبَلها ا. هـ
الهجران يأتي بمعنى الاعتزال بدليل قول إبراهيم عليه السلام " وأعتزلكم وما تدعون من دون "، وفي آية أخرى قال: " إني مهاجر إلى ربي "فلما هاجر قال تعالى: فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب " وقد ذكرتُ سابقا أنّ في بعض روايات الحديث:"اعتزل"، وفي بعضها "هجر".
والهجران، هو البعد؛ يقال: هجره أي تباعد ونأى عنه.
وهذا ما في "المخباة" من متعلق الظرف، فما أدري ما رأيك أنت أستاذي.
دمتَ سالما معافى.
بارك الله فيك أخي الكريم
ها أنت تساندني كما جاء في مقتبسي منك .. الأمر الذي يؤكد أن الهجر لا يكون على الدوام بل على الحال في الفراش .. وهذا ما يؤكده تعلق شبه الجملة بمحذوف حال .. أي اهجروهن حال كونهن في المضاجع ..
ولعلك إن راجعت كتب التفسير تجد دوران هذا المعنى في فلك الهجر حال المرقد لا على الدوام ..
فرجل غاضب من زوجه قد يحادثها شزرا ومن أرنبة أنفه كما يقال، وقد يشاركها العمل في البيت، وقد يشاطرها النقاش العابر .. لكنه لا يهجرها على الإطلاق إلا في حال المضاجعة الأمر الذي يشق على المرأة فترجع إلى الجادة والصواب .. وهذا هو مقتضى التدرج في مسألة التأديب .. عظة، فهجر ...
لا اعتزال وبين ..
أشكر لك قريحتك يا ابن القاضي، كما أشكر أريحيتك وسعة صدرك
دمت محبا
¥