تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ: توالي الأوصاف على موصوف واحد رفعا لإجماله، و "ذلك" إشارة إلى الوصف المتقدم: لا فارض ولا بكر، فهو ثنائي الدلالة أشير إليه بالمفرد على وزان:

ولقد سئمت من الحياة وطولها ******* وسؤال هذا الناس: كيف لبيد

فأشار إلى الجمع: "الناس" بالمفرد.

فافعلوا ما تؤمرون: أمر فيه معنى الحض، رفعا لتلكؤهم في امتثاله، فلسان حاله: لا تشددوا فيشدد الله عليكم.

وفي الكلام حذف لعائد الصلة، فتقدير الكلام: فافعلوا ما تؤمرون به.

قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ:

تكرار للتنطع قابله قيد جديد، بل اللون نفسه قيد بكونه فاقعا يسر الناظرين، فليس أي بقرة صفراء تفي بالغرض!!!.

قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ::

حيرة جديدة، أنجاهم منها تقديم المشيئة، وقد أكدت الجملة بـ: "إن" واللام المزحلقة، وفي ذلك من توكيد وقوع الهداية المعلقة على المشيئة ما يدل على يقين المتكلم وهو أمر مستغرب منهم مع عظم سوابقهم!!!.

قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ:

لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث: قيود تضيق دائرة الإطلاق تشديدا.

مسلمة لا شية فيها: "لا شية فيها": وصف كاشف فالمسلمة لا تكون موشاة، وقد يقال بأن الوصف المطلق لا يرفع مجاز التغليب، فيوصف الشيء بالسواد وإن كان فيه أثر بياض، فلزم النص على السلامة من الوشي احترازا من ذلك المجاز.

الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ: مجاز بحذف الوصف لدلالة السياق عليه، فتقدير الكلام: الآن جئت بالحق البين، فالحق ثابت قبل ذلك ولكنهم لغفلتهم لم يتبينوه إلا بعد تلك المناقشات المطولة.

فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ: ولكنهم فعلوا بعد طول تعنت، فأفاد نفي الفعل إثباته.

وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ:

نَفْسًا: نكرة في سياق الإثبات، فلم يكن الشأن في تلك الحادثة عينها، وإلا لنص على ذلك، وإنما كان الشأن في إحيائها، فسواء: نفس زيد أو نفس عمرو أو نفس بكر ................ إلخ، والكلام بقدر حصول الفائدة إيجازا غير مخل.

وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ: في المستقبل بالنسبة لحالهم آنذاك، ولذلك قطع اسم الفاعل عن الإضافة اللفظية إلى ما بعده.

ما: عموم يناسب مقام عموم علم الله، عز وجل، ما تكن الصدور.

تكتمون: إيجاز بحذف عائد الصلة، فتقدير الكلام: "ما تكتمونه".

فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ: التفات من خطاب الغائب في: "والله .......................... " إلى خطاب المتكلم في: "فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ" لتربية المهابة باستحضار عظمة المتكلم، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.

كَذَلِكَ: ما تقدم قريبا، وقد أشار إليه إشارة البعيد تفخيما لأمره فهو معجزة من معجزات موسى عليه الصلاة والسلام.

يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى: فمن يقدر على ذلك في دار الفناء فإنه يقدر عليه في دار البقاء من باب أولى، ففيه تنبيه بالأدنى على الأعلى.

وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ: الكونية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير