تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أنا عربيٌ]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 09:42 ص]ـ

سلمت يداك تقبل مروري ..

ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 08:16 ص]ـ

جزاك الله خيرا على المرور والتعليق وسلمنا وإياك وكل موحد من آفات القلوب والأبدان.

ومن قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)

فيه من فنون البلاغة فن: العكس الذي يدل على التناقض والاختلاف بين الأمة الغضبية والأمة الضالة، وإن ظهر لنا من تحالفهما علينا ما نراه الآن، فاليهودي الماكر يضع الخطة والنصراني المغفل ينفذ تارة كما وقع في البلقان ومن بعدها بلاد القفقاز على أيدي الأرثوذكس الشرقيين ومن بعدهما العراق وبلاد الأفغان، ويمول تارة أخرى، ويؤيد ثالثة.

و: "شيء": نكرة في سياق النفي تفيد العموم، فكل طائفة تنفي عن الأخرى أي شيء من الهدى، وذلك عين التعصب الأعمى، إذ لا تخلو كل طائفة من حق، وإن ندر، ولكن التعصب مظنة الجهل بالحق والتنكيل بالخلق، فلا يرى صاحبه من قول مخالفه إلا الباطل ولو كان قوله أعظم بطلانا، ولذلك استحل كلاهما من الآخر ما استحل فسعى يهود في قتل المسيح عليه السلام، وسعى النصارى في خراب بيت المقدس انتقاما من اليهود!!!. وطال يهود بطش محاكم التفتيش الكاثوليكية فلم يجدوا مأوى إلا بلاد الإسلام الذي ينبز دوما بالتعصب والتطرف!!!، وكعادتهم لم يحفظوا الجميل، فاللؤم فيهم جبلة، فسعوا في تقويض خلافة آل عثمان التي استضافتهم، وكان "إيمانويل قره صو" رئيس الجالية اليهودية في "سالونيك" هو من أبلغ السلطان عبد الحميد، رحمه الله، قرار عزله!!!!. لما أبى بيع فلسطين كما باعها كثير من ملوك الطوائف المعاصرين ذوي العروش الورقية، وليس فيهم عبد الحميد ليغار على مقدسات الأمة، و:

ومن ملك البلاد بغير حرب ******* يهن عليه تسليم البلاد

كذلك: أي ما تقدم على طريقة العرب في الإشارة بالبعيد إلى ما انقضى قريبا.

قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ: فمكمن الداء واحد.

فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:

تعقيب بفض النزاع بحكم الله عز وجل يوم القيامة، أُكد باسمية الجملة، وتكرار الفاعل معنويا مظهرا: لفظ الجلالة: "الله"، ولفظيا مضمرا في عامله: "يحكم"، وقدم معمول يختلفون: "فيه" عليه للمحافظة على رؤوس الآي كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ:

ومن أظلم: استفهام بمعنى النفي يشير إلى عظم جرم النصارى لما منعوا ذكر الله، عز وجل، في بيت المقدس انتقاما من اليهود، فردوا عدوان اليهود بعدوان مثله، على طريقة: رد الفعل، والظلم لا يرد بالظلم، والبدعة لا ترد ببدعة. ورد اليهود الإساءة بالإساءة فألقوا خشبة الصلب في القمامة حتى استخرجتها هيلانة، وأنشأت في موضعها كنيسة القيامة، وتاريخ الصراعات الدينية حافل بهدم دور العبادة للمخالف، وحديثا رأينا ما صنعه الصرب الأرثوذكس في مساجد المسلمين في البلقان، ورأينا الهندوس يهدمون المسجد البابري ليقيموا مكانه معبد "رام"، ورأينا أهل البدعة يدنسون مساجد أهل السنة في العراق، والآن تقصف يهود مساجد الموحدين في غزة بحجة أنها مستودعات للسلاح، وما غاظهم إلا أن تلك المساجد كانت المهد الذي تربى فيه أفراد المقاومة التي تذيقهم صنوف النكاية في المعركة الدائرة الآن في غزة.

وكالعادة يقف الإسلام شامخا في تعامله مع غير المسلمين، وتاريخ المسلمين شاهد بعزتهم وتسامحهم في نفس الوقت مع مخالفيهم ودور عباداتهم، فلا عزة بظلم وتعد كما هو حال اليهود والنصارى وغيرهم مع المسلمين في العصر الحاضر، ولا تسامح بضعف وخنوع كما هو حال المسلمين اليوم مع "الآخر" المزعوم!!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير