ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 10:13 ص]ـ
الخوض في مسألة الظلمة والنور يجب أن يكون لها أساس ترتكز عليه لا أن نجازف بالأقوال، يجب أن نعلم عمر الأرض التي نعيش عليها وخلق الشمس وخلق القمر وسائر النجوم ..
فهل أوجد الكون بكل مافيه هكذا دفعة واحدة؟
كما رأينا أن المفسرين يقولون بإيجاد الليل قبل النهار، وهل في هذا ضير أن يخلق الليل قبل النهار؟
الله عز وجل يقول أن الليل والنهار آيتان!
والمنطق يستوجب أن يكون هناك ظلمة من أجل أن يأتي نهار يبددها ..
وليس ذلك من باب التفضيل لواحد على الآخر، إنما حوادث طبيعية وآيات ربنا،
والله أعلم.
ـ[رسالة]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 01:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((الظلمة سابقة النور في المحسوس والمعقول:
تقدمها في المحسوس معلوم بالخبر المنقول وتقدم الظلمة المعقولة معلوم بضرورة العقل قال سبحانه (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) فالجهل ظلمة معقولة، وهي متقدمة بالزمان على نور العلم ولذلك قال تعالى: (في ظلمات ثلاث) فهذه ثلاث محسوسات ظلمة الرحم، وظلمة البطن، وظلمة المشيمة، وثلاث معقولات وهي عدم الإدراكات الثلاثة المذكورة في الآية المتقدمة ‘ إذ لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع وفي الحديث " إنّ الله خلق عباده في ظلمة ثمّ ألقى عليهم من نوره".))
المصدر: من بدائع الفوائد لابن قيم -ج1 – ص62
محاولة للتأمل:
" والليل نسلخ منه النهار" الحقيقة وقفت على لفظة " منه ":
مالحكمة البلاغية من ورود حرف منه في هذه الآية؟
أليس في الآية غلبة الليل على النهار من الناحية الحسية؟
إن كانت الإجابة بنعم، يقودني ذلك إلى مزيد من التأمل في معان أخرى:
لولا الظلمة لما عرفنا فضل النور، ولولا الليل ما عرفنا فضل النهار وإن كان لكلاهما فضل ففي تلازمهما استمرار لحياة الدنيا.
أنّ الحق والباطل في صراع دائم طالما تعاقب الليل والنهار. وأنّه لو غلب الباطل على الحق في الظاهر فإنّ الحق لابد له من الظهور إنّ كان قويا؛ فالعبرة ليست بغلبة الشيء.
وأنّه لولا الحق من عند ربنا جل جلاله لصار حالنا ظلاما سرمدا إلى يوم القيامة. فمن رحمته تعالى علينا وجود الحق.
فضل الله علينا بالنورالحسي في كشف الظلمة وإزالتها، والنور المعنوي المتمثل في كتابه الذي أنزله، فمن سلخ عنه نورالهداية فقد عرض نفسه للغم والهم والضياع في غيابات الظلمات ومن ثمّ الهلاك؛ لأنّه سيجد نفسه في ظلمة ما بعدها ظلمة، فأنى له النجاة من غير هاد ولا مرشد ولامعين يرجع إليه ويدله على الطريق.
اللهم اهدنا إلى الطريق المستقيم وأعنا وثبتنا عليه.
أرجو أن لا أكون استطردت وتأولت في تأملي.
ـ[عنزي]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 08:20 ص]ـ
و عليكم السلام أختي "الرسالة",
لم أقرأ في السابق عن "ابن قيم" في مناهج بحثي الفكري. و لكن اقتباسك هذا ملائم و مشيّق عند التفكر عن حقيقة أيهما اسبق الظلمة أو النور.
الظلمة سابقة النور في المحسوس والمعقول: تقدمها في المحسوس معلوم بالخبر المنقول وتقدم الظلمة المعقولة معلوم بضرورة العقل
هذه العبارة أحذت الكثير مني لمحاولة فهمها. و كأنها عبارة تستعمل مفردات المنطق و لا أعرف أن كان تصنيفي صحيح.
لعل المقصود بالمحسوس هو: ما يُعرف بالنطاق التجريبي أو "بالاستدلال من المعلول عن العلة". و المعقول هو المعلوم "قبليا و بديهيا".
و لا أدري هل هو جائز كون الشيء محسوسا و معقولا في آن واحد (من الناحية الفلسفية) و لكن "ابن قيم" رتب طريق أدراك حقيقة الظلمة بحسب فهمه, الى حقيقة معقولة أولا ثم محسوسة ثانيا بحسب حالة الوجود و الحالتين لا تلتقيا.
و الذي له منهج في الفلسفة و المنطق و مفرداتها لعله يصحح ما قصرت فيه.
لولا الظلمة لما عرفنا فضل النور، ولولا الليل ما عرفنا فضل النهار
يل هل ترى إذا أنقصنا كلمة "فضل" هل نستطيع معرفة الليل و النهار بحد ذاتهم "كشيء بحد ذاته" من غير احتياج التضاد, و التضاد يكون هنا "حادث و طارئ؟ "
-------
بالاستدلال من المعلول عن العلة: a posteriori
قبليا و بديهيا: a priori
ـ[عنزي]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 08:40 ص]ـ
أخي منذر أبو هواش ...
¥