تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مزايا بعض مكارم الأخلاق (صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار) قال المناوى عقب الحديث " قال ابن الكمال: في تخصيص حسن الجوار بالذكر من جملة ما ينتظمه حسن الخلق نوع تفضيل له على سائر أفراده،

والظاهر من سياق الكلام أن ذلك الفضل من جهة قوة التأثير في الأمرين المذكورين، وينبغي للبليغ أن يراعى هذه القاعدة في مواقع التخصيص بعد التعميم "

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يبين سبب تألفه قلوب بعض الناس بالمال (ولكن أعطى أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع) قال المناوى " والهلع بالتحريك أيضا: شدة الجزع أو أفحشه أو هما بمعنى هو شدة الحرص، فالجمع للإطناب "

2ـ الصورة الثانية من صور الإطناب: ذكر العام بعد الخاص ذكر العام بعد الخاص، وفائدته الشمول

والاهتمام بالخاص لذكره ثانية ضمن العام، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (حق الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده) قال المناوى " ذكر الرأس وإن كان الرأس يشمله للاهتمام به، لأنهم يجعلون فيه الدهن والخطمى ونحوهما، وكانوا يغسلونه

أولا ثم يغتسلون "

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من ترك الصلاة (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك

الصلاة) والكفر يشمل الشرك، ولكن الشرك أقبح أنواع الكفر قال المناوى " وبين (الشرك) بالله، (والكفر) عطف عام على خاص، إذ الشرك نوع من الكفر، وكرر بين تأكيدا "

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على رفع الصوت بالتلبية (أتاني جبريل فأمرني أن آمر

أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) قال المناوى مبينا سبب عطف قوله (ومن معي)

على (أصحابي): " عطفه على أصحابه دفعا لتوهم أن مراده بهم من صحبه وعرف به لطول ملازمته وخدمته دون من رافقه واتبعه وقتا ما، فجمع بينهما ليفيد أن مراده بهم من صحبه ولو فى

وقت، حتى ولو في وقت، حتى من لم يره إلا مرة، فالعطف لزيادة الاهتمام بشأن تعليمهم، إذ من قرب عهده بالإسلام أو بالهجرة أحق بتأكيد الوصية والتعريف بالسنة، والإعلام بالأحكام، وأماالخواص فمظنة الإطلاع على خفايا الشريعة ودقائقها "

3 ـ الصورة الثالثة من صور الإطناب: الإيضاح بعد الإيهام، وفائدته تقرير المعنى في ذهن المخاطب، حيث يتم ذكر المعنى مرتين، مرة على سبيل الإبهام وأخرى على سبيل الإيضاح، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهى تبارك الذي

بيده الملك) قال المناوى " وفى الإبهام أولا، ثم البيان بقوله: (وهى تبارك) نوع تفخيم وتعظيم لشأنها، إذ لو قيل: إن سورة تبارك شفعت ....... إلخ، لم تكن بهذه المثابة "

4ـ الصورة الرابعة من صور الإطناب: التكرير، ويكون لأغراض عدة، من أهمها قصد التأكيد وذلك

كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك) قال المناوى "وكرره

للتأكيد، أو إشعار بأن لها ثلاثة أمثال ما للأب من البر، لما تكابده وتعانيه من المشاق والمتاعب في الحمل والفصال في تلك المدة المتطاولة، فهو إيجاب للتوصية بالوالدة خصوصا، وتذكير لحقها العظيم مفردا، إذ لها من الحقوق ما لا يقام به، كيف وبطنها له وعاء، وحجرها له حواء، وثديها له سقاء "

ومن أمثلة التأكيد قول النبي صلى الله عليه وسلم (أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله إلاالله مخلصا من قلبه) قال المناوى " (مخلصا) تأكيد لخالصا، فالمراد الإخلاص المؤكد البالغ غايته ويدل على إرادة تأكيده ذكر القلب، إذ الإخلاص معدته القلب، كما في (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) قال في الكشاف: لما كان آثم مقترنا بالقلب أسند إليه، لأن إسناد الفعل إلى الجارحة التي يعمل فيها أبلغ، ألا تراك إذاأردت التأكيد تقول أبصرته بعيني وسمعته بأذني "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير