ثانيا حذف الجملة
المراد بالجملة هنا الكلام المستقل المفيد الذي لا يكون جزءا من كلام آخر ولها صور منها
1ـ أن تكون الجملة المحذوفة مسببة عن سبب مذكو: كما فى قوله تعالى (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ) والتقدير: فعل ما فعل ليحق الحق ويبطل الباطل وحذف المسبب لتذهب النفس فيه كل مذهب 0
2ـ أن تكون الجملة المحذوفة سببا ذكر مسببه: كما فى قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) والتقدير فضربه فانفجرت فالجملة المحذوفة سبب في المذكور أي الضرب بالعصا سبب فى الانفجار
ثالثا حذف أكثر من جملة
وذلك مثل قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
والتقدير: فضربوه بها فحيى فقلنا كذلك يحيى الله الموتى 0
ومنه قوله تعالى (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ 0 يُوسُفُ) والتقدير فأرسلوني إلى يوسف لأستعبر ه الرؤيا فأرسلوه إليه فأتاه وقال يوسف 0
قرينة المحذوف:
إذا حذف شيء من أجزاء الكلام فلا بد من وجود قرينة تدل عليه هذه القرينة إما: ـ
1ـ شىء يدل على المحذوف مثال: قوله تعالى (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) فجملة (فقد كذبت) ليست جواب شرط لأن تكذيب الرسل مقدم على تكذيب النبي بل هو سبب لمضمون
الجواب المحذوف أقيم مقامه أي فلا تحزن واصبر فقد كذبت رسل من قبلك
2ـ أن يكون هناك دليل يدل على المحذوف
مثال: ما جاء فيه دليل على المحذوف، والدليل غالبا ما يحدده العقل أو العرف كقوله تعالى
(وَجَاءَ رَبُّكَ) والتقدير وجاء أمر ربك لأن العقل لا يجيز مجيء الرب وإنما يأتي أمره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
2: الإطناب
أولا تعريف الإطناب
في اللغة: مصدر أَطْنَبَ، يقال أطنب الرَّجُلُ في الكَلاَم: أَتَى بالبَلاَغَةِ في الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ
ذَمّاً، وأَطْنَبَ في الكَلاَم: بَالَغ فِيهِ و أَطْنَبَ في الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَدَ، وأَطْنَبَ في عَدْوِه إِذَا
مَضَى فيه باجْتِهَاد ومُبَالَغَة وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت في غُبَار، و أَطْنَبَتِ الإِبِلُ: اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً
في السَّيْرِ، ويقال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كان طويل القَرَى وأطنب في المكان إذا طال مقامه فيه
في اصطلاح البلاغيين: هو تأدية المعنى المراد بلفظ زائد عليه لفائدة 0
مثال قوله تعالى (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)
فأصل المعنى المراد من سيدنا زكريا هو (رب إني قد كبرت) عبر عنه في الآية بألفاظ زائدة عن
المعنى المراد وهذه الزيادة ليست عبثا بل هي لفائدة وهى إظهار الضعف وتأكيده
أنواع الإطناب:
1ـ عطف الخاص على العام: وهو أن تذكر شيئا خاصا بعد ذكر ما تضمنه
ويأتي هذا النوع للتنويه بشأن الخاص وبيان فضله
مثاله: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وميكال فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)
فذكر جبريل وميكال مع دخولهما في الملائكة للتنبيه على زيادة فضلهما
ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)
ذكر السمع والطاعة مع دخولهما في التقوى لمزيد الاهتمام بهذا الأمر وتأكيد لمزيد العناية بمقام السمع والطاعة
2 ـ عطف العام على الخاص: وهو أن يذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص
مثال ذلك قوله تعالى (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
فقد ذكر فى الآية المؤمنين والمؤمنات وهما عامان يدخل فيهما من ذكر قبل ذلك لإفادة العموم مع العناية بالخاص لذكره مرتين، مرة بلفظه، ومرة مندرجا تحت العام
3ـ التفصيل بعد الإجمال: لأن يذكر المعنى مجملا ثم مفصلا
مثال ذلك قوله تعالى (أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ)
ففي الآية تفصيل بعد إجمال حيث أبهم الأنعام والبنين في قوله (بِمَا تَعْلَمُونَ) ثم ذكرها موضحة
¥