تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في اللغة: مصدر أَطْنَبَ، يقال أطنب الرَّجُلُ في الكَلاَم: أَتَى بالبَلاَغَةِ في الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ

ذَمّاً، وأَطْنَبَ في الكَلاَم: بَالَغ فِيهِ و أَطْنَبَ في الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَدَ، وأَطْنَبَ في عَدْوِه إِذَا

مَضَى فيه باجْتِهَاد ومُبَالَغَة وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت في غُبَار، و أَطْنَبَتِ الإِبِلُ: اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً

في السَّيْرِ، ويقال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كان طويل القَرَى وأطنب في المكان إذا طال مقامه فيه

في اصطلاح البلاغيين: هو تأدية المعنى المراد بلفظ زائد عليه لفائدة 0

مثال قوله تعالى (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)

فأصل المعنى المراد من سيدنا زكريا هو (رب إني قد كبرت) عبر عنه في الآية بألفاظ زائدة عن

المعنى المراد وهذه الزيادة ليست عبثا بل هي لفائدة وهى إظهار الضعف وتأكيده

أنواع الإطناب:

1ـ عطف الخاص على العام: وهو أن تذكر شيئا خاصا بعد ذكر ما تضمنه

ويأتي هذا النوع للتنويه بشأن الخاص وبيان فضله

مثاله: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وميكال فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)

فذكر جبريل وميكال مع دخولهما في الملائكة للتنبيه على زيادة فضلهما

ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)

ذكر السمع والطاعة مع دخولهما في التقوى لمزيد الاهتمام بهذا الأمر وتأكيد لمزيد العناية بمقام السمع والطاعة

2 ـ عطف العام على الخاص: وهو أن يذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص

مثال ذلك قوله تعالى (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)

فقد ذكر فى الآية المؤمنين والمؤمنات وهما عامان يدخل فيهما من ذكر قبل ذلك لإفادة العموم مع العناية بالخاص لذكره مرتين، مرة بلفظه، ومرة مندرجا تحت العام

3ـ التفصيل بعد الإجمال: لأن يذكر المعنى مجملا ثم مفصلا

مثال ذلك قوله تعالى (أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ)

ففي الآية تفصيل بعد إجمال حيث أبهم الأنعام والبنين في قوله (بِمَا تَعْلَمُونَ) ثم ذكرها موضحة

في قوله (بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) وذلك تشويقا إلى معرفتها وتنبيها إلى شرفها 0

4ـ التكرير: وهو ذكر الشيء مرتين أو أكثر لغرض ما، منها: ـ

أ ـ التأكيد وتقرير المعنى في النفس: كقوله تعالى (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)

ب ـ ترغيب المخاطب واستمالته لقبول الخطاب: كما في قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ

اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ0يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)

ففي تكرير < يا قوم > تذكير بحق القرابة وأن من شأن القريب أن ينصح فى دعوته لأقربائه، وأن يخلص لهم في نصحه، فلا يشكون في صدقه

ج ـ تعدد المتعلق كما في تقرير قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) عدد تعالى نعمه وذكرعباده بآلائه ونبأهم إلى قدرها وقدرته عليها، وجعلها فاصلة بين كل نعمة ليعرفوا فضله عليهم 0

د ـ طول الفاصل: كما في قوله تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) حيث كرر قوله < رأيت > لطول الفصل خشية أن يكون

الذهن قد غفل عما ذكر أولا وليتصل أول الكلام بآخرة اتصالا جيدا 0

هـ ـ التلذذ بذكر المكرر كما في قول مروان بن أبى حفصة:

سقى الله نجدا والسلام على نجد ** ويا حبذا نجدا على القرب والبعد

5 ـ الاعتراض: وهو لون من ألوان الإطناب، وهو أن يؤتى فى أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين معنى، بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لنكت بلاغية، منها: أ ـ التنزيه: كما فى قوله تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ) فقوله سبحانه جملة لأنه مصدر بتقدير الفعل، اعتراض مسوق لتنزيه الله تعالى عن اتخاذ البنات

ب ـ التعظيم: كما فى قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) فجملة < وإنه لقسم عظيم >

جملة اعتراضيه الغرض منها تعظيم القسم وفيه تعظيم للمقسم عليه وتنويه برفعة شأنه وهو القرآن الكريم

ومن الإيجاز بالحذف، من سورة الأعراف: "وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً ..... "

إذ قال المشككون في بلاغة القرآن، بأن أسباطاً مذكروالعدد اثنتي عشرة مؤنث فقد خالف المعدود أسباطاًالمذكر العدد اثنتي عشرة المؤنث والواجب الموافقة؟

والرد عليه بأن المعدود محذوف وتقديره فرقة أو قبيلة، فأوجزالله وحذف، وهذا من بلاغة القرآن وإعجازه، إذ أودي المعنى بطريقة أبلغ من جميع الطرق، قال عبد القاهر الجرجاني عن الحذف بصورة عامة:"إنه باب دقيق المسلك، لطيف المآخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تبن ..... "دلائل الإعجاز ص132.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير