تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو ما يكون بحذف شيء من أصل الكلام، والمحذوف إما جزء جملة أو جملة أو أكثر من جملة

ومبحث الحذف مبحث (خطير لأن التنبيه له يحتاج إلى فضل تأمل وطول فكرة لخفاء ما يستدل على المحذوف)

أولا حذف المفرد: وهو أوسع مجالا من غيره لأنه أكثر استعمالا وله صور كثيرة منها:

1ـ حذف الحرف: كما فى قوله تعالى (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا) أي من قومه

ومنه قوله تعالى (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) أى يارب بحذف حرف النداء

2ـ حذف المضاف: كما فى قوله تعالى (لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ) أى يرجو رحمة الله

ومنه قوله تعالى (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) أى دين الله 0

3ـ حذف المضاف إليه: كما فى قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) أى بعشر ليال

ومنه قوله تعالى (لِلَّهِ الاَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) أى من قبل ذلك ومن بعده 4ـ حذف الموصوف: كما فى قوله تعالى (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ) أى حور قاصرات الطرف

ومنه قوله تعالى (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) أى وعمل عملا صالحا

5ـ حذف الصفة: كما فى قوله تعالى (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) أى كل سفينة

صالحة بدليل ما قبله وهو قوله تعالى (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)

6ـ حذف القسم أو جوابه: فحذف القسم كما فى قوله تعالى (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ) والتقدير والله لقد أنزلنا

ومنه قوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) والتقدير والله لندخلنهم

ومن حذف جواب القسم قوله تعالى (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ 0 بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ) أى ص والقرآن ذي الذكر لنهلكن أعداءك

7 ـ حذف الشرط أو جواب الشرط (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) والتقدير إن أرادوا أولياء فالله هو الولي

ومن حذف جواب الشرط قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) والتقدير لكان هذا القرآن

ثانيا حذف الجملة

المراد بالجملة هنا الكلام المستقل المفيد الذي لا يكون جزءا من كلام آخر ولها صور منها

1ـ أن تكون الجملة المحذوفة مسببة عن سبب مذكو: كما فى قوله تعالى (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ) والتقدير: فعل ما فعل ليحق الحق ويبطل الباطل وحذف المسبب لتذهب النفس فيه كل مذهب 0

2ـ أن تكون الجملة المحذوفة سببا ذكر مسببه: كما فى قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) والتقدير فضربه فانفجرت فالجملة المحذوفة سبب في المذكور أي الضرب بالعصا سبب فى الانفجار

ثالثا حذف أكثر من جملة

وذلك مثل قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

والتقدير: فضربوه بها فحيى فقلنا كذلك يحيى الله الموتى 0

ومنه قوله تعالى (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ 0 يُوسُفُ) والتقدير فأرسلوني إلى يوسف لأستعبر ه الرؤيا فأرسلوه إليه فأتاه وقال يوسف 0

قرينة المحذوف:

إذا حذف شيء من أجزاء الكلام فلا بد من وجود قرينة تدل عليه هذه القرينة إما: ـ

1ـ شىء يدل على المحذوف مثال: قوله تعالى (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) فجملة (فقد كذبت) ليست جواب شرط لأن تكذيب الرسل مقدم على تكذيب النبي بل هو سبب لمضمون

الجواب المحذوف أقيم مقامه أي فلا تحزن واصبر فقد كذبت رسل من قبلك

2ـ أن يكون هناك دليل يدل على المحذوف

مثال: ما جاء فيه دليل على المحذوف، والدليل غالبا ما يحدده العقل أو العرف كقوله تعالى

(وَجَاءَ رَبُّكَ) والتقدير وجاء أمر ربك لأن العقل لا يجيز مجيء الرب وإنما يأتي أمره

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

2: الإطناب

أولا تعريف الإطناب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير