تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول عنه: " فقد اصطدم أيضاً بمشكلة أخرى خطيرة، هي مشكلة التوفيق بين الفكر اليساري والتراث العربي والإسلامي، وقد جاءته هذه الفكرة منذ وقت مبكر في أواخر الخمسينات "

ويمضي ليقول: "كان يدرك بهذه المواهب كلها أن الفكر اليساري إذا انعزل عن التراث فسوف يبقى فكراً جافاً غريباً ضعيف التأثير، ولم يكن الشرقاوي يطيق لفنه وفكره أن يكون قطعة باردة معروضة في متحف يتفرج عليها الزائرون والسائحون "

ثم يقول: " وما كان شيء من ذلك يمكن أن يتحقق إلا بالدخول القوي في عالم التراث، وأهم ما في هذا التراث هو التاريخ الإسلامي والفكر الإسلامي، وهنا دخل بأفكاره الجديدة إلى التاريخ الإسلامي والفكر الإسلامي ... ولكن محاولته "التوفيقية" بين فكره اليساري والتراث الإسلامي جرت عليه الكثير من المعارك العنيفة التي مات وفي نفسه شيء منها… ولم يستطع أبداً أن يجد لها حلاً نهائياً حاسماً ..

لقد ثار عليه الكثيرون .. ولم يتقبلوا منهجه في دراسة الإسلام وتراثه "

ويقول: " وكان من مظاهر هذه المعارك أن كتابه "محمد رسول الحرية" ما زال مصادراً في عدد كبير من بلدان العالمين العربي والإسلامي.

وكان من مظهر هذه المعركة العنيفة، ما دب بينه وبين الشيخ عبد الحليم محمود في السبعينات من خلاف بالغ العنف والحدة .. وكان من ذلك أيضاً ما دب بينه وبين الشيخ محمد الغزالي من خلاف صاخب عندما كان الشرقاوي يكتب دراسته الواسعة عن "علي إمام المتقين".

وهكذا فقد أراد الشرقاوي أن يحقق منهجه في "التوفيق" بين أفكاره اليسارية وبين التراث الإسلامي فخاض معركة بالغة الشراسة، ولم يخرج منها بغير جراح تركت آثارها واضحة على نفسه وقلمه" (المصور ع 3293 – 28/ 3/1408هـ ص 37 – 38.).

" وفي آخر حوار معه في مجلة "المصور"، أجراه معه المحاور مصطفى عبد الغني، وضمنه كتابه "الشرقاوي متمرداً"، وبعد أن قرأه الشرقاوي مكتوباً، قال له إنه يفضل نشر الحديث بعد وفاته. والذي فهمته من الحوار أنه كانت له ميول شيوعية، وأفكار اشتراكية، مجسدة في المنهج اليساري ... " المصدر السابق العدد نفسه ص 60.

ومن ذلك: ما ذكره الأستاذ أنور الجندي في كتابه (جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام) (ص 223 - 252) حيث قال متحدثاً عن الهجمة على الإسلام: " ... ثم نجد تلك الصفحات التي وسمت باسم (الإمام علي) في جريدة الأهرام والتي كتبها عبد الرحمن الشرقاوي وكيف جدد خصومته القديمة للإسلام تحت أسلوب براق من الانتماء للإسلام، وغفل عن أن تاريخه لا يزال معروفاً ومذكوراً، وأن كتابه (محمد رسول الحرية) وتقرير الإمام أبو زهره ما يزال بين أيدي الناس ... فإذا تجاوزه قليلاً فرواية (الحسين شهيداً) قد دُمغت أيضاً من جماعة من العلماء، من بينهم الدكتور الطيب النجار بالظلم الشديد للمجتمع الإسلامي، على الذي افترى به طه حسين، على العصر الثاني للهجرة في كتابه (حديث الأربعاء) حين وصفه بأنه عصر شك ومجون وفيه جماعة التابعين والأعلام مثال أبو حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل والحسن البصري، وهو ما ذهب إليه عبد الرحمن الشرقاوي في رواية (الحسين شهيداً) الذي كشف عن أن كاتب الرواية كان حريصاً على تصوير المجتمع الإسلامي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بنصف قرن فقط في صورة بشعة، وكأن هذا المجتمع قد تدالى وتهاوى وصار مجتمع عربدة وفجور، ومجتمع شقاق ونفاق، ومجتمع جبن وضعف، ومجتمع خيانة ونكث للعهود! مع أن المجتمع كان لا يزال حافلاً بعدد كبير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه عدد ضخم من التابعين لهم بإحسان، وقد وسم علماء الأزهر المسرحية بأنها تشهر بجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم قدوة لنا، وقد ترددت في المسرحية عبارات الاتهام بالكفر والخروج عن الإسلام وعبارات اللعن والتعريض والتشنيع بالحرمان ... وهناك نوع من القسوة في الحكم على معاوية مع أنه صحابي ومن كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ذكرت المسرحية أنه عطل أصلاً من القرآن وزيف قاعدة الشورى وأهدر أحكام السنة، وتردد في المسرحية أكثر من مرة التعريض بنظام الجواري حيث تناولت لأشخاص عبارات الاتهام باللهو والتمتع بالجواري على سبيل التعرض والتهكم كما تناثرت في المسرحية عبارات مأخوذة من جو غير إسلامي كقوله (ما جئت لألقي سلاحاً، لأملأ كل بيت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير