تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 06 - 10, 03:30 م]ـ

هذا نصُّ عبارة ابن مهدي، قال: (وضعوا في كتابه عن أبي هاشم الرماني حديثَ أبي هاشم إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة في الوضوء، فحدَّث به ... وإنما أهلكه ابنٌ له؛ قَلَب عليه أشياءَ من حديثه).

وقد قال أبو داود الطيالسي: (إنما أُتي قيس من قِبَل ابنه؛ كان ابنُه يأخذ حديث الناس، فيُدخلها في فرج كتاب قيس، ولا يعرف الشيخ ذلك).

وقال الإمام أحمد: (كان له ابنٌ يأخذ حديثَ مسعر وسفيان الثوري والمتقدمين، فيُدخلها في حديث أبيه وهو لا يعلم).

وقال ابن نمير: (كان له ابنٌ هو آفته، نظر أصحاب الحديث في كتبه، فأنكروا حديثه، وظنوا أن ابنه قد غَيَّرها).

وهذا يوضحه معرفة مناهج الرواة في ذلك، حيث كان للرواة كتبٌ فيها مروياتهم عن شيوخهم، وفي كل كتاب حديثُ أحد الشيوخ.

ومن شرط ضبط الكتاب: أن يصونه عن الإدخال والإضافة والتغيير، كما أن الأَولى أن يكون حافظًا لحديثه، عارفًا ما كان تحمَّله عن شيخه مما لم يكن من حديثه عنه.

فابتُلي قيس بن الربيع بابنٍ له، يُدخل في كتاب أبيه ما لم يكتبه أبوه، ولم يروه عن شيوخه، فإذا جاء أبوه للتحديث؛ حدَّث بها، ولم يفطن إلى أنها مُدخلةٌ عليه، وهذا يعدُّ ضعفًا في الراوي؛ من جهة ضبط الكتاب، ومن جهة ضبط الحفظ.

وإذا كان الابن يُدخل في كتب أبيه ما ليس من حديثه، وكان يقلب عليه أحاديثه ويخلطها بأحاديث غيره، حتى وُصف بأنه "أهلك" أباه، وبأنه "آفته"، ثم جاء أنه أدخل في كتاب أبيه عن أبي هاشم الرماني خاصةً؛ فإن ذلك دليلٌ على أن الأمر لم يتوقف على حديثٍ معيَّن (حديث الوضوء أو غيره)، وإنما كان عادةً من ذلك الابن في كتب أبيه، وأنه ينبغي التوقف في أحاديث قيس بن الربيع عن "أبي هاشم" حتى يتبيَّن أنه الرماني؛ بمتابعة غيره له، أو بدليلٍ آخر، ولا يُكتفَى حتى بتصريح قيس بأنه الرماني.

ويدل لهذا ويعضده: أن أبا حاتم الرازي نفى أن يكون شيخُ قيس -في الحديث المسؤول عنه-: أبا هاشم الرماني، ولم يصرح به؛ لأنه قد بلغه تصرف ابن قيس في كتب أبيه، وبلغته حكاية حديث الوضوء، فتوقَّف في أبي هاشم، فلما تبيَّنت له نكارة الحديث؛ علم أن هذا مما أُدخل على قيس، وأنه ليس من حديث قيس عن أبي هاشم الرماني، وإنما أبو هاشم في الحديث رجلٌ آخر، ولم يصرح أبو حاتم بتعيينه؛ لأنه يُحتمل أن يكون نفسُه إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي -كما في حكاية حديث الوضوء-، ويحتمل أن يكون غيره.

وبالنظر؛ فإنه ليس أقرب من إسماعيل بن كثير ليكون هو أبو هاشم؛ حيث إن هذا قد جرى لقيس في الحديث المذكور.

كما أن إدخال حديث إسماعيل بن كثير في كتاب قيس عن أبي هاشم الرماني دقيق، وربما لم يُفطَن له؛ لاتفاق كنيتيهما، ولكون المعروف في تلك الطبقة: إطلاق "أبي هاشم" على الرماني، فإذا قال قيس: "حدثنا أبو هاشم"؛ انصرف الذهن إلى الرماني، وهذا مشى على قيسٍ نفسِه، فأجاب لما سُئل: مَنْ أبو هاشم؟ فقال: "صاحب الرمان".

والله أعلم.

ـ[ابن الهبارية]ــــــــ[11 - 06 - 10, 05:40 م]ـ

لعل مما يوضح الامر ان ابا هاشم اسمعيل يروي عن عاصم بن لقيط حديث تخليل الاصابع في الوضوء

وهو غير حديث الرماني المذكور في كلام الاخت اولا

ـ[بنت الإبراهيم]ــــــــ[11 - 06 - 10, 07:14 م]ـ

هذا نصُّ عبارة ابن مهدي، قال: (وضعوا في كتابه عن أبي هاشم الرماني حديثَ أبي هاشم إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة في الوضوء، فحدَّث به ... وإنما أهلكه ابنٌ له؛ قَلَب عليه أشياءَ من حديثه).

وإذا كان الابن يُدخل في كتب أبيه ما ليس من حديثه، وكان يقلب عليه أحاديثه ويخلطها بأحاديث غيره، حتى وُصف بأنه "أهلك" أباه، وبأنه "آفته"، ثم جاء أنه أدخل في كتاب أبيه عن أبي هاشم الرماني خاصةً؛ فإن ذلك دليلٌ على أن الأمر لم يتوقف على حديثٍ معيَّن (حديث الوضوء أو غيره)، وإنما كان عادةً من ذلك الابن في كتب أبيه، وأنه ينبغي التوقف في أحاديث قيس بن الربيع عن "أبي هاشم" حتى يتبيَّن أنه الرماني؛ بمتابعة غيره له، أو بدليلٍ آخر، ولا يُكتفَى حتى بتصريح قيس بأنه الرماني.

ويدل لهذا ويعضده: أن أبا حاتم الرازي نفى أن يكون شيخُ قيس -في الحديث المسؤول عنه-: أبا هاشم الرماني، ولم يصرح به؛ لأنه قد بلغه تصرف ابن قيس في كتب أبيه، وبلغته حكاية حديث الوضوء، فتوقَّف في أبي هاشم، فلما تبيَّنت له نكارة الحديث؛ علم أن هذا مما أُدخل على قيس، وأنه ليس من حديث قيس عن أبي هاشم الرماني، وإنما أبو هاشم في الحديث رجلٌ آخر، ولم يصرح أبو حاتم بتعيينه؛ لأنه يُحتمل أن يكون نفسُه إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي -كما في حكاية حديث الوضوء-، ويحتمل أن يكون غيره.

وبالنظر؛ فإنه ليس أقرب من إسماعيل بن كثير ليكون هو أبو هاشم؛ حيث إن هذا قد جرى لقيس في الحديث المذكور.

والله أعلم.

نتيجة مقنعة، ومنطقية .. بارك الله فيك وفي علمك،،وزادك من فضله العظيم

لكن سؤالي: كلمة الترمذي عندما نص على أن أباهاشم في الحديث هو الرماني .. بماذا نفسرها؟

هل من الممكن أن نقول أن كلام الترمذي محمول على شهرة سماع قيس بن الربيع من أبي هشام الرماني .. !!

أتمنى إفادتي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير