تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق حديث دعوة للمناقشة]

ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:48 م]ـ

الإخوة أهل الحديث السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكر الحافظ السيوطي في الجامع الكبير هذا الحديث:

عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض ولا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك r. وعزاه للترمذي

وقال:

(قال الحافظ العراقي في شرحه وهو وإن كان موقوفاً عليه فمثله لا يقال من قبل الرأي وإنما هو أمر توقيفي فحكمه حكم المرفوع كما صرح به جماعة من الأئمة أهل الحديث والأصول فمن الأئمة الشافعي t نص عليه في بعض كتبه كما نقل عنه ومن أهل الحديث أبو عمر بن عبد البر فأدخل في كتاب التقصي أحاديث من أقوال الصحابة مع أن موضوع كتابه الأحاديث المرفوعة من ذلك حديث سهل بن أبي حثمة في صلاة الخوف وقال في التمهيد: هذا الحديث موقوف على سهل في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك ومثله لا يقال من جهة الرأي وكذلك فعل الحاكم أبو عبد الله في كتابه علوم الحديث معرفة المسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله r ثم روى فيه ثلاثة أحاديث قول ابن عباس: كنا نمضمض من اللبن ولا نتوضأ منه وقول أنس كان يقال في أيام العشر كل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشر آلاف يوم قال يعني في الفضل وقول عبد الله بن مسعود من أتى ساحراً أو عرافاً فقد كفر بما أنزل على محمد r قال فهذا وأشباه ما ذكرنا إذا قاله الصحابي المعروف الصحبة فهو حديث مسند وكل ذلك مخرج في المسانيد. وقال الإمام فخر الدين الرازي في المحصول: إذا قال الصحابي قولاً ليس للاجتهاد فيه مجال فهو محمول على السماع تحسينا للظن به. وقال القاضي أبو بكر بن العربي عقب ذكره لقول عمر هذا ومثل هذا إذا قاله عمر لا يكون إلا توقيفاً لأنه لا يدرك بنظر انتهى كلام العراقي. وإنما سقته هنا لأني أورد في هذا الكتاب أشياء كثيرة عن الصحابة لم يصرح بإسنادها إلى النبي r فيتوهم من لا خبرة له أنها موقوفة وليس كذلك بل هي في حكم المرفوع). الحديث رواه الترمذي كما عزاه المصنف ووضح شرحه صاحب تحفة الأحوذي برقم (486) باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي r تحفة الأحوذي [2/ 610] انتهى. مصححه.).

قلت: الحديث في (سنن الترمذي: ج2ص356ر486) وقال عنه العلامة الألباني في (إرواء الغليل: ج2ص177ر432): ضعيف موقوف. أخرجه الترمذي (2/ 356) من طريق أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: إن الدعاء ... الخ. قلت: وهذا إسناد ضعيف علته أبو قرة الأسدي أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/427) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وفي "الميزان" أنه مجهول. وفي "التهذيب": "وأخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح. وأخرج إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي r" (94/2) من طريق عمرو بن مسافر حدثني شيخ من أهلي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: "ما من دعوة لا يصلى على النبي قبلها إلا كانت معلقة بين السماء والأرض". قلت: وهذا مع أنه مقطوع فإسناده واه من أجل الشيخ الذي لم يسم وعمرو بن مسافر ويقال فيه ابن مساور وعمر بن مسافر وعمر مساور قال البخاري: "منكر الحديث" وقال أبو حاتم: ضعيف وروى أبو عبد الله الخلال في (تذكرة شيوخه) كما في "المنتخب منه" (47/ 1) من طريق الحارث بن علي بن أبي طالب مرفوعا به. قلت: وإسناده واهٍ جداً. اه.

قلت: ثم عاد الشيخ الألباني فحسَّنَ الحديث فذكر في (السلسلة الصحيحة: ج5ص54ر2035): الحديث: "كل دعاء محجوب حتى يصلِّي على النبي ". فقال عنه: رواه ابن مخلد في "المنتقى من أحاديثه" (76/ 1) والأصبهاني في "الترغيب" (ق171/ 2) عن سلام بن سليمان حدثنا قيس عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل: الأولى: الحارث، وهو ابن عبد الله الأعور، قال الحافظ: "كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف". قلت: لكن كذبه ابن المديني مطلقاً. الثانية: أبو إسحاق السبيعي، ثقة و لكنه على اختلاطه مدلس، وقد عنعنه بل ذكروا في ترجمته أنه لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث والباقي كتاب. الثالثة والرابعة: قيس - وهو ابن الربيع - وسلام بن سليمان - وهو المدائني الضرير - ضعيفان. لكن يبدو أن له طريقاً أخرى، فقد أورده السخاوي في "القول البديع" (ص223 - بيروت) من رواية البيهقي في "الشعب" وأبي القاسم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير