ـ[غالب الساقي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 02:50 م]ـ
وحكايته كانت بمعناه حقًّا؛ فالنياحة من أمر الجاهلية -كما ثبت في الصحيح-.
والله أعلم.
تأمل في سياق الحديث الذي ذكره أبو داود فإن معناه أن صنع الطعام لأهل الميت من النياحة
وصنع الطعام لأهل الميت مستحب كما هو معلوم ولكن الممنوع هو أن يصنع أهل الميت للناس طعاما فتبين أن المعنى اختلف واللفظ اختلف.
واجمع إلى ذلك رواية الإمام أحمد لحديث جرير في المسند
ونهيه الشديد عن صنع الطعام من قبل أهل الميت للناس واحتجاج علماء الحنايلة بحديث جرير
كما احتج به شيخ الإسلام واحتج به ابن مفلح في الفروع
وتتابع العلماء على تصحيحه والاحتجاج به على مدار التاريخ الإسلامي
والله أعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 07 - 10, 04:46 م]ـ
سبق بيان تجوّز الأئمة في سياق الأحاديث أسانيد ومتونًا في مثل هذا الموضع.
والكلام على التصحيح، لا الاحتجاج ولا العمل ولا الإخراج في الكتب.
ومن تكلم في الحديث -فيما سبق بيانه- أجلُّ ممن صححه وأعلم بخفايا النقد ومواطن العلل، وتتابُع غيره على التصحيح لا يعني أنه الصواب بإطلاق.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 10:10 م]ـ
عفوا
من الذين تكلموا في الحديث
كلام الإمام أحمد ليس صريحا فإذا كان تكلم على لفظ مختلف وحكم على طريق من الطرق لا يلزم من ذلك أنه ضعفه برمته بلفظه الآخر ومن طرقه الأخرى.
فكيف نقدم مثل هذا على تتابع أئمة الحديث على تصحيح الحديث والاحتجاج به كشيخ الإسلام ابن تيمية الذي احتج بالحديث
وابن كثير والنووي وعلي القاري وابن الهمام والبوصيري والشوكاني والمباركفوري الذين صححوه
ثم صححه علماء الحديث في هذا العصر من أحمد شاكر إلى الألباني إلى الأرنؤوط
هل هؤلاء كلهم لم يفهموا كلام أحمد
تتابع القرون على تصحيح الحديث والاحتجاج به
فلا أقدم على تصحيح هؤلاء مجرد كلمة للإمام أحمد اختلف الناس في تفسيرها
مع كونه يخرجه في مسنده ويحتج به أصحابه ويأخذ هو بالحكم الذي يتضمنه
والله أعلم
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[22 - 07 - 10, 02:26 ص]ـ
كلام الإمام أحمد ليس صريحا فإذا كان تكلم على لفظ مختلف وحكم على طريق من الطرق لا يلزم من ذلك أنه ضعفه برمته بلفظه الآخر ومن طرقه الأخرى .... فلا أقدم على تصحيح هؤلاء مجرد كلمة للإمام أحمد اختلف الناس في تفسيرها مع كونه يخرجه في مسنده ويحتج به أصحابه ويأخذ هو بالحكم الذي يتضمنه أخي الكريم .. الحديث هو هو وليس حديثاً أو طريقاً آخر. قال أبو داود: ((ذَكَرتُ لأحمد حديث هشيم، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير: "كنا نعدّ الاجتماع عند أهل الميت وصنعة الطعام لهم مِن أمر الجاهلية". قال: زَعموا أنه سمعه مِن شريك. قال أحمد: وما أرى لهذا الحديث أصلاً)). اهـ وقال الدارقطني: ((يرويه هشيم بن بشير، واختلُف عنه: فرواه سريج بن يونس والحسن بن عرفة، عن هشيم، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير. ورواه خالد بن القاسم المدائني - قيل: ثقة. قال: لا أضمن لك هذا، جرحوه - عن هشيم، عن شريك، عن إسماعيل. ورواه أيضاً عباد بن العوام، عن إسماعيل كذلك)). اهـ
قلتُ: فحديثُ هشيم الذي سأل عنه أبو داود الإمامَ أحمد هو نفسُه الحديث الذي نتكلّم عنه سواء بسواء. ويؤكده قول أحمد: ((زَعموا أنه سمعه مِن شريك)) مع قول الدارقطني: ((ورواه خالد بن القاسم المدائني، عن هشيم، عن شريك))، فهما يتحدثان عن نفس الحديث، فتنبّه.
وهشيم مشهور بالتدليس ولا يُقبل حديثه إلاّ إذا صرّح بالسماع، واحتمالُ أخذِه هذا الحديث عن شريك يتقوَّى بقرائن أخرى بعيداً عن عدم وثاقة خالد بن القاسم. فقد خالَف عبّادُ بن العوام هشيماً عن إسماعيل في ألفاظ الحديث. قال الطبراني (الكبير 2/ 307): حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني: ثنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال جرير بن عبد الله: يُعدّدون الميت - أو قال: أهل الميت - بعدما يُدفن؟ - شكّ إسماعيل - قلتُ: نعم. قال: كنا نعدها النياحة. اهـ
قلتُ: فظهر في رواية عباد أنّ ما كانوا يعدونه مِن النياحة إنما هو التعديد يعني تعديد محاسن الميت، ولا ذِكر هنا للاجتماع ولا للطعام! قال النووي في الأذكار: ((واعلمْ أنّ النياحةَ: رفعُ الصوت بالندب. والندبُ: تعديد النادبة بصوتها محاسنَ الميت. وقيل: هو البكاء عليه مع تعديد محاسنه)). اهـ فالقول بأنّ الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام هو مِن النياحة قولٌ لا أصل له كما نبَّه الإمام أحمد.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو مالك بن الليث السلفي]ــــــــ[22 - 07 - 10, 03:15 ص]ـ
جزا الله الاخوة خيرا