وقال الترمذي: ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوه، وليس هو عندي بمتصل، هكذا حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد.
وإنما يروي هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوه، عن الوليد بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم،وهذا أصح من حديث محمود بن خداش ورأي محمد بن إسماعيل هذا أصح.
قلت: ومع هذا الترجيح يبقي ضعف الإسناد بداود بن جميل، أو الوليد بن جميل، وشيخه كثير بن قيس.
وأخرجه السهمي في «تاريخ جرجان» (1/ 203) من طريق ابن المبارك، والبيهقي في «الشعب» (1697)، من طريق سفيان كلاهما، عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة، عن أبي الدرداء مرفوعًا.
قلت: وفيه أيضًا كثير بن قيس مع الإختلاف في الأسانيد.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 337): يزيد بن سمرة، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال: العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًاولا درهمًا؛ ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
وقال أحمد بن عيسي: نا بشر بن بكر، قال: نا الأوزاعي.
قال: وحدثني عبد السلام بن سليم، عن يزيد بن سمرة، وغيره من أهل العلم.
وقال إسحاق عن عبد الرزاق، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة، عن أبي الدرداء.
والأول أصح.
وقال مسدد عن عبد الله بن داود، عن عاصم بن رجاء، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس سمع أبا الدرداء سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو نعيم عن عاصم بن رجاء، عمن حدثه، عن كثير.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 268)،: يزيد بن سمرة روي عن يزيد بن قيس، عن أبي الدرداء.
روي الأوزاعي، عن عبد السلام بن سليم عنه.
واختلف عن الأوزاعي في ذلك، فروي ابن المبارك، عن الأوزاعي عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة.
وروي بشر بن بكر عن الأوزاعي، عن عبد السلام بن سليم، عن يزيد بن سمرة عنه.
وروي عبد الله بن داود الخريبي، عن عاصم بن رجاء، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء -ترك يزيد بن سمرة من الإسناد- سمعت أبي يقول ذلك.
قلت: وعبد السلام بن سليم ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 64)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 45)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: وإن كان الحديث سنده ضعيف، إلا أن له شواهد يحسن بها.
قال السخاوي في «المقاصد الحسنة» (154)،:
وصححه ابن حبان والحاكم، وغيرهما، وحسنه حمزة الكتاني، وضعفه غيرهم بالإضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوي بها؛ ولذا قال شيخنا: له طرق يعرف بها أن للحديث أصلاً انتهي.
وقال الحافظ في «التلخيص» (1625)،:
وضعفه الدارقطني في «العلل»، وهو مضطرب الإسناد، قاله المنذري، وقد ذكره البخاري في صحيحه بغير إسناد.
وقال المناوي في «فيض القدير» (4/ 504)،:
فائدة: – سئل الحافظ العراقي عما اشتهر على الألسنة من حديث «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل» فقال: لا أصل له ولا إسناد له بهذا اللفظ، ويغني عنه «العلماء ورثة الأنبياء» وهو حديث صحيح.
وقال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/ 79): وقد روي «العلماء ورثة الأنبياء» بأسانيد صالحة.
...
3 - وقال صلى الله عليه وسلم «إن الحكمة تزيد الشريف شرفاً وترفع المملوك حتى يدرك مدارك الملوك»
قلت: ضعيف جدًّا:
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (6/ 173)، وابن عدي في «الكامل» (6/ 247)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 369)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (71)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (979)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (1/ 31)، والعسكري في «الحث على العلم» (ص 16)، وعبد الغني الأزدي في «أدب المحدث» من طرق عن يوسف بن سعيد بن مسلم، عن عمرو بن حمزة، عن صالح المري عن الحسن عن أنس مرفوعًا.
قلت: هذا إسناد ضعيف جدًّا، وفيه علل:
الأولي: الحسن وإن سمع من أنس، كما قال أحمد بن حنبل وأبو حاتم؛ إلا أنه مدلس وقد عنعن.
الثانية: صالح المري: وهو صالح بن بشير –أبو بشر المُرٍّي- الواعظ، قال فيه أحمد: هو صاحب قصص، ليس هو صاحب حديث، لا يعرف بالحديث.
وقال الفلاس: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وضعفه ابن معين، والدارقطني.
¥