تراجم شيوخ المقارئ المصريّة
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:00 م]ـ
السلام عليكم
أحببت أن أخصص هذ الصغحة لتراجم شيوخ المقارئ المصرية والذين تعاقبو واحداً تلو الآخر بدءً من .............. إلى ما قبل الأخير.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[المتولى]ــــــــ[10 - 03 - 09, 04:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نبدأ ان شاء الله تعالى بالشيخ المتولى:
مولده:-
ولد الشيخ محمد المتولي – رحمه الله تعالى – سنة (1248 هـ – 1832 م)، و قيل: بعد ذلك بسنة أو سنتين
و كانت ولادته بخُط الدرب الأحمر بالقاهرة.
اسمه و نسبه:-
محمد بن أحمد بن الحسن بن سليمان
شهرته:-
اشتهر الشيخ بالمتولي أو بمتولي و قيل أنه اشتهر أيضا بالصدفجي و لم يعرف بهذا الاسم إلا من ورقة العنوان في إحدى نسخ فتح الكريم المخطوطة و الله أعلم بالصواب.
وفاته:-
توفي يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الأول سنة (1313هـ - 1895م) عن خمس و ستين سنة.
و مدفنه بالقرافة الكبرى، بالقرب من باب الوداع رحمه الله رحمة واسعة آمين.
صفاته و أخلاقه:-
كان - رحمه الله – ضريرًا (مكفوف البصر) بصير القلب و قيل كان مبصرا في صغره فلعله أضر بسبب مرض نزل به.
كان - رحمه الله – قصيرًا، ناتئ الصدر، أحدب الظهر.
و كان من أبرز صفاته التواضع , و اتهام النفس بالعجز و التقصير، مع عدم التعالي و حب الظهور، و ضم إلى ذلك الخلق السامي العزة المحمودة، و جمل ذلك كله بحسن الخلق السماحة و العفو، و يروي الشيخ الزيات عن الشيخ الهنيدي تلميذ الشيخ المتولي: أنه نقطع عن القراءة عن الشيخ المتولي فترة بسبب وفاة والده، فلما رجع سأله الشيخ المتولي عن عدم مجيئه فيما مضى، فاعتذر الهنيدي بأن لا مال يعطيه للشيخ جزاء القراءة عليه، فقال الشيخ المتولي: نحن كالملوك لا نطلب و لا نرد.
و اشْتُهِرَ عن الشيخ المتولي ما يدل على صلاحه و فراسته و جاءت الأخبار الكثيرة بذلك فمن ذلك ما قاله الشيخ الضباع: " كنت غلاما لا أزال أحفظ القرآن، و كان الشيخ المتولي شيخا للمقارئ فكانت وصيته لابن أخته – الشيخ حسن الكتبي – أن اعتني بتحفيظ هذا الغلام القرآن، و علمه القراءات، و حَوِّل إليه كتبي بعد مماتي قال فكأن الشيخ كان يعلم أن سيتحمل هذا الغلام في مستقبل أيامه تبعات مشيخة المقارئ".
و كان الشيخ رجَّاعًا إلى الحق متى استبان له.
و من سماته الظاهرة قوة الحافظة و سعة الإطلاع و القدرة الفائقة على الإقراء و التأليف نثرًا و نظمًا، يلمس ذلك من وقف على إنتاجه الغزير في التأليف لاسيما في فتح الكريم وشروحه، وعزو الطرق، وقال الشيخ الهنيدي تلميذ الشيخ أنه كان يقرأ على الشيخ المتولي في دار الكتب في علم القراءات و المتولي يعد علي بسبحة في يده، فإذا فرخ الهنيدي من القراءة نظم المتولي ما سمع في الحال.
و قال الهنيدي أنه كان الشيخ المتولي جالسًا في الأزهر يُقْرِئ القرآن فجاءه أحد العلماء؛ كي يُعَجِّزَه، فسأله عن عدة مسائل في العلوم الشرعية و العربية، و المتولي يسمع ما يلقي عليه من الأسئلة، فلما انتهى قال له المتولي: أجيبك نثرًا أو نظمًا؟ فبهت السائل.
تلكم بعض الأخلاق و الشمائل الحميدة، و المثل و القيم النبيلة، التي تحلى بها، و سعى إليها , و لقد أهلته لمكانة علمية عالية , و أكسبته ثناءاً حسنًا في الدنيا , أسأل الله أن يجعل كتابه في عليين آمين.
ـ[المتولى]ــــــــ[10 - 03 - 09, 04:07 م]ـ
مكانته العلمية و ثناء العلماء عليه:-
لما أتم المتولي حفظ القرآن الكريم التحق بالأزهر فتعلم العلوم الشرعية و العربية، ثم اهتم بعلم القراءات خاصة اهتماما بالغا، فحفظ المتون الأساسية فيه، و هي المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه، و تحفة الأطفال في التجويد، و الشاطبية في القراءات السبع، و الدرة في القراءات الثلاث المتمة للعشر، و الطيبة في القراءات العشر، و عقيلة أتراب القصائد في علم الرسم و النهاية في القراءات الشاذة , واشتغل بتلقي القراءات و تلقينها و التأليف فيها حتى فاق أقرانه. فلقب في زمانه ب (ابن الجزري الصغير) و نعت ب (خاتمة المحققين) ثم انتهت إليه مشيخة المقارئ و الإقراء بالديار المصرية سنة (1293هـ – 1876م)، و مما يشهد على تفوقه على أقرانه،
¥