تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال مؤرّخ الأندلس أبو مروان بن حَيّان: «كان ابن حزم حاملَ فنون ... وكان لا يخلو في فنونه من غلطٍ، لجرأته في الصِّيال على كل فن. ولم يكن سالماً من اضطرابٍ في رأيه».

قال ابن حجر عن ابن حزم الأندلسي في لسان الميزان (4\ 198): «كان واسع الحفظ جداً. إلا أنه لثقته بحافظته كان يَهجُمُ على القول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الراوة، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة».

وقال ابن كثير أيضاً: «ورأيتُ في ليلة الإثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة الشيخ محي الدين النووي رحمه الله فقلت له: يا سيدي الشيخ لِمَ لا أدْخلتَ في شرحك المهذب شيئاً من مصنفات ابن حزم؟ فقال ما معناه: أنه لا يحبه. فقلت له: أنت معذور فيه فإنه جمع بين طرفيْ النقيضين في أصوله وفروعه أما هو في الفروع فظاهريّ جامد يابس وفي الأصول قول مائع قرمطة القرامطة وهَرَس الهرائسة. ورفعت بها صوتي حتى سمعت وأنا نائم ثم أشَرْتُ له إلى أرض خضراء تشبه النخيل بل هي أرْدأ شكلاً منه لا يُنتفع بها في اسْتغلال ولا رعي فقلت له: هذه أرض ابن حزم التي زرعها. قال: أنظر هل ترى فيها شجراً مثمراً أو شيئاً يُنتفع به؟ فقلت: إنما تصلح للجلوس عليها في ضوء القمر. فهذا حاصل ما رأيته. ووقع في خلدي أن ابن حزم كان حاضرنا عندما أشرْت للشيخ محيي الدين إلى الأرض المنسوبة لابن حزم وهو ساكت لا يتكلم».

قال ابن حجر الهيتمي في "فصل الخطاب" (ص196): «ابن حزم حمله تعصّبه لمذهبه الفاسد الباطل في إباحة الأوتار وغيرها، إلى أن حكم على هذا الحديث (يعني حديث البخاري: ليكونن من أمتي قوم يستحلون الخز والحرير والخمر والمعازف) وكل ما وَرَدَ في الملاهي بالوضع. وقدْ كذَب في ذلك وافترى على الله وعلى نبيه وشريعته. كيف وقدْ صَرّح الأئمة الحفاظ بتصحيح كثير من الأحاديث الواردة في ذلك. ولقد قال بعض الأئمة الحفاظ أن ابن حزم إنما صَرَّح بذلك تقريراً لمذهبه الفاسد في إباحة الملاهي. وإن تعصّبه لمذهبه الباطل أوْقعه في المجازفة والاشتهار، حتى حَكَمَ على الأحاديث الصحيحة من غير شك ولا مَريّة بأنها موضوعة. وقد كذب وافترى. ومن ثُمّ قال الأئمة –في الحطّ عليه– أن له مجازفات كثيرة وأمور شنيعة نشأتْ من غلظه وجموده على تلك الظواهر. ومن ثم قال المحققون: أنه لا يُقام له وزن ولا يُنظر لكلامه ولا يُعوّل على خلافه. فإنه ليس مُراعياً للأدلة، بل لما رآه هواه وغلب عليه من عدم تَحَرِّيه وتقواه».

قال ابن حجر في ترجمة الإمام الترمذي (صاحب "السنن") في تهذيب التهذيب (9\ 344): «قال الخليلي (عن الإمام الترمذي): "ثقةٌ متفقٌ عليه". وأما أبو محمد بن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع، فقال في كتاب الفرائض من "الإيصال إلى فهم كتاب الخصال": محمد بن عيسى بن سَوْرة مجهول! ولا يقولنّ قائلٌ لعله ما عرَفَ الترمذيّ ولا اطلع على حفظه وتصانيفه؟. فإنّ هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خَلْقٍ من المشهورين من الثقات الحُفّاظ كأبي القاسم البغوي (محدّث العراق في عصره، ت317هـ)، وإسماعيل بن محمد بن الصفّار (314هـ) وأبي العباس الأصمّ (محمد بن يعقوب، أخذ عنه أهل المشرق والمغرب ت346هـ)، وغيرهم (مثل ابن ماجة صاحب السنن). والعَجَبُ أن الحافظ ابن الفَرَضي (وهو قرطبيٌّ من بلد ابن حزم توفي قبله عام 403هـ) ذكرَهُ (أي للإمام الترمذي) في كتابه "المؤتلِف والمختلِف"، ونبَّه على قدْرِه. فكيف فات ابن حزم الوقوف عليه فيه؟!».

ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 06 - 02, 09:32 ص]ـ

لا يزال تعجبي يطول ممن يزعم أنه سلفي ومع ذلك يحظر كتب الإمام ابن حزم الذي يسميه ابن القيم منجنيق المغرب، وقال عنه صاعد بن أحمد: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، بل أئمة السلف في هذا العصر كا لإمام الكبيروالفقيه الشهير أحمد محمد شاكر كان يثني على كتب ابن حزم بل شارك في اخراج البعض منها وكان يوصفه بالإمام الحجة، وكذا شيخنا الإمام الكبير فقيه البدن الألباني كان يثني على ابن حزم وينصح بكتبه ويصفه بالأمام الكبير ويكثر من النقل عنه في كتبه حتى نسب إلى ابن حزم واتذكر عندم زار الشيخ مدينة الخبر وجه إليه سؤالا: هل انت ظاهري؟ فأجاب رحمه الله بقوله: إن كنت تعني بالظاهري،أي اقلد ابن حزم، فأنا لست ظاهريا، وإن كنت تعني بالظاهري (اي اخذ بظاهر الكتاب والسنة) فأنا كذلك ومن المعظمين للإمام ابن حزم الإمام ا: لكبير محدث اليمن مقبل بن هادي الوادعي تجد ذلك في كتبه واشرطته، انظر المقترح في أجوبة بعض أسئلة المصطلح (ص 144) و غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل (ص119)

قلت: عبد الحق التركماني الذي يظهرعليه أنه سلفي الإعتقاد، فقد علق على كلمة ابن حزم في (الأخلاق والسير) وقف العلم عند الجهل بصفات الباري _عز وجل _ بقوله: يجب تقييد هذا الكلام بكيفية صفات رب العالمين، وحقيقتها على الوجه الذي هي عليه في نفس الأمر، فهذا مما لا سبيل إلى العلم به وإدراكه، بل نفوضه ولا نخوض فيه. أما العلم بإثبات صفاته _عز وجل _ وكونها موجودة حقيقة، فهذا مما لانجهله، بل نعلمه، ونوقن به، ونثبته، بالفطرة، والشرع، والعقل وآثارها العظيمة في الآفاق والأنفس. فهذا أشرف العلوم وأعظمها، وهو من أصول التوحيد، ومن أركان عقيدة الإسلام، وقد قام الرسل _ صلوات الله تعالى عليهم _ ببيانه أوضح بيان وأجله، وكيف يمكن أن يستقر الإيمان في قلب العبد، وتصلح حياته، مع جهله بربه وسيده،وأسمائه وصفاته؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير