وسمعته يقول ولدت سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
وكان قد أخرج لنا فروعًا بخطه قد كتبها من حديث شيوخه المتأخرين عن متقدمي البغداديين الذين في طبقة عباس الدوري ونحوه .. فظننت أن الغفلة غلبت عليه .. لأنه لم يكن من أهل الحديث حتى حدثني عبد السلام بن الحسين الدباس وكان لا بأس به قال دخلت على الأهوازي وبين يديه مجموع قد نقل منه أخبارا إلى مواضع متفرقة من كتبه وآثارًا أتى لكل خبر إسنادًا .. مات سنة ثمان عشرة وأربعمئة.
الثانية: عبدالله بن خراش .. ذاهب الحديث في حديثه مناكير .. لكن لم أر من اتهمه غير ابن عمار.
الثالثة: زيد بن الحريش .. زعم ابن القطان أنه مجهول لحال .. واعتمد المحقق على قوله .. والرجل معروف ترجم له ابن أبي حاتم فقال: زيد بن الحريش نزيل البصرة روى عن عمران بن عيينة روى عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني.
وذكره ابن حبان في (الثقات): وقال: ثنا عنه عبد الله بن أحمد بن موسى القاضى عبدان ربما أخطأ.
فابن حبان عرفه إذا هو من طبقة شيوخ شيوخه .. والمحقق مشى على قاعدة المتأخرين ..
الرابعة: لم يشر المحقق لشهر بن حوشب على أنه علة في الإسناد .. وفيه كلام طويل .. وعنده وهم وخطأ .. لا يُسكت عن مثله في سند فرد مداره عليه كمثل هذا .. حتى وإن كان في الإسناد من هو أولى بالحمل عليه منه.
الخامسة: في التخريج قصور بين .. فلم يذكر طرق الحديث الأخرى ولم يشر لكلام العلماء عليه .. ففي الباب ما يدل على أن له أصل يقويه .. وقد حسنه بعضهم .. فلا ينبغي والحالة هذه أن يهمل الكلام على جميع طرقه وبيان الراجح في المسألة.
لطيفة: (جاهل متعالم) حضرت قبل عشرة أعوام خطبة في أحد المساجد الكبيرة .. فلما ارتقى الخطيب المنبر .. شرع في خطبة عصماء .. مدارها على هذا الحديث .. وصحفه تصحيفًا فاحشًا بنى عليه الخطبة بتمامها .. فقال: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوٌ له)).
فصحف آخر كلمه فجعلها (عدوٌ له) .. (من العداوه) .. ثم بين أن بعض من يحمل هذا العلم إنما هم أعداء لهذا الدين يتلبسون بالعلم للكيد لأهله .. فعجيب أيما عجب من جهل هذا الخطيب واستخفافه بالعلم .. وتأويله لهذا الحديث بشيء يرده عليه آخره ..
وصدق الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم ويظهر الجهل ..
ورفع العلم بموت العلماء .. وتسنم من ليس من أهل العلم مناصب الفتيا والخطابة والدعوة .. وذهب العلماء وأصبح الميدان للجاهلين .. الذين يتأولون النصوص على غير مقاصدها .. كما حصل من هذا الرجل .. الذي عمد إلى هذا الحديث فتأوله .. فنادى على نفسه بالجهل .. وأنه ممن قصده هذا الحديث ..
ولكم أن تعجبوا .. إذا علمتم أنه من رؤوس الناس اليوم في بلدي!!.
فائدة/ قال الشعبي: لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلاً .. والجهل علمًا ..
(فالله المستعان .. وإليه المُشتكى .. ولا حول ولا قوة إلا به).
وكتب محبكم / يحيى العدل بعد ظهيرة السبت الرابع من ربيع الآخر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
وإلى نظرة أخرى. (إن شاء الله تعالى).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 06 - 02, 11:01 ص]ـ
الأخ يحيى العدل حياك الله وبياك:
الذي أعرفه من مذهب الشيخ عبدالله الجديع حفظه الله أنّه يحسّن حديث شهر بن
حوشب وله رسالة في هذا الموضوع كانت قبل أكثر من عشر سنوات عندي ولا أجدها الآن لكنّها من المؤكد أنّها موجودة عند أحد طلبة العلم من اهل بلدنا، وخلاصة الموضوع أنّ الشخ عمرو عبدالمنعم قد يكون تبع شيخه عبدالله الجديع
في هذا الموضوع، والله الموفق.
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[17 - 06 - 02, 04:44 م]ـ
من يحيى (العدل) .. إلى الأخ الفاضل الدارقطني .. سلام عليك أما بعد .. فهمت مرادك .. وأنا أحترم وجهات النظر المخالفة ..
لكن الذي أراه أنه لا يسلم لقائل في هذه العصر بالتحسين لرجل مختلف فيه عند المتقدمين (مطلقًا) .. إلا بشرط أن يكون ذلك قائمًا على السبر والتتبع لكل حديثه ..
وشهر يمثل به على من كثر الخلاف حوله .. وقد سبر حديثه بعض المتقدمين .. ثم كانت النتيجة أنه ضعفه ..
فالراجح في حال مثله .. الحكم على كل حديث وفق ما تقتضيه القواعد الحديثية .. بالنظر للمتابع .. ليتبين الحكم الصواب لكل حديث على حده .. وهذا فيه احتياط للسنة النبوية ..
أما من اعتمد في الترجيح على مجرد الموازنة بين أقوال أهل العلم .. فلم يصنع شيئًا ذابال .. ولا يحق له الترجيح بناءً على ذلك .. وإن فعله كثير من الناس.
والله يرعاكم.
سؤال أخي الفاضل .. هل لك اتصال بالدكتور حاكم عبيسان .. والدكتور عواد بن برد .. إذا أمكن عنوانيهما أو تلفونيهما .. أكن لك من الشاكرين ..
وكتب محبك / يحيى (العدل) في 6/ 4/1423هـ.
ـ[ابن معين]ــــــــ[18 - 06 - 02, 06:13 م]ـ
أخي الفاضل (يحيى العدل) وفقه الله.
أشكل عليّ في جوابك للأخ (الدارقطني) قولك: (أما من اعتمد في الترجيح على مجرد الموازنة بين أقوال أهل العلم .. فلم يصنع شيئًا ذابال .. ولا يحق له الترجيح بناءً على ذلك .. وإن فعله كثير من الناس).
فما هو عمل المتأخرين من المحدثين إلا الموازنة بين أقوال أهل العلم؟!! وعلى هذا سار أئمة الحديث كالذهبي وابن حجر وغيرهما إلى زماننا هذا، وكيف لمن تأخر أن يستقرأ أحاديث كل الرواة المختلف فيهم!!
وأما الأخذ بأقوال من ضعف هذا الراوي لأنه ضعفه بناء على استقراء حديثه فأقول: الأصل في جميع المتكلمين في الرجال من أئمة الحديث المتقدمين أنهم يحكمون على الراوي من خلال استقراء حديثه والموازنة بين ما أصاب فيه وبين ما أخطأ فيه، سواء من وثقه أو من ضعفه.
آمل أن يكون سؤالي واضحاً وأن أجد منكم جواباً شافياً؟
والله يحفظكم ويرعاكم.
¥