الثالث: قولهما: ((أما التدليس، فلم نجد أحداً وصفه به)).
نقول: هذا قصور وتسرع؛ فقد وصفه الكرابيسي بالتدليس (تهذيب التهذيب 12/ 82).
ـ[ماهر]ــــــــ[02 - 09 - 02, 11:52 م]ـ
452 – (5870 تحرير) محمد بن دينار الأزديُّ، ثم الطَّاحِيُّ، بمهملتين أبو بكر بن أبي الفُرَات البصري: صدوقٌ، سيِّئ الحفظ، ورمي بالقدر، وتَغَيَّر قبل موته، من الثامنة. د ت.
تعقباه بقولهما: ((بل: ضعيف يُعتبر به في المتابعات والشواهد فقد ضعَّفه أبو داود وذكر أنه تغير قبل موته، والدارقطني، وأبو زرعة الرازي في رواية، حيث قال: ضعيف الحديث جداً، وقال في رواية أخرى: صدوق. وكذلك اختلف فيه قول ابن معين، فقال مرة: ضعيف وقال مرة: ليس بالقوي، وقال مرة: ليس به بأس، وقال مرة: ثقة. واختلف فيه قول النسائي أيضاً، فقال مرة: ضعيف، وقال مرة: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في " الثقات " و " المجروحين "، فلم يُؤْثَر تحسين القول فيه إلا عن أبي حاتم، حيث قال: لا بأس به. وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث من منكراته: ولمحمد بن دينار غير ما ذكرت، وهو مع هذا كله حسن الحديث، وعامة حديثه ينفرد به)).
? قلنا: بانَ لنا من خلال عملنا في هذا الكتاب أن المحررين شعارهما التسرع وديدنهما عدم التدقيق والتأني، فهما إذا وجدا كلمة يظن بها خطأ ابن حجر قالا بها قبل أن يَسبرا غورها، ويعرفا دقتها، ويتوثقا صحتها. وإن كان غير ذلك عمّيا الأمر على من لم يكن هذا الأمر من صنعته.
فقولهما: ((ضعّفه أبو داود)) تدليس قبيح، فأبو داود إنما قال عنه: ((كان ضعيف القول في القدر)) (تهذيب التهذيب 9/ 155)، وهذه كلمة مدح لا ذم، يعني بها أنه كان على غير سنة البصريين من الإغراق في القول بالقدر.
ومع ذلك فابن معين، حسن حاله في ثلاث روايات مقابل واحدة. وكذلك حسن النسائي القول فيه في رواية، وكذا أبو زرعة، وأبو حاتم وابن عدي وقال البرقاني: وسألت أبا الحسين بن المظفر عنه فقال: لا بأس به، وقال العجلي: لا بأس به. (تهذيب التهذيب 9/ 155 – 156).
وقال ابن القطان (بيان الوهم والإيهام 3/ 110 عقيب 803): ((محمد بن دينار الطاحي: صدوق، ليس به بأس))، وردَّ على ابن معين تضعيفه له فقال: ((ويُروى عن ابن معين استضعاف حديثه، وذلك – والله أعلم – بقياسه إلى غيره ممن هو فوقه، وإلا فقد روي عنه أنه قال فيه: لا بأس به وقد قال عن نفسه: كل من قلت: ((لا بأس به))، فهو عندي ثقة)).
وقال الذهبي (الكاشف 2/ 169 الترجمة 4839): ((حسَّنوا أمره)). واقتصر في ديوان الضعفاء والمتروكين (2/ 295 الترجمة 3698) على قوله: ((قال ابن عدي: حسن الحديث)).
فبعد هذا كله نقول للمحررين المتعقبين: ألم يؤثر تحسين القول فيه، إلا عن أبي حاتم؟ فإما أن يكون هذا من تسرعكما الواضح، أو إهمالكما للكثير من أقوال الأئمة التي تخالف مذهبكما في الراوي؟ ثم ألا يخول هذا كله للحافظ ابن حجر أن يقول فيه: ((صدوق))، مع أنه ما أطلقها، ولكنه تسرع المتعقب وتوهم الخطأ. نسأل الله السلامة والصدق.
ـ[ماهر]ــــــــ[02 - 09 - 02, 11:52 م]ـ
363 – (4013 تحرير) عبد الرحمن بن مَغْراء، بفتح الميم وسكون المعجمة ثم راء، الدَّوْسي، أبو زهير الكوفي، نزيل الري: صدوق تُكلم في حديثه عن الأعمش، من كبار التاسعة، مات سنة بضع وتسعين. بخ 4.
تعقباه بقولهما: ((هو: صدوق حسن الحديث، إلا في روايته عن الأعمش، فهو ضعيف، قال أبو زرعة: صدوق، وقال ابن معين والذهبي: لم يكن به بأس، ووثقه أبو خالد الأحمر. لكن قال علي ابن المديني: ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ست مائة حديث، تركناه، لم يكن بذاك، وقال ابن عدي: ((وهذا الذي قاله علي ابن المديني هو كما قال، إنما أنكرت على أبي زهير هذا، أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم)). وقال أبو أحمد الحاكم: حدَّث بأحاديث لم يتابع عليها)).
¥