تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشعراني الصوفي عن ابن عربي: (وجميع ما عارض من كلامه ظاهر الشريعة وماعليه الجمهور فهو مدسوس عليه)! (اليواقيت والجواهر، 1/ 9). وقال أيضا: (كذب من دس في كتاب الفصوص والفتوحات أن الشيخ محيي الدين ابن عربي قال بأن أهل النار يتلذذون بالنار .... الخ). (السابق، 2/ 205).

وقال الحصكفي في الدر المختار: (الذي تيقنته أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس الله سره)!! وأيده ابن عابدين في حاشيته (3/ 303)!

وقال الشيخ عبدالقادر عيسى مدافعًا عن ابن عربي وإخوانه من الملاحدة: (ومنهم من أراد أن يُفسد دين المسلمين بأشياء أخر تمس عقائدهم؛ فنسب إلى بعض رجال الصوفية أقوالا تخالف عقيدة أهل السنة؛ كالقول بالحلول والاتحاد، وبأن الخالق عين المخلوق، والكون عين المكوّن ..... الخ). (حقائق عن التصوف، ص 494 - 515).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

قلت: قد أجاد العلماء والعقلاء من الباحثين عندما بينوا تهافت هذا الاعتذار الساذج عن زنادقة التصوف الذين كانوا يُجاهرون بكفرياتهم ويملؤن بها الأسفار والأشعار.

يقول الدكتورمحمد الأنور البلتاجي في كتابه " الله توحيد وليس وحده " (ص 98 - 100):

(وأول ما يدفع به الصوفيون إنكار المنكرين على ابن عربي، هو زعمهم بأنه قد دُست عليه الكثير من الآراء التي لم يقلها!!

يقول الشعراني – وهو من أقطاب الصوفية-: "وقد توقفت حال الاختصار –يعني للفتوحات- في مواضع كثيرة منه، ولم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة، فحذفتها من هذا المختصر، وربما سهوت فتبعت ما في الكتاب، كما وقع للبيضاوي مع الزمخشري، ثم لم أزل كذلك أظن أن المواضع التي حذفت ثابتة عن الشيخ محيي الدين، حتى قدم علينا الأخ العالم الشريف شمس الدين السيد محمد ابن السيد أبي الطيب –المتوفى عام 955هـ- فذاكرته في ذلك، فأخرج إليّ نسخة من الفتوحات التي قابلها على النسخة التي عليها خط للشيخ محيي الدين نفسه بـ"قونيه"، فلم أر فيها شيئاً مما توقفت فيه وحذفته، فعلمت أن النسخ التي في مصر الآن كلها كتبت من النسخة التي دسوا على الشيخ فيها ما يخالف عقائد أهل السنة والجماعة، كما وقع له ذلك في كتاب الفصوص وغيره"!!

ونحن نقول: هكذا الشأن معهم دائماً: الإنكار، ثم التشكيك، ثم التأويل!!

ولنا في هذا تجربة:

حدث ذلك عندما نقلنا عن "الطبقات الكبرى" للشعراني بعض النصوص التي تخالف العقيدة، ولا تتفق مع بدائه العقول، لمناقشتها في كتابنا "من وصايا القرآن الكريم"؛ فقوبلنا أولاً بالإنكار. إذ نفوا وجود هذه الأفكار التي تعرضنا لها، بل وأنكروا وجودها تماماً، معتمدين في ذلك على ندرة هذه المراجع أو ارتفاع أثمانها، بحيث يتعذر الحصول عليها أو الرجوع إليها!!

فلما جابهناهم بالمراجع التي أخذنا عنها، عمدوا إلى التشكيك، فادعوا أنها من الدخيل عليهم مما دسه خصوم الشعراني عليه!!

فلما قلنا: كيف يكون هذا، وأنتم تعتمدون على هذه المراجع نفسها، تنقلون عنها وتحتجون بها؟!

أيكون الدليل صحيحاً إذا كان في أيديكم، ثم يصبح هذا الدليل نفسه زائفاً إذا انتقل إلى أيدينا؟!

ولماذا لم ترفعوا هذا الدخيل المدسوس من مراجعكم إذا كان ما تدعون صحيحاً؟!

عندئذ لجأوا إلى التأويل، فقالوا: إن هذه النصوص تحوي من المعاني الباطنة والعلوم اللدنية ما لا يدركه سوى الخواص من الصوفيين –لأنهم أهل الحقيقة- أما طبقة العوام وهم أهل الشرعية فإنهم لن يصلوا أبداً إلى أسرار هذه الأفكار لكونها محجوبة عنهم!!

وهكذا دأبهم دائماً!!

ويذهب البعض –ومنهم الشيخ محمد عبده، والدكتور محمد حسين الذهبي- إلى أن تفسير ابن عربي القرآن الكريم من عمل عبد الرزاق القاشاني، ونسبه لابن عربي ترويجاً له بين الناس، وتشهيراً له بشهرة ابن عربي!!

ويقول الشيخ محمد عبده: "وقد اشتبه على الناس فيه -أي في التفسير الإشاري- كلام الباطنية بكلام الصوفية، ومن ذلك: التفسير الذي ينسبونه للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، وإنما هو للقاشاني الباطني الشهير، وفيه من النزعات ما يتبرأ منه دين الله وكتابه العزيز". (تفسير المنار، ج 1 ص 18).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير