تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن حرص على هذه العلوم النافعة، واستعان بالله أعانه وبارك له في علمه، وطريقه الذي سلكه. ومن سلك في طلبه للعلم غير الطريقة النافعة، فاتت عليه الأوقات، ولم يدرك إلا العناء، كما هو معروف بالمشاهدة والتجربة.

أما الثاني وهو العمل الصالح، فالعمل الصالح هو الذي جمع الإخلاص لله،والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .. " (1)

وفي الشقاق النعمانية في ترجمة علاء الدين علي بن محمد القوشجي رحمه الله تعالى:"وقد جمع عشرين متناً في مجلدة واحدة، كل متن من علم، وسماه " محبوب الحمائل " وكان بعض غلمانه يحمله ولا يفارقه أبداً، وكان ينظر فيه كل وقت، يقال إنه حفظ كل مافيه من العلوم " (2)

وكثير من الناس ثكلوا الوصول بتركهم الأصول، وحقه أن يكون قصده من كل علم يتحراه التبلغ به إلى مافوقه حتى يبلغ به النهاية.

قال بعضهم:

ومايغني التندم ياخليليبما ضيّعت من حفظ الأصولِ (3) لقد أصبحتُ في ندمٍ وهَمٍمُنعت من الوصول إلى مَرامي

أسباب النسيان:

للنسيان أسباب كثيرة منها:ـ

1 ـ الإستهانة بأداء فرئض الله وتعدي حدوده.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها.

وقال الضحاك بن مزاحم رحمه الله تعالى: مامن أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه وذلك بأن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشورى ـ30) ونسيان القرآن من أعظم المصائب.

وسئل سفيان بن عيينة: هل يسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟! قال: ألم تسمع قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} (المائدة ـ 13).

2 ـ كثرة الأكل.

3 الإجهاد والسهر المضني.

4 ـ كثرة الاهتمام بأمور الدنيا والانشغال عن مراجعة المحفوظ (1).

الحافظ عند المحدثين:

قال ابن سيد الناس رحمه الله تعالى:" وأما المحدث في عصرنا فهو: من اشتغل بالحديث رواية، ودراية، وجمع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه، واشتهر فيه ضبطه، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه،وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون مايعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله منها، فهذا هو الحافظ .. " (1)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ـ في النكت على ابن الصلاح ـ: للحافظ في عرف المحدثين شروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً:

1 ـ وهوا لشهرة بالطلب والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف.

2 ـ والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم.

3 ـ والمعرفة بالتجريج والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون مايستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره مع ا ستحضار الكثير من المتون.

فهذه الشروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً (1).

والحفاظ من المحدثين كثيرون. وقد ذكر ابن الجوزي جماعة منهم ورتبهم على حروف المعجم في كتابه " الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ" فانظرهم هناك (1).

تربية الصبيان على الحفظ:

ينبغي لولي الصبي أن يجتهدمعه في التحفظ للقرآن، وسائر العلوم، في صغره،وكذا كل مبتدئ في طلب العلم، حتى يكون الحفظ سهلاً على الطالب، لأن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر.

وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً وموقوفاً:" حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر، وحفظ الرجل بعدما يكبر كالكتابة على الماء " وهو صحيح من حيث المعنى وإن لم يصح من جهة الرواية. (1)

" المتن "

· تعريف المتن لغة:

· تعريف المتن اصطلاحاً.

· تعريف الأصل في اللغة.

· أقسام المتون.

· المتون بين المدح والقدح.

· عدم الاعتماد على الكتب.

" المتن "

تعريف المتن لغة:

المتن بفتح الميم، وسكون المثناة الفوقية.

قال ابن فارس:" الميم والتاء والنون، أصل صحيح واحد يدل على صلابة في الشيء مع امتداد وطول" (1)

ويطلق المتن في اللغة على عدة معانٍ منها:ـ

1 ـ الحلف، يقال متن لي بالله أي حلف.

2 ـ النكاح.

3 ـ الضرب بالسوط في أي موضع كان.

4 ـ الذهاب في الأرض.

5 ـ المد، وقد متنه متناً إذا مدّه.

6 ـ ماصلب من الأرض وارتفع واستوى كالمتنة.

7 ـ الرجل الصلب القوي.

8 ـ اللفظ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير