إلى غير ذلك من المعاني (1).
تعريف المتن اصطلاحاً:
جرى إطلاقه عند أهل العلم على مبادئ فنمن الفنون تكثف في رسائل صغيرة غالباً وهي تخلو في العادة من كل مايؤدي إلى الاستطراد أو التفصيل كالشواهد والأمثلة إلا في حدود الضرورة وذلك لضيق المقام عن استيعاب هذا ونحوه، لذلك عدت المتون أقل ألفاظاً الأحسن في ذاتها والأكثر قبولاً عند الدارسين (1).
وعرف صاحب " قصد السبيل "بأنه: الكتاب الأصلي الذي يكتب فيه أصول المسائل، ويقابله الشرح، مولد لم يرد عن العرب،وإنما هو مما نقله العرف تشبيهاً له بظاهر الظهرالذي هو معنى المتن الأصلي في القوة والاعتماد عليه (1).
وعُرّف بأنه: خلاف الشرح والحواشي (1).
قال في المدخل الفقهي العام:" وقد سموا به في الاصطلاح هذه المختصرات العلمية، لأنها تتضمن المسائل الأساسية للركوب والحمل" (1).
ويطلق المتن ويراد به ماينتهي إليه السند من الكلام، قال الحافظ في شرح النخبة:" والمتن هو غاية ماينتهي إليه الإسناد من الكلام " (1).
تعريف الأصل في اللغة:
قال في المصباح المنير:" أصل الشيء أسفله، وأساس الحائط أصله، واستأصل الشيء ثبت أصله وقوى، ثم كثر حتى قيل أصل كل شيء ما يستند وجود ذلك الشيء إليه، فالأب أصل للولد .. " (1).
وقال في القاموس:" الأصل: أسفل الشيء كاليأصول جمع أصول، وآصل،وأصُل ككرم صار ذا أصل، أو ثبت ورسخ أصله كتأصل، و ـ الرأي الجاد " (1).
أقسام المتون:
تنقسم المتون إلى قسمين:
1 ـ متون منثورة، وهي الأكثر.
2 ـ متون منظومة في أبيات الشعر يسمى الشعر التعليمي، وتكون غالباً من بحر الرجز (1)، وقد تكون من غيره.
والرجز بحر معروف من بحور الشعر، وتسمى قصائده الأراجيز واحدتها أرجوزة ويسمى قائله راجزاً.
وإنما سمي الرجز رجزاً لأنه تتوالى فيه حركة وسكون، ثم حركة وسكون، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعدتها، وهو أن تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن. ويقال لها حينئذٍ رجزاء.
والرجز ديوان العرب في الجاهلية والإسلام، وكتاب لسانهم،وخزانة أنسابهم وأحسابهم. (1)
وهذا النوع من النظم " الشعر التعليمي " نظم علمي يخلو من العواطف،والأخيلة،ويقتصر على الأفكار، والمعلومات،والحقائق العلمية المجردة.
وهذه المنظومات العلمية تنقسم إلى قسمين:
1 ـ منظومات في علم معين استقلالاً، كملحة الإعراب للحريري،وألفية ابن مالك في النحو .. إلخ.
2 ـ منظومات لمتن معين مثل ألفية العراقي نظم مقدمة ابن الصلاح،ونظم العمريطي لمتن الورقات، ولمتن الآجرومية، ونظم زاد المستقنع،وجمع الجوامع .. إلخ.
والمتون موجودة من قديم الزمان،ولكنها لم تعرف بهذا الاسم، بل باسم المختصرات،مثل مختصر الخرقي عمر بن الحسين الخرقي المتوفي سنة (334هـ) رحمه الله تعالى.
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا في كتابه المقنع في شرح مختصر الخرقي:" وكان بعض شيوخنا يقول: ثلاثة مختصرات، في ثلاثة علوم، لا أعرف لها نظائر: الفصيح لثعلب، واللمع لابن جني، وكتاب المختصر للخرقي، فما اشتغل بها أحد وفهمها كما ينبغي إلا أفلح" (1)
ثعلب: هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني مولاهم المتوفي سنة (291هـ) رحمه الله تعالى.
ابن جني: هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي المتوفي سنة (1392هـ) رحمه الله تعالى.
وكان الغرض منها حكيماً، وهو جمع المسائل الأولية البسيطة في متون صغيرة، بعبارة سهلة، لتكون بداية لشُداة الفقه (1) على نحو الآجرومية في علم النحو.
لكنها لم تستمر كذلك، بل بالغ بعض المتأخرين في إيجاز بعض المتون إلى درجة الإلغاز،ولكن هذا الصنف غير مراد في بحثنا هذا.
وقد اقتضت الحاجة التعليمية وجود منهج يسير عليه الطالب، وهو:
1 ـ المتن الذي هو الأساس الذي يبني عليه الطالب علمه في كل فن بحسبه.
2 ـ شرح لهذا المتن.
3 ـ حاشية على هذا الشرح.
4 ـ تقرير على الحاشية.
المتون بين المدح والقدح:
¥