تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان فقهاء الديار النجدية يرجعون فيما يشكل عليهم إلى ما ألفه الحنابلة من مؤلفات فقهية في الشام ومصر. والتي كان من أشهرها مؤلفات الشيخ عبدالله بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي ثم الصالحي المتوفى سنة 618هـ والذي كانت مؤلفاته متسلسلة حسب مستوى الدارس. فطالب العلم المبتدئ يدرس كتاب "العمدة" فإذا أتمه انتقل إلى الدراسة في كتاب "الكافي". فإذا أكمله ورغب في التوسع ومعرفة آراء الفقهاء وأدلة كل رأي في الكتاب والسنة فإنه يدرس كتاب "المغني" ولم يستكف ابن قدامة بهذه المؤلفات الفقهية الأربعة. بل ألف في أصول الفقه كتاب "روضة الناظر وجنة المناظر" وبذلك جمعت كتب ابن قدامة المقدسي الفقه وأصوله وتدرجت فيها حسب مستوى الطالب. وقد طبعت مؤلفات ابن قدامة المقدسي (العمدة – الكافي – المقنع – المغني – روضة الناظر) عدة طبعات. ولعل أقدم الطبعات لهذه الكتب كانت على نفقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حيث ضم المغني إلى الشرح الكبير في 12 مجلدًا كبيرًا وتولت طباعته دار المنار بالقاهرة في العقد الرابع من القرن الرابع عشر. كما تولى الشيخ علي آل ثاني حاكم قطر طباعة قسم من هذه المؤلفات على نفقته. ووزعت هذه الطبعات على طلبة العلم الشريف مجانًا. ولم يكتف العلماء بما ألفه ابن قدامة بل جاء من بعده أناس ألفوا مؤلفات فقهية أخرى منها مختصر وآخر متوسط وثالث أميل إلى التوسع والاستيعاب, فهناك مختصر الخرقي, وزاد المستنفع في اختصار المقنع, وأخصر المختصرات ودليل الطالب إلى أهم المطالب بالنسبة للكتب المختصرة, وهناك المنتهى وغاية المنتهى والإقناع وغيرها بالنسبة للكتب المتوسطة, وهناك الإنصاف في مسائل الخلاف الفروع وغيرها بالنسبة للكتب الموسعة.

وقد طبعت هذه الكتب الفقهية عدة طبعات على نفقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وعلى نفقة آل ثاني حكام قطر وغيرهم. وقد استفاد منها طلبة العلم وهذه الكتب المختصرة والمتوسطة والموسعة وضع عليها شروح وحواشٍ وتعليقات. وقد ألف الشيخ عبدالله بن علي بن محمد بن عبد الله بن حميد المتوفى عام 1346هـ كتابًا عدد فيه أسماء الكتب التي ألفها فقهاء الحنابلة طبع أخيرًا بعد تحقيقه. ويوجد منه نسخة مخطوطة في المكتبة السعودية بالرياض واسمه (الدار المنضد في أسماء كتب الإمام أحمد).

والشيخ عبدالله بن علي بن محمد بن عبدالله ابن علي بن عثمان بن علي بن حميد بن غانم من آل ابن غانم. ولد في بلدة عنيزة سنة 1293هـ. ثم انتقل بصحبة والده إلى مكة. حيث تولى إفتاء الحنابلة بعد وفاة جده الشيخ محمد بن عبدالله بن حميد, نشأ في مكة وقرأ على علمائها حتى أدرك لاسيما في الفقه, وقام بعدد من الرحلات أثناء دراسته العلمية إلى المدينة وعنيزة. ثم تولى إفتاء الحنابلة وإمامة المقام الحنبلي بعد الشيخ أبي بكر خوقير. ودام فيها إلى أن قام الشريف حسين بالثورة على الدولة التركية, فجعل مكانه الشيخ عمر باجنيد الشافعي فعاد إلى عنيزة. وبعد مدة عاد إلى مكة ومكث بها إلى أن توفي وكانت وفاته في الطائف في اليوم الواحد والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1346هـ. وله أيضًا كتاب (النعت الأكمل في تراجم أصحاب الأمام أحمد بن حنبل) وهو ذيل على "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" تأليف جده الشيخ محمد بن عبدالله بن حميد.

ثانيًا - المؤلفات الفقهية لعلماء نجد:

نجد هي بلاد فسيحة الأرجاء كانت خالية من الطرق المرصوفة والمعبدة, وكانت مياه الآبار غير متوفرة في الطرق. والمواصلات الوحيدة كانت سفن الصحراء, الجمال, ولم يكن هناك إذاعة أو تلفاز أو صحافة, وكانت تتركز فيها القبائل المتناثرة التي لا يربطها رابط. حتى إن كل قبيلة أشبه بدولة مستقلة عن جارتها إلى درجة كبيرة. وكانت الصحراء تحيط بها من كل جانب, ويكفينا وصف من قاموا باجتيازها من الشمال أو من الشرق أو الغرب من عرب أو مستشرقين, فقد وصف ناصر خسرو علي نجدًا في كتابه (سفرنامه)؛ تعريب يحيى الخشاب ثم تعريب البدلي من جامعة الرياض. وهو من علماء القرن الخامس الهجري توجه من الطائف إلى نجد في 23 من ذي الحجة سنة 442هـ زارها بعده ابن جبير. ثم ابن بطوطة. ثم عدد من المستشرقين ووصفوا ما يعانيه هذا الجزء الكبير من جزيرة العرب من حوادث السلب والنهب والفقر المدقع. ومع كل ذلك فقد كان علماء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير