تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Dec 2009, 05:31 م]ـ

أخانا العليمى حفظك الله

لماذا الاصرار على أن في الآية اشكالا؟.

هذا سؤال أعتقد أنى قد أجبت عنه من قبل غير ذات مرة (بدءا من المداخلة السابعة)، أجبت عنه مرات عديدة، وكان آخرها حين قلت:

كما اننى - أخى الكريم - لم أختلق هذا الاشكال اختلاقا، وانما وجدته كذلك فى الكثير من كتب التفسير، وقد عرضت نماذج عديدة منها فى مداخلاتى السابقة، فالاشكال موجود أخى الحبيب من قديم وليس وليد اليوم فحسب

ثم تقول أخى الكريم:

إنه مقام التفويض، تفويض الأمر إلى الله تعالى.

حسنا، لا بأس، ولكن من العجيب أن كثيرا ممن قالوا بالتفويض قد أثاروا نفس هذا الاشكال أيضا!!

المسيح لم يشفع وانما كان يجيب على السؤال

أجل، المسيح لم يشفع، وأنا لم أنازع فى هذا، بل أعلنت صراحة رفضى لمسألة الشفاعة جملة وتفصيلا، ولكن هذا لم يمنع نفس الاشكال من أن يظل قائما

وأما ما نقلته عن أبي سعدة:

أقول هذا كلام ساقط لأن الله كفر هؤلاء الذين يقولون بإلهية المسيح والذين يقولون بالتثليث وسماهم مشركين وتوعدهم بالعذاب الأليم

أما أن الله عز وجل قد كفر (بتضعيف الفاء) من ذكرتهم فهذا حق، وأما أنه سماهم مشركين ففى هذا نظر وتوقف واحتراز

فانك اذا جلت ببصرك فى القرآن كله فلن تجد اسم المفعول للجمع المذكر (مشركون أو مشركين) أو المؤنث (مشركات) أو حتى للمفرد (مشرك أو مشركة) قد أطلقه القرآن الكريم - ولو لمرة واحدة - على من يدين بالنصرانية، وهذا ملحظ هام لا ينتبه اليه كثير من الناس، ذلك أن بين الكفر والشرك فرق ملحوظ، وقد أفاض أهل العلم فى بيان ذلك الفرق، وذكروا أدلة كثيرة على الفرق بينهما، والكلام فى هذا شرحه يطول، وربما احتاج الى فتح موضوع مستقل لبيانه ومناقشته، ولست مستعدا لذاك الآن، ولكنى اكتفى فى عجالة سريعة بتذكيركم ببعض الآيات الكريمات التى فرقت بينهما، ثم بحكم الشرع الحنيف فى الأكل من ذبائح أهل الكتاب وفى نكاح نسائهم من دون المشركين جميعا

فأما عن الآيات فمنها قوله تعالى فى مطلع سورة البينة:

" لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة "

فهاهنا نجد مغايرة بين أهل الكتاب من جهة وبين المشركين من جهة أخرى، وهى مغايرة دل عليها حرف الواو الفاصل بينهما على أصح الأقوال

ومنها كذلك قوله تعالى فى الآية 105 من سورة البقرة:

" ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم "

وأما عن تمييز الشرع الحنيف بين أهل الكتاب والمشركين فمن المعلوم أنه قد أحل لنا الأكل من ذبائح أهل الكتاب، كما أحل لنا النكاح من نسائهم، فى حين حرم علينا الأمرين كليهما مع المشركين والمشركات، وقد ورد هذا أيضا بنص القرآن ذاته (انظر الآية الخامسة من سورة المائدة، وقارنها بالآية 221 من البقرة)

ومن هنا فان قولك عن النصارى أن الحق جل وعلا قد (سماهم مشركين) ليس بصحيح على اطلاقه أخى الكريم، أو على أقل تقدير ليس موضع اجماع من العلماء، بل فيه خلاف مشهور، وأجد نفسى تميل الى مذهب الامامين أبى حنيفة النعمان وابن حزم فى هذه المسألة، فانهما ممن فرقوا بين المشركين وأهل الكتاب

ومما يقوى هذا ويعززه جدا - فيما أرى - الآية التى نحن بصددها الآن: " وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم "

فما كان المسيح عليه السلام ليجيز لهم المغفرة وهو عالم بأنهم مشركون شركا أكبر، وعالم كذلك بأن المشركين مأواهم النار كما قال هو بنفسه فى الآية 72 من نفس السورة

أقول هذا ثم أختمه بقولى: والله أعلم وأحكم

والمثلث مشرك بالله وإن زعم أن الثلاثة واحد

ينطبق على هذا الكلام ما سبق أن ذكرته توا، حيث لم ترد لفظة (مشرك) فى القرآن كله مرادا بها النصرانى بوجه خاص

وما دام أن أبا سعدة قال عن ما ذكره من عقيدة النصارى: " خلط وتخليط " فكيف تريد أن تحل به اشكالا؟ "

أبو سعدة - يرحمه الله ويطيب ثراه - ما كان يعنى بقوله ذاك الا أصحاب اللاهوت تحديدا وحصرا، ولم يكن يعنى به العوام من النصارى

يا أخانا العليمى أرح نفسك وأرحنا معك فليس في الآية اشكال

لا تعليق لى على هذه الجملة بعد بيانى السابق فى مطلع هذه المداخلة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير