تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فوائد لغوية يحتاجها أهل التفسير]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 10:33 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه فوائد لغوية متفرقة يحتاجها أهل التفسير، وشرطي ألا أذكر إلا ما يقع فيه لبس عن بعض الدارسين، أو يترتب عليه فائدة في التفسير وبيان معاني الآيات، أو يترتب عليه حكم يحتاج المسلم إليه في العقائد والأحكام والأخلاق.

الفائدة الأولى: "إنما" في القرآن وفي كلام العرب

اشتهر عند كثير من الدارسين وطلبة العلم أن "إنما" تفيد الحصر حيث وقعت، وفي هذا الإطلاق نظر.

وبيان ذلك أن العلماء قد اختلفوا في "إنما " هل تفيد الحصر أو لا؟

وفي هذه المسألة خلاف بين علماء اللغة والأصول والتفسير، ولعل الراجح في معناها ما ذكره ابن عطية بقوله: ({إنما} لفظ لا تفارقه المبالغة والتأكيد حيث وقع، ويصلح مع ذلك للحصر، فإذا دخل في قصة وساعد معناها على الانحصار صح ذلك وترتب كقوله {إنما إلهكم اله واحد} [الأنبياء: 108، فصلت: 6] وغير ذلك من الأمثلة، وإذا كانت القصة لا تتأتى للانحصار بقيت «إنما» للمبالغة والتأكيد فقط، كقوله عليه السلام «إنما الربا في النسيئة»، وكقوله «إنما الشجاع عنترة».) انتهى من المحرر الوجيز - (3/ 149) عند تفسيره للآية الثانية من سورة الأنفال، وانظر كتاب جواهر الأدب في معرفة كلام العرب ص446.

تتمة: خصص الجرجاني في كتابه القيم "دلائل الإعجاز" مسائل في "إنما"، وبين الفرق بين " إنما " و" وما – إلا "، وذكر أن " إنما " وضعت على أن تجيء لخبر لا يجهله المخاطب ولا يدفع صحته، أو لما ينزل هذه المنزلة. ثم فسر ذلك، وذكر أمثلة له، ثم قال: (ومثاله في التنزيل قوله تعالى:" إنما يستجيب الذين يسمعون " وقوله " إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب " وقوله:" إنما أنت منذر من يخشاها "

كل ذلك تذكير بأمر ثابت معلوم .... ) إلخـ ..... كلامه انظر كتاب دلائل الاعجاز (ص335 وما بعدها)

وما ذكره من مسائل جدير بالقراءة والتأمل.

ـ[محمود سمهون]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:56 ص]ـ

بارك الله بك أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:22 ص]ـ

القانع اسم فاعل من "قَنَعَ" بمعنى سأل، وليس من "قَنِع" بمعنى رضي واكتفى بما عنده.

والمعتر: اسم فاعل من اعترّ، إذا تعرّض للعطاء، أي دون سؤال بل بالتعريض وهو أن يحضر موضع العطاء، يقال: اعترّ، إذا تعرّض.

وهذا الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين، أن القانع هو الذي يسأل، والمعتر هو الذي يتعرض للعطاء من غير سؤال.

قال الإمام ابن جرير في تفسيره جامع البيان في تأويل آي القرآن: (وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: عني بالقانع: السائل; لأنه لو كان المعني بالقانع في هذا الموضع، المكتفي بما عنده والمستغني به لقيل: وأطعموا القانع والسائل، ولم يقل: وأطعموا القانع والمعتر. وفي إتباع ذلك قوله: والمعتر، الدليل الواضح على أن القانع معني به السائل، من قولهم: قنع فلان إلى فلان، بمعنى سأله وخضع إليه، فهو يقنع قنوعا; ومنه قول لبيد:

وأعطاني المولى على حين فقره ... إذا قال أبصر خلتي وقنوعي

وأما القانع الذي هو بمعنى المكتفي، فإنه من قنعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعا وقنعانا. وأما المعتر: فإنه الذي يأتيك معترا بك لتعطيه وتطعمه.)

وقال الشنقيطي في أضواء البيان: (وللعلماء في تفسير القانع والمعتر أقوال متعددة متقاربة أظهرها عندي: أن القانع هو الطامع الذي يسأل أن يعطى من اللحم ومنه قول الشماخ:

لمال المرء يصلحه فيغني ... مفاقره أعف من القنوع

يعني أعف من سؤال الناس، والطمع فيهم، وأن المعتر هو الذي يعتري متعرضا للإعطاء من غير سؤال وطلب، والله أعلم.)

ولابن عاشور كلام جيد في هذه المسألة، حيث قال في تفسيره التحرير والتنوير: (والقانع: المتصف بالقنوع، وهو التذلل. يقال: قنَع من باب سأل. قنوعا- بضم القاف- إذا سأل بتذلل.

وأما القناعة ففعلها من باب تعب ويستوي الفعل المضارع مع اختلاف الموجب.

ومن أحسن ما جمع من النظائر ما أنشده الخفاجي:

العبد حر إن قنِع ... والحر عبد إن قنَع

فاقنع ولا تقنع فما ... شيء يشين سوى الطمع

وللزمخشري في «مقاماته»: «يا أبا القاسم اقنع من القناعة لا من القنوع، تستغن عن كل معطاء ومنوع».

وفي «الموطأ» في كتاب الصيد قال مالك: «والقانع هو الفقير».

والمعتر: اسم فاعل من اعتر، إذا تعرض للعطاء، أي دون سؤال بل بالتعريض وهو أن يحضر موضع العطاء، يقال: اعتر، إذا تعرض.)

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2010, 02:59 ص]ـ

من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..

جزاكم الله خيرا على الفوائد شيخنا الدكتور محمد ..

نتابعها فاستمروا بقدر وسعكم بارك الله فيكم

ـ[صافن]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:57 ص]ـ

واصل جزيت الفردوس الأعلى ووالديك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير