تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أشهر الأقوال في الحروف المقطعة]

ـ[أبو إياد]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:53 م]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: وبعد:

فأرجو رجاء حاراً ممن يريد المداخلة ألا يخرج عن موضوعها، وهي مسألة دقيقة داخل مسألة كثيرة الفروع وطويلة الذيول، والمسألة الدقيقة التي أتمنى ألا يخرج عنها الحوار هي:

من أشهر الأقوال في الحروف المقطعة: أنها نزلت للدلالة على إعجاز القرآن الكريم، حيث نزل القرآن بهذه الحروف التي يتكلم بها العرب، وهذا قول كثير من المفسرين المتأخرين: والسؤال له فرعان:

الفرع الأول: هذا القول -على حد علمي القاصر- لم يرد (ولو بتلويح) عن أحد من السلف، فلم يرد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة ولا التابعين، فهل وقفتم على من قال به منهم (ولو في رواية ضعيفة أو أشار إليه أدنى إشارة)؟.

الفرع الثاني: بما أن هذا القول لم يقل به أحد من هؤلاء، فهل يسوغ لنا أن نقول به إذ ليس لنا فيه سلف؟

وأختم بالرجاء الذي بدأت به: ألا يخرج بهذا الموضع خارج عن مقصوده، فإني مسترشد بارك الله فيكم، ومن أراد أن يقول شيئاً خارجاً عن السؤال فليكتبه في موضوع مستقل ...........................

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:20 ص]ـ

الأخ الفاضل هذا كلام الشوكاني رحمه الله في مسألتك وقد أوردته في مشاركة لي بعنوان الحروف المقطعة بين الشوكاني والزمخشري والطبري:

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18882

المروي عن رسول الله في الحروف المقطعة:

قال الشوكاني:

"فإن قلت: هل ثبت عن رسول الله في هذه الفواتح شيء يصلح للتمسك به؟

قلت: لا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في شيء من معانيها، بل غاية ما ثبت عنه هو مجرد عدد حروفها، فأخرج البخاري في تاريخه، والترمذي وصححه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» وله طرق عن ابن مسعود. وأخرج ابن أبي شيبة، والبزار بسند ضعيف عن عوف بن مالك الأشجعي نحوه مرفوعاً."

المروي عن الصحابة في الحروف المقطعة:

قال الشوكاني:

"فإن قلت: هل روي عن الصحابة شيء من ذلك بإسناد متصل بقائله أم ليس إلا ما تقدم من حكاية القرطبي عن ابن عباس وعليّ؟

قلت: قد روى ابن جرير والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن مسعود أنه قال: {آلم} أحرف اشتقت من حروف اسم الله.

وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: {آلم}، و {حم}، و {ن} قال: اسم مقطع.

وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في كتاب الأسماء عن ابن عباس أيضاً في قوله: {الم}، {والمصا}، {وآلر}،، و {المر} و {كهعيصا}، و {وطه}، و {طسما}، و {وطس} و {ويس}، و {وص}، و {وحم}، و {تَعْمَلُونَ ق}، و {ن}، قال: هو قسم أقسمه الله، وهو: من أسماء الله.

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله {آلم} قال: هي: اسم الله الأعظم.

وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله {آلم} قال: ألف مفتاح اسمه الله، ولام مفتاح اسمه لطيف وميم مفتاح اسمه مجيد.

وقد روي نحو هذه التفاسير عن جماعة من التابعين فيهم عكرمة والشعبي والسُّدِّي وقتادة ومجاهد والحسن."

هل يذهب إلى شيء من أقوال الصحابة في الحروف المقطعة؟

قال الشوكاني:

"فإن قلت: هل يجوز الاقتداء بأحد من الصحابة قال في تفسير شيء من هذه الفواتح قولاً صح إسناده إليه.؟

قلت: لا لما قدمنا، إلا أن يعلم أنه قال ذلك عن علم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

على أنه يمكن أن يذهب بعض الصحابة إلى تفسير بعض المتشابه، كما نجده كثيراً في تفاسيرهم المنقولة عنهم ويجعل هذه الفواتح من جملة المتشابه،

ثم ها هنا مانع آخر، وهو أن المروي عن الصحابة في هذا مختلف متناقض فإن عملنا بما قاله أحدهم دون الآخر كان تحكماً لا وجه له، وإن عملنا بالجميع كان عملاً بما هو مختلف متناقض، ولا يجوز.

ثم ها هنا مانع غير هذا المانع، وهو أنه لو كان شيء مما قالوه مأخوذاً عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتفقوا عليه ولم يختلفوا كسائر ما هو مأخوذعنه، فلما اختلفوا في هذا علمنا أنه لم يكن مأخوذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لو كان عندهم شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لما تركوا حكايته عنه ورفعه إليه، لا سيما عند اختلافهم واضطراب أقوالهم في مثل هذا الكلام الذي لا مجال للغة العرب فيه ولا مدخل لها. ."

اختيار الشوكاني رحمه الله تعالى:

"والذي أراه لنفسي ولكل من أحبّ السلامة واقتدى بسلف الأمة ألا يتكلم بشيء من ذلك، مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لله عزّ وجل لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي إليها أفهامنا، وإذا انتهيت إلى السلامة في مداك فلا تجاوزه، وسيأتي لنا عند تفسير قوله تعالى: {مِنْهُ آيات محكمات هُنَّ أُمُّ الكتاب وَأُخَرُ متشابهات} [آل عمران: 7] كلام طويل الذيول، وتحقيق تقبله صحيحات الأفهام وسليمات العقول."

ثم قلتُ في نهاية المشاركة:

السؤال:

حيث إنه لم يصح فيها شيء مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق لنا إلا النظر في أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وما ورد عن الصحابة محصور في الخلفاء الأربعة وبن مسعود وبن عباس.

فإذا صحت النسبة إلى الخلفاء الأربعة وبن مسعود رضي الله عنهما أنها من المتشابه، وصح عن بن عباس ما روي عنه فأيهما يرجح؟

وإذا عجزنا عن الترجيح لعدم وجود المرجح هل نسقط القولين ونجتهد في البحث عن معنى آخر؟

وهل قول الزمخشري رحمه الله تعالى: "فكأن الله عزّ اسمه عدّد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم، وإلزام الحجة إياهم" يعتبر قولا ثالثاً خارج عن قولي الصحابة رضي الله عنهما؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير