تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لم العجب؟]

ـ[أبو المنذر]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:50 ص]ـ

طلب سيدنا زكريا الولد من ربه ولما بشر بالغلام تعجب كيف يرزق الولد وهو

كبير السن وامرأته عاقر. ومحل السؤال / لماذا تعجب وهو من سأل الله الذرية يقول الله تعالى في سورة مريم بسم الله الرحمن الرحيم

كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 01:15 م]ـ

التعجب من الكيفية.

ولاشك أن زكريا عليه السلام يعلم أن الأمر معلق بقدرة الله تعالى، ولكنه في نفس الوقت يعلم أن هذا الأمر مرتبط بسنة الله المعتادة في خلقة وهو أن العاقر لا ينتظر منها الإنجاب وكبير السن مظنة العجز في الغالب ولهذا جاء تعجبه أن يأتي الولد مع عدم توفر الأسباب.

يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره:

{أنى} استفهام مستعمل في التعجب، والتعجب مكنى به عن الشكر، فهو اعتراف بأنها عطية عزيزة غير مألوفة لأنّه لا يجوز أن يسأل الله أن يهب له ولداً ثمّ يتعجب من استجابة الله له. ويجوز أن يكون قد ظن الله يهب له ولداً من امرأة أخرى بأن يأذنه بتزوج امرأة غير عاقر، وتقدّم القول في نظير هذه الآية في سورة آل عمران.

وجملة {امرأتي عاقراً} حال من ياء التكلّم. وكرّر ذلك مع قوله في دعائه {وكَانَتتِ امرأتي عاقِراً}. وهو يقتضي أنّ زكرياء كان يظن أن عدم الولادة بسبب عقر امرأته، وكان الناس يحسبون ذلك إذا لم يكن بالرجل عُنّةٌ ولا خصاء ولا اعتراض، لأنهم يحسبون الإنعَاظ والإنزال هما سبب الحمل إن لم تكن بالمرأة عاهة العُقر."

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير