تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مدارسة حول وقوع تصحيفٍ في متنِ تفسيرٍ رواه الطبري عن قتادة

ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[16 Feb 2010, 03:12 م]ـ

وقوع تصحيفٍ في متنِ تفسيرٍ رواه الطبري عن قتادةقال الطبري: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً}. "لاَ تَسْمَعُ فِيهَا بَاطِلاً، وَلاَ شَاتِمًا".

وحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ. [ط دار هجر: 24/ 335] , وكذا طبعة دار الفكر (30/ 179).

قلت: الذي يبدو والله أعلم أنَّ هاهنا تصحيف وقع في متن هذا التفسير.

والذي دعاني للقول بذلِك:

أنَّ الطبري رحمه الله عند هذه الآية يحكي تفسير الفراء للاغية: بالنَّفس الحالفةِ على الكذبِ, ثُمَّ يقول بعد ذلك: "ولهذا الذي قاله مذهبٌ ووجهٌ، لولا أن أهل التأويل من الصحابة والتابعين على خلافه، وغيرُ جائزٍ لأحدٍ خلافهم فيما كانوا عليه مجمعين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل", وذكر قول قتادة.

والنَّاظِرُ إلى هذا القول المروي عن قتادة بهذا اللفظ, يجد أنَّه قد اشتمل على القولين معاً: أعني تفسير اللاغيةِ بكلمةِ اللغو, وهذا في تفسيره للاغية بالباطل (وهو ما رجحه الطبري) , أو بالنَّفس اللاغيةِ وذلِك في قوله (ولا شاتما) (وهو ما ردَّه الطبري).

فهل وقع من الطبري رحمه الله سبق نظرٍ عن هذا اللفظ الذي نقله هو عن قتادة؟ أو يكون قد وقع تصحيف في هذا اللفظ المنقول من النَّاسخِ أو الطابعِ؟ ويكون قوله (ولا شاتماً) تصحيفٌ من (إثما ً) أو (مأثماً).

والثاني ما أرجحه لأمورٍ:

الأول: أنَّ مقام الطبري هاهنا مقام محاجة وردِّ لقولٍ من الأقوال, وهذا يستلزم مزيداً من التنبه والاحتراس.

الثاني: أنَّ أبا جعفر النحاس ردَّ قول الفراء لهذه العِلة أيضاً ـ في تأثرٍ واضحٍ بتفسير الطبري ـ بعد أنَّ نقل قول قتادة لكن بلفظ: "وقال قتادة: لاغية باطل وتأثم". انظر إعراب القرآن (5/ 212).

الثالث: أنَّ الطبري روى هذا التفسير عن قتادة من طريقين, الأول من طريق سعيد عن قتادة, وذكر هذا اللفظ المتقدم, ثُمَّ ساق بسنده عن معمر عن قتادة وقال: مثلُهُ.

ولما رجعتُ إلى تفسير عبد الرزاق (3/ 368) وجدتُهُ روى التفسير من طريق مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , بلفظ: "لاَ تَسْمَعُ فِيهَا بَاطِلاً , وَلاَ إِثْمًا".

الرابع: جاء في الدر المنثور للسيوطي (15/ 386) قوله: "وأخرج عبد الرزاق، وعَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {لا تسمع فيها لاغية} قال: لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما".

الخامس: ما نقله الطبري رحمه الله ـ عند قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} ـ قال: "حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (لَغْوًا وَلا كِذَّابًا) قال: باطلا وإثمًا".

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير