تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الخامسة)]

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:31 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وفاة عَمْ رمضان

الخميس 28 آذار 1974 = 4 ربيع الأول 1394هـ

حضرت إلى الكلية لأشهد محاضرة الدكتور محمد سالم الجرح، ليس هناك من طلاب المجموعة سواي وطالب ليبي [لعله: عبد الله أسود]، وباقي الطلاب يدرسون اللغة الفارسية , حضرت واتجهت إلى غرفة ضابط الوقت (!) لأسأل عن الأستاذ هل حضر، بحثت عن المسؤول عن توقيع حضور الأساتذة (عم رمضان)، رجل طيب طويل ضعيف أسمر، قد زَيَّنَ الشيب وجهه المتجعد وعينيه الغائرتين، وسألت عن عم رمضان وكنت بالأمس القريب قد رأيته معافى، قالوا: (مات) لا حول ولا قوة إلا بالله، تذكرت قول الشاعر:

كُلُّ امرئ مُصَبِّحٌ في أهلهِ * والموتُ أدنى من شِرَاكِ نَعْلِهِ

كان بالأمس قد أنهى الدوام وعاد إلى أهله، وحلت ساعة الموت، وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وتوفي إلى رحمة الله , كانت هناك لوحة في وسط ساحة الكلية يُدَوَّنُ عليها بالطباشير الإعلانات والوفيات , وكان المسؤول عنها (العم رمضان)، وحدث أن كان قريب لأحد الأساتذة قد توفي قبل أيام، ونُعِيَ إلى هيئة الكلية على اللوحة، وجاء العم رمضان ليمحو النعي بعد أن مضى على ذلك وقت طويل وأبقى كلمة (انتقل إلى رحمة الله) لم يمحها من السبورة، وسُئِلَ عن سبب إبقائها، فقال: لعل أحداً يموت فلا يضطر لإعادة كتابتها، واليوم دُوِّنَ على السبورة اسم الراحل فإذا هو العم رمضان الذي نعى نفسه منذ الأمس إلى الناس، رحمه الله.

محاضرة

الخميس 4 نيسان 1974 = 11 ربيع الأول 1394هـ

كانت لدينا اليوم محاضرة في اللغة العبرية، ولكن الأستاذ اعتذر عن الحضور، وهو كثيرا ما يعتذر، ومع ذلك فإني ذهبت إلى الكلية، كانت هناك محاضرة خاصة , حول الفكرة الجديدة التي تحدث عنها الباحث المصري المستغرب ولسون بَشَّاي , كان هذا مصرياً قبطياً قد غادر مصر قبل عدة سنوات إلى أمريكا وتخصص بدراسة اللغة العربية، وحصل على درجات عليا، وصار أستاذاً في جامعة هارفود، وجاء في إجازة سنوية له إلى بلده مصر، وهو يحمل معه دعوة جديدة لدراسة النحو العربي أو اللغة العربية، كان قد ألقى محاضرة قبل أسبوعين تقريباً في كلية الآداب في جامعة القاهرة، ونُوقِشَتْ هذه المحاضرة وأفكارها بعد ذلك , يُرْوَى أن عباس حسن قال له ما معناه: إنه مدفوع من قبل دوائر استعمارية , المهم أني حضرت اليوم محاضرة دارت في مكتب عميد كلية دار العلوم، وحضرها بعض أساتذة اللغة في الكلية , ولكني حضرت متأخراً ولم أفهم كثيراً مما قيل , كما لم يفهمه الكثيرون، وكان أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين يلح في القول إن هذا مدسوس من قبل الدوائر الأمريكية الاستعمارية وإنه خليفة لويس عوض وسلامة موسى و ...

الشيخ حافظ سلامة

السبت 6 نيسان 1974 = 13 ربيع الأول 1394هـ

عند الغروب ذهبت أنا والأخ خليل لأداء صلاة المغرب في مسجد في العباسية في الفلاة في ميدان مكشوف (مسجد النور غير المشيد) , ومن المؤمل أن يُبْنَى في المستقبل، وهو الآن أرض فلاة تغطيه شجيرات، والأرض مفروشة بالحصران وازدحم المصلون، هناك حفل صغير بمناسبة المولد النبوي، والذي دعانا لحضور هذا الحفل هو أن بعض العلماء الذين يحسن الاستماع إلى كلامهم سيحضر، وكان من ضمن الحاضرين الذين تكلموا الشيخ حافظ سلامة الذي رَوَّجَ له الإعلام المصري في الداخل، فعلاً يبدو أنه رجل صالح ذو لحية ووجه وضاء، وهو أحد الذين قادوا المقاومة الشعبية في حرب السويس يوم 22 أكتوبر وما بعدها حين حاولت قوات اليهود اقتحام المدينة , كان حافظ سلامة في صفوف المقاتلين أو هو الذي كان ينظم تلك المقاومة، وتكلم وكلامه ليس فيه ضجة كالتي نسمعها من الراديو ونقرأها في الصحف، قال إننا لو عدنا عودة صادقة إلى الإسلام لما تخلى الله عنا سبحانه ولجعل النصر حليفاً لنا دائما. كان ضمن المتكلمين بل على رأسهم الشيخ أبو زهرة، لأول مرة أبصره , وقد استفز الحاضرين بحدته وصراحته، سأله أحدهم عن الاشتراكية الإسلامية، فقال: لَعَنَ الله الاشتراكية وكُلَّ من دعا إليها!

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b75559a90eec.jpg

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير