تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحق لا يخرج عن أقوال السلف]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 12:49 ص]ـ

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:

"فَمَنْ اتَّبَعَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ كَانَ مِنْهُمْ وَهُمْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ وَأُولَئِكَ خَيْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ كَمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ}. وَلِهَذَا كَانَ مَعْرِفَةُ أَقْوَالِهِمْ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَأَعْمَالِهِمْ خَيْرًا وَأَنْفَعَ مِنْ مَعْرِفَةِ أَقْوَالِ الْمُتَأَخِّرِينَ وَأَعْمَالِهِمْ فِي جَمِيعِ عُلُومِ الدِّينِ وَأَعْمَالِهِ كَالتَّفْسِيرِ وَأُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْجِهَادِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ خَيْرٌ مِنْ الِاقْتِدَاءِ بِمَنْ بَعْدَهُمْ وَمَعْرِفَةُ إجْمَاعِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ خَيْرٌ وَأَنْفَعُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا يُذْكَرُ مِنْ إجْمَاعِ غَيْرِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ. وَذَلِكَ أَنَّ إجْمَاعَهُمْ لَا يَكُونُ إلَّا مَعْصُومًا وَإِذَا تَنَازَعُوا فَالْحَقُّ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ فَيُمْكِنُ طَلَبُ الْحَقِّ فِي بَعْضِ أَقَاوِيلِهِمْ وَلَا يُحْكَمُ بِخَطَأِ قَوْلٍ مِنْ أَقْوَالِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ دَلَالَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى خِلَافِهِ قَالَ تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. "مقدمة النفسير - الفتاوى ج13 ص 24

وأقول:

هل يمنع قول شيخ الإسلام من نقد أقوال السلف؟

هل ينطبق كلام شيخ الإسلام رحمه الله على اجتهادات التابعين في مسائل استجدت بعد زمن الصحابة ولا يعرف لهم فيها قول؟

هل يمنع قول شيخ الإسلام من إعمال العقل في فهم النص القرآني واستخراج قواعد وأحكام تتناسب مع مستجدات كل عصر؟

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Feb 2010, 01:00 ص]ـ

أولا: أشكرك أخي الكريم على هذا النقل الرائع.

ثانيا: أهدي هذا النقل لأصحاب الإعجاز، وخاصة الأخ الكريم: أبو عمرو البيراوي.

وإجابة على أسئلتك أقول:

1 - لا يقصد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى المنع من نقد أقوال السلف رحمهم الله تعالى؛ ولكن ليكن نقدا بعلم لا بجهل، وليكن حافظا للسلف قدرهم وما خصهم الله تعالى به من العلم والحفظ والفهم.

2 - لا ينطبق قول شيخ الإسلام على المستجدات في عصر التابعين أو غيرهم، ولكن لا بد قبل الاجتهاد من معرفة مواطن الإجماع ومواطن الخلاف، ودراسة العلوم الشرعية التي توصل إلى فهم النصوص من الكتاب والسنة.

فقد تكون المسألة محل الاجتهاد مما أجمع عليه الصحابة، أو أجمعوا فيها على قولين أو ثلاثة عند من يرى ذلك إجماعا، ونحو ذلك.

3 - لا يقصد شيخ الإسلام عدم إعمال العقل، ولكن العقل ليست له حرية الفكر وأن يجول كما يحب؛ بل هو مقيد بالشرع، وبما سبق بيانه من قواعد لو تركت لأصبح الدين مرتعا لكل من هب ودب، كما هو مشاهد اليوم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 08:46 ص]ـ

الأخ الفاضل إبراهيم

شكر الله لك مداخلتك

وأريد أن تتأمل معي أنت وبقية الأخوة الأفاضل قول شيخ الإسلام بن تيمة رحمه الله التالي:

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:

" وَإِذَا تَنَازَعُوا {أي: الصحابة} فَالْحَقُّ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ فَيُمْكِنُ طَلَبُ الْحَقِّ فِي بَعْضِ أَقَاوِيلِهِمْ وَلَا يُحْكَمُ بِخَطَأِ قَوْلٍ مِنْ أَقْوَالِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ دَلَالَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى خِلَافِهِ قَالَ تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. "مقدمة النفسير - الفتاوى ج13 ص 24

ثم تحاكمه إلى قوله:

"وَأَمَّا أَقْوَالُ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنْ انْتَشَرَتْ وَلَمْ تُنْكَرْ فِي زَمَانِهِمْ فَهِيَ حُجَّةٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ وَإِنْ تَنَازَعُوا رُدَّ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ. وَلَمْ يَكُنْ قَوْلُ بَعْضِهِمْ حُجَّةً مَعَ مُخَالَفَةِ بَعْضِهِمْ لَهُ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ "أصول الفقه، الفتاوى: ج20 ص14

إذا كانت أقوالهم عند النزاع ليست حجة ويجب محاكمتها إلى الكتاب والسنة ألا يعني هذا أننا يمكن أن نخرج بقول ثالث أو رابع أو ..... ؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير