تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ "ما وجه التشبيه؟

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 Feb 2010, 11:46 م]ـ

قال عز وجل:" إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) " [المرسلات/32، 33]

فما هي الصورة التي تكون لتلك الشرر؟

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 Feb 2010, 07:23 م]ـ

من يفيدنا وجزاه الله خيرا

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Feb 2010, 10:06 م]ـ

السلام عليكم ..

في الصورة تشبيهان مركبان يحتاجان إلى تأمل:

شبه الشرر أولاً بالقصر، وشبه القصر الذي يشبهه الشرر ثانياً بالجمالات، وفي الجمالات معنيان .. ومن هنا تتكون الصورة.

وهذا الجواب ملخص من التحرير والتنوير 29/ 437:

إنها: الكلام عن جهنم.

ترمي: الرمي قذف يصيب الغرض. ومجيؤه بصيغة المضارع يدل على التجدد والاستمرار، فهي ترمي ذلك الشرر الموصوف ولا تتوقف. وهذا يعطي الصورة حركة.

شرر: جمع شررة: القطعة المشتعلة من دقيق الحطب يدفعها لهب النار في الهواء من شدة التهاب النار.

القصر: البناء العالي، والتعريف فيه للجنس؛ أي كالقصور؛ أي كل شررة كقصر في عظم الحجم.

كأنه: المشبه هو القصر الذي يشبه الشرر.

جمالات: جمع جمالة: والجمالة اسم جمع طائفة من الجمال المتوزعة فرقاً، أو جمع جَمَل: حبل تشد به السفينة. وقُرئ: جِمالة وجُمالة وجِمالات.

صفر: الصفرة لون الشرر إذا ابتعد عن لهيبه.

هذه الآية تشبيه مركب من جهتين؛ لأنه تشبيه في هيئة الحجم (كالجماعة من الإبل) مع لونه مع حركته، وفي هيئة الطول في الهواء (كالحبل الكبير الممدود).

قال الطيبي: ... لأن الله شبه الشرارة أولاً حين تنفصل عن النار بالقصر في العِظم، وثانياً حين تأخذ في الارتفاع والانبساط، فتنشق عن أعداد لا نهاية لها بالجمالات في التفرق واللون والعظم والثقل، ونظر في ذلك إلى الحيوان وأن تلك الحركات اختيارية.

ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً ..

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:40 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي.

أما المعاني التي أوردها ابن جرير رحمه الله فهي ما أوردت وأضاف اليها قطع النحاس.

والذي صح عن ابن عباس ما رواه البخاري حيث قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

"تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ قَالَ كُنَّا نَعْمِدُ إِلَى الْخَشَبَةِ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ فَنُسَمِّيهِ الْقَصَرَ

{كَأَنَّهُ جِمَالَاتٌ صُفْرٌ}

حِبَالُ السُّفُنِ تُجْمَعُ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ."صحيح البخاري - (ج 15 / ص 256)

فالصورة الأولى تكون: على وصفها بالجمال السود التي يعلوها الصفار:بشرر عظيم متتابع كثير.

والصورة الثانية على أساس انها الحبال لم اعرفها حقيقة.

هل هي التفرع لتلك الحبال من مكان ربطها للأعلى؟ وعلى هذا يكون لونها اصفرا.

وحقيقة وجدت أحاديث ذكرت في التفاسير عن وصف لون النار بالأسود. وكذا الشرر.

أما الذي يذكر النار فهو:

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ. سنن الترمذي - (ج 9 / ص 165) قال الترمذي رحمه الله أن هذا الحديث الأصح وقفه وقد ضعفه الألباني رحمه الله.

أما الحديث الثاني فهو:" شرر نار جهنم أسود كالقير "فلم أجده مرفوعا وإنما وجدته موقوفا على ابي هريرة رضي الله عنه بلفظ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ

"أَتُرَوْنَهَا حَمْرَاءَ كَنَارِكُمْ هَذِهِ لَهِيَ أَسْوَدُ مِنْ الْقَارِ وَالْقَارُ الزِّفْتُ"موطأ مالك - (ج 6 / ص 147)

والإشكال كما ذكر الألباني رحمه الله أنه قد تكون من الإسرائيليات.

اللهم اجرنا من النار وشررها. فهل شررها متفرع كحبال السفن اصفر اللون؟ أم متتابع أسود اللون؟

رحم الله من قال:

ولا تحرقن جسمي بنارك سيدي////فجسمي ضعيف والرجا منك أقرب

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:17 م]ـ

من يجيبني وأدعو له بظهر الغيب كما دعوت لأخي عصام؟

"والصورة الثانية على أساس انها الحبال لم اعرفها حقيقة.

هل هي التفرع لتلك الحبال من مكان ربطها للأعلى؟ وعلى هذا يكون لونها اصفرا.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:42 م]ـ

من يجيبني وأدعو له بظهر الغيب كما دعوت لأخي عصام؟

"والصورة الثانية على أساس انها الحبال لم اعرفها حقيقة.

هل هي التفرع لتلك الحبال من مكان ربطها للأعلى؟ وعلى هذا يكون لونها اصفرا.

لعلك تدعو لي مرة أخرى!

الشرر العظيم إذا انفصل عن النار- أجارنا الله منها- وامتد في الهواء كان امتداده الطويل كخيط عظيم ذي وميض ناري أصفر.

وهي كصورة الشرر الذي قد يرى في الدنيا .. ولكن أعظم حجماً وأعظم امتداداً بذلك الحجم في الهواء وأعظم رمياً.

وهذا تخويف عظيم من شرارة النار الكبيرة والممتدة، فكيف بالنار نفسها أو بظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب؟.

والعياذ بالله!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير