[قال تعالى (كذبت ثمود بطغواها)]
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[30 Dec 2009, 11:32 م]ـ
إخوتى الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أكثر سورة أقسم الله سبحانه و تعالى فيها بإقسامات عديدة هي في سورة الشمس وكان جواب القسم يدور على تزكية هذه النفس أوتدنيسها ولكن تساؤلي هو لماذا المولى سبحانه و تعالى خص بالذكر قوم ثمود من بين الاقوام السابقة علما بأن تكذيبهم لإنبيائهم و عدم الايمان بالله و اليوم الاخر هو السبب الرئيس لنزول العذاب بهم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Dec 2009, 12:23 ص]ـ
إخوتى الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أكثر سورة أقسم الله سبحانه و تعالى فيها بإقسامات عديدة هي في سورة الشمس وكان جواب القسم يدور على تزكية هذه النفس أوتدنيسها ولكن تساؤلي هو لماذا المولى سبحانه و تعالى خص بالذكر قوم ثمود من بين الاقوام السابقة علما بأن تكذيبهم لإنبيائهم و عدم الايمان بالله و اليوم الاخر هو السبب الرئيس لنزول العذاب بهم؟
إن تزكية النفس لا تكون إلا بالإيمان.
فالإيمان رأس كل فضيلة والدافع إلى كل خلق كريم وتأمل قول الله تعالى:
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) سورة البقرة (177)
والشرك والكفر رأس كل رذيلة والدافع إلى كل خلق ذميم، وتأمل قول الله تعالى:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)) سورة الماعون
وتزكية النفس لا تكون إلا عن طريق الإيمان بالرسل واتباع ما جاءوا به من عند الله من أسباب تزكية النفس.
وسورة الشمس كانت دعوة لكفار قريش إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله واتباع ما جاء به لتزكو نفوسهم من كل دنس، ثم أعقب ذلك بذكر ثمود ليحذرهم بذلك من عاقبة تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما حل بثمود ليس منهم ببعيد إذا ما اختاروا طريقهم وسلكوا مسلكهم.
وربما خص ثمود بالذكر لقرب آثارهم منهم وقوعها على طريق تجارتهم وتواتر أخبارهم في الأجيال السابقة لهم حتى وصلت إليهم.
والله أعلى وأعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[31 Dec 2009, 12:50 ص]ـ
أخي حجازي الهوى مداخلتك رائعة و مفيدة و استنباطك للسبب في العلاقة بين تزكية النفس وذكر قوم ثمود في هذه السورة بأنه مرورهم بإثارهم ليس بالقوى لأن كفار قريش كذلك كانوايمرون بقرى سدوم لقوله تعالى (و إنكم لتمرون عليهم مصبحين - وبالليل أفلا تعقلون) و هي على ظني أبلغ في العضة
لذلك نأمل من الإعزاء الإدلاء بدلوهم لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا و يفتح علينا بالفهم كما قال سيدنا علي رضي الله (أو فهما يؤتيه الله عبدا من عباده) أو كما قال رضي الله عنه
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:18 ص]ـ
لا تتضح علاقة معنوية بين صدر السورة وباقيها، وأمثال هذا كثير في القرآن الكريم وهو ما يسمى بالانتقال من معنى إلى آخر، ومن قصة إلى أخرى ..
ولهذا السبب وغيره ضعف الأصوليون دلالة الاقتران؛ لأن الله تعالى قد يذكر أشياء مجتمعة في سياق الكلام، ولا علاقة بينها في الحكم، أو المعنى، واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Dec 2009, 05:43 ص]ـ
أخي حجازي الهوى مداخلتك رائعة و مفيدة و استنباطك للسبب في العلاقة بين تزكية النفس وذكر قوم ثمود في هذه السورة بأنه مرورهم بإثارهم ليس بالقوى لأن كفار قريش كذلك كانوايمرون بقرى سدوم لقوله تعالى (و إنكم لتمرون عليهم مصبحين - وبالليل أفلا تعقلون) و هي على ظني أبلغ في العضة
لذلك نأمل من الإعزاء الإدلاء بدلوهم لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا و يفتح علينا بالفهم كما قال سيدنا علي رضي الله (أو فهما يؤتيه الله عبدا من عباده) أو كما قال رضي الله عنه
أخانا الكريم
لم أقل إن العلاقة بين تزكية النفس وذكر قوم ثمود في السورة هو مرور قريش بآثارهم.
وإنما قلت إن تزكية النفس لا تكون إلا بالتطهر من الشرك والكفر أولاً ثم التزكية بالإيمان واتباع الرسل وهي دعوة كانت موجهة إلى قريش لترك ما هم عليه من الشرك والكفر والإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإذا هم لم يفعلوا فليحذروا أن يحل بهم ما حل بأسلافهم من المكذبين وخص ثمود بالذكر لما سبق وأن ذكرت لك ولربما بسبب أن هناك مشابهة في الطغيان بين من تولى كبر التكذيب من قريش ومن تولاه في ثمود، ولهذا جاء التحذير من نفس المصير، ولقد أمر الله نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن ينذرهم صراحة بمثل عذاب قوم ثمود في قوله تعالى:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)) سورة فصلت
إذاً العلاقة هي التكذيب بما جاءت به الرسل وأظن الأمر واضح وليس فيه اشكال.
وفقك الله
¥