[رسالة إلى المشرف العام حفظه الله]
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Feb 2010, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب هذه الحروف متوجهاً بها أولاً إلى نفسي ثم أحبتي روّاد هذا الملتقى العلمي المبارك " ملتقى أهل التفسير " الذي أدعو الله تعالى أن يوفق القائمين عليه للمحافظة عليه والرفع من مستواه – ولاشك أنه الآن رفيع ولله الحمد – ومواصلة أداء رسالته والأمانة الملقاة على عاتقه على وجه يرضي الله تعالى قبل كل شيء.
منذ أن أكرمني الله تعالى بالتسجيل في هذا " الملتقى المبارك " وأنا بحمد الله تعالى أتصفحه وأتابع ما فيه كل يوم تقريباً إلا ما حال بيني وبينه ظرف طارئ كسفر أو غيره.
وإني منذ أن بدأت أكتب فيه، وأرد على غيري وغيري يرد علي وأنا أزداد فرحاً وسروراً لأنني وجدت مكاناً تُعرض فيه الآراء العلمية المبنية على النص أو الاجتهاد المقبول بين أهل التخصص دون " قلم مراقب" أو " مقص حلاق"، وكل ذلك بين أنظار المشرفين على المنتدى فلم يتدخلوا ولم يحابوا أو يجاملوا حتى وإن كانت فكرتي التي أعرضها تختلف مع علمهم وآرائهم، وما ذاك منهم إلا درس يقدمونه لطلاب العلم المبتدئين أمثالي: أن ليس بالضرورة إذا خالفتك أن أخطئك أو أسفّه رأيك وقولك طالما أنه قول لبعض العلماء وأنه لا يخالف صراحة النص من كتاب أو سنة، وأن مسألة " شخصنة " الخلاف إنما هي حبل من حبائل الشيطان، وذريعة من ذرائع النقص والجهل.
ولكن؛ وبكل أسف – وليعذرني الإخوة كلهم من مشرفين وروّاد – سجلت هذه الملحوظات:
1 - لاحظت في الآونة الأخيرة أن بعض الإخوة حاول ويحاول الخروج بنا من مجال " النقاش العلمي " إلى " النقاش الجدلي " المبني على " شخصنة الردود " وليس " علمية الردود "، فإذا قال " زيد " من الناس رأياً أو فكرة، أصبحت أرى أن الرد عليه ب" أنك كذا وكذا " وليس ب " قولك كذا وكذا "؟؟
2 - لاحظت أيضاً: أن أغلب الأطروحات كأنها موجهة لشخصية " زيد " من العلماء، في قول قاله أو في رأي رآه، ومن ثم التعامل مع هذا على أنه هو " منهج كل العلماء " و " كل المسلمين، ومن خلاله يأتي الحكم بتقسيم المسلمين إلى فريقين سلباً وإيجاباً بناء على هذا القول، وكأن الله ألزمنا بقول فلان وعلان غير رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
3 - لاحظت التعمق الشديد الذي يصل إلى درجة مبالغة فيها في طرح بعض المسائل " الثالثية" - وليست " الثانوية إن صح التعبير"- وكأن الإخوة المتحاورين فيها لا همّ لهم إلا أن يسلّم الخصم بقولهم وإلا فالخطأ راكبهم راكبهم (مصطلح عامي).
4 - لاحظت أن المداخلات تكون بكل نشاط وحيوية في الموضوعات التي لا علاقة لها رأساً بالتفسير، وأنها تكون على العكس من ذلك إذا كان الموضوع من موضوعات الملتقى الرئيسية!
إلى غير ذلك مما أرى أن المذكور أولى بالذكر منه.
وإني أختم كلمتي هذه بعرض اقتراح على السادة المشرفين:
إذا عرض موضوع من الموضوعات المعروفة التي تختلف فيها الآراء اختلافاً مقيتاً، كالموضوعات المتعلقة بالعقيدة والفرق: أقترح أن لا يتولى أي شخص الرد و المداخلة عليه إلا بعد أن يكتب المشرف أو أحد المشرفين مداخلة مفادها سؤال صاحب الموضوع بتلخيص مراده من الموضوع في مداخلة آتية مع التزامه بعدم الخروج عنه إلى موضوع آخر، وبناء على ما سيكتبه سيعلم الجميع مدى أهمية الموضوع وهل هو نافع للمدارسة أم لا، وعندها يرد المشرف عليه بما يرى أنه سينهي الموضوع لأن المراد قد عرف من الطرفين، وبهذا نكون قد حافظنا على أوقاتنا، وتعلمنا الأقوال المختلفة في الموضوع، وما بعد ذلك فهو " مشاغبات " أرى أن لا يسمح بها ولا لأصحابها، لأنها ستؤدي كما لاحظنا كثيراً إلى لمز وغمز في علماء الأمة وتفريقها.
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2010, 06:19 م]ـ
وفقكم الله يا أبا إبراهيم، وقد وصلت رسالتكم الكريمة، وأعدك بأن نرتقي أكثر في التعامل مع مثل هذه الموضوعات، وأن نحرص على التطوير في أساليب تعاملنا مع بعضنا في هذا الملتقى العلمي المبارك.
أسأل الله أن يجمعنا على الحق في الدنيا والآخرة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب هذه الحروف متوجهاً بها أولاً إلى نفسي ثم أحبتي روّاد هذا الملتقى العلمي المبارك " ملتقى أهل التفسير ".
شكر الله لك أخانا الفاضل الدكتور السالم
حقيقة إن المسلم حين يرى بعض ما ذكره الدكتور السالم ويفكر في الموضوع ليعجب أن يقع مثل ذلك بين طلبة العلم الذين ينتظر منهم أن يكونوا أول المتحلين بما يدعو إليه العلم الذي يحملونه من أخلاق وآداب، ولكنها حظوظ النفس وكيد الشيطان أعاذنا الله جميعا من شرور أنفسنا ومن كيد الشيطان.
وأنا أكتب هذا الكلام لست أنزه نفسي من الوقوع فيما حذر منه الدكتور السالم، بل إني أقع فيه كثيرا وأرجو الله أن يغفر لي، واقول لماذا لا يكون بيننا ميثاق أدبي أن لا "نشخصن" النقاش وأن نلتزم أدب الحوار فيما بيننا، والله يقول:
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".؟
¥