[تقرير كتاب أحكام القرآن لابن الفرس الغرناطي]
ـ[إيكو مصباح الدين]ــــــــ[12 Jan 2010, 11:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذا تقرير موجز عن كتاب " أحكام القرآن " لابن الفرس الغرناطي:
أ. التعريف بالكتاب.
طبع الكتاب أول مرة بدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان عام 1989م (سورة البقرة وآل عمران)، إلا أنها طبعة غير تامة.
وطبع مؤخراً بتمامه في ثلاث أجزاء:
الجزء الأول: بتحقيق الدكتور طه بن علي بوسريح، من سورة الفاتحة إلى نهاية البقرة.
والجزء الثاني: بتحقيق الدكتورة منجية بنت الهادي النفزي السوايحي، من سورة آل عمران إلى سورة المائدة.
والجزء الثالث: بتحقيق الدكتور صلاح الدين بو عفيف، من سورة الأنعام إلى نهاية القرآن
وأصل هذا التحقيق للكتاب كان ثلاث رسائل للدكتوراه قدمت لكلية الشريعة وأصول الدين، بجامعة الزيتونة، بتونس.
وهي الطبعة الأولى، بدار ابن حزم – لبنان، سنة الطبع: 1427 هـ – 2006 م.
ب. التعريف بالمؤلف.
اسمه ونسبه: هو الإمام الفقيه الحافظ أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد الخزرجي الغرناطي الأندلسي المالكي، المعروف بابن الفرس.
مولده: ولد بغرناطة سنة 525 هـ.
شيوخه: أخذ العلم عن كثير من العلماء. فأخذ عن أبي الوليد بن بقوة، وأبي محمد بن أيوب، وأبي عامر بن شروية، وأبي الوليد بن الدباغ، وأبي الحسن بن هذيل، وأبي بكر بن المخلوف، وغيرهم.
تلاميذه: الحافظ أبو محمد القرطبي، وأبو علي الرندي، وأبو الربيع بن سالم، وأبو الحسن علي بن محمد الغافقي، وأبو عبد الله الأزدي، وغيرهم.
مؤلفاته: كان الكتاب " أحكام القرآن " من أشهر مؤلفاته، وقد ألفه وهو ابن خمسة وعشرين عاما. واختصر بعض كتب العلماء، كالأحكام السلطانية للماوردي، وكتاب النسب لأبي عبيد القاسم بن سلام، وناسخ القرآن ومنسوخه لابن شاهين، وكتاب المحتسب لابن الجني.
ج. منهجه في تفسيره:
أما منهجه العام: فيفسر الآيات في كل سورة من سور القرآن الكريم، التي فيها أحكام، أو ناسخ أو منسوخ.
وأما منهجه الخاص: فهو منهج التفسير الفقهي، اعتنى فيه المصنف باستنباط الأحكام الفقهية من القرآن الكريم وفق المذاهب الفقهية. وهو من أبرز التفاسير الفقهية التي عرفها تاريخ المدرسة المالكية الأندلسية.
وفاته: توفي الشيخ عبد المنعم رحمه الله تعالى عند صلاة العصر من يوم الأحد: الرابع من جمادى الآخر سنة 597 هـ على أرجح الأقوال.
د. بعض مميزات الكتاب:
1. الاستيعاب لجميع سور القرآن من الفاتحة إلى المعوذتين.
2. التوسع أكثر في بيان الأحكام الفقهية الواردة في السور الثمانية الأولى: من البقرة إلى التوبة، وكذلك سورة النور، ثم أوجز في باقي السور تبعاً لما تحمله كل سورة من مضامين فقهية.
3. الاقتصار في إيراده للأحكام الفقهية التي جمعها على ما هو أظهر تعلقاً، وأبين استنباطاً.
4. عمل جاهداً على بيان اختلاف أهل العلم في المسائل الفقهية ليتجلى لطالب العلم ما اتفقوا عليه من الأحكام، وما اختلفوا فيه.
5. الإنصاف والبعد عن التعصب. إذ مع كونه شيخ المالكية في زمانه، بل ومن المحققين في المذهب، لم يتردد أن يرجح رأي غيره من العلماء، كلما ظهر له الدليل، وقويت عنده الحجة. مثال ذلك: رأى الإمام مالك أن الاعتمار في السنة لا يكون إلا مرة واحدة، ولكنه رجح جوازه في جميع الأوقات، وهذا مذهب المواز والشافعي. حيث قال: وظاهر قوله تعالى: ?? ? ?? حجة للقول الثاني عندي، لأنها عامة لجميع الأوقات. (1/ 234).
6. ضَمَّن كتابه جملة من القواعد والضوابط الأصولية والفقهية، بل إنه جاوز ذلك إلى الفروع والمسائل التفصيلية في كثير من المناسبات.
7. انصب جل اعتنائه في تفسير الآيات على الأحكام و الناسخ والمنسوخ. فإذا كان في الآية أحكام أو ناسخ ومنسوخ، ذكرها، وإلا قال: وهي مكية وليس فيها أحكام ولا نسخ. (كما في الصفحة: 36، و612، 615، 620، وغيرها).
8. عرْضه المسائل بصيغة الاستفهام، لشد اهتمام القارئ أو السامع إليها.
¥