تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذكر لفظ (استوى) في قصة موسى ولم تذكر في قصة يوسف]

ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:26 م]ـ

قال الغرناطي:

الآية الثانية من سورة يوسف عليه السلام، قوله تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (يوسف: 22) وفي سورة القصص: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (القصص: 14)، للسائل أن يسأل عن ثبوت قوله: ((واستوى)) في سورة القصص ولم يثبت ذلك في سورة يوسف؟ وهل كان يمكن ورود العكس في الآيتين؟

والجواب عن ذلك: أن الأشد مختلف فيه من البلوغ إلى استكمال أربعين سنة، وقد قيل بالزيادة على الأربعين، وظاهر القرآن أن الأشد يقع على دون الأربعين لقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) (الأحقاف: 15)، فلو كان الأشد الأربعين لأدى إلى عطف الشيء على نفسه، فإنما الكلام في قوة أن لو قيل: حتى إذا بلغ أشده واستكمل وتم بالزيادة، والله أعلم، وإذا كان وقوع الأشد على ما ذكرنا، ولا يكون إلا على حال من العمر يحسن في الضبط والتدبير، والإحكام للأمور، والفهم للخطاب، وتحقيق مقادير الأمور، وهذا بجَرْي العادة إنما ابتداؤه عند البلوغ أو قبل البلوغ، ثم يستحكم إلى الغاية التي إليها انتهاء تمام القوة واستحكام العقل، وتلك الأربعون، وعلى رأس الأربعين سنة بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم أن الله سبحانه قال في قصة يحيى بن زكريا، عليه السلام: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (مريم: 12)، وهذا ولابد في غير (سن) الأربعين، وقال تعالى في قصة يوسف، عليه السلام، (وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) وهذا حال ابتداء الوحي من الله سبحانه إنما يكون بعلم وحكمة , وموسى عليه إنما ابتدئ بالوحي وسماع الكلام بعد فراره خوفاً من فرعون، قال تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء: 21) وأفصحت آي القرآن أن ذلك كان بعد رجوعه وإنكاح شعيب عليه السلام إياه ابنته، ولم يخرج من مصر حتى ائتمر به للقتل وبعد وكز الذي كان من عدوه وقضائه عليه، ومجموع هذا إنما هو بخروجه، عليه السلام، عن سن الابتداء إلى استكمال الأشد وهو الاستواء، فقيل في قصته: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) (القصص: 14) أي استكمل وانتهى إلى أحسن الحالات في السن، وأما يوسف، عليه السلام، في الوحي إليه في الجب فحاله وإن بلغ ما يسمى أشداً غير حالة الاستواء، فامتنع مجيء

الاستواء في قصته وورد في قصة موسى، وكلام المفسرين إذا تؤمل وإن لم يكن إفصاحاً مشعر بهذا، فجاء كل على ما يجب، والله أعلم.

ملاك التأويل (2/ 676) للإمام أحمد بن إبراهيم الغرناطي طبعة: دار الغرب الإسلامي

ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:32 ص]ـ

شكر الله لك يا أخانا الكريم وأضيف قولا للعلامة ابن عاشور:

" إن الاستواء: كمال البنية كقوله تعالى في وصف الزرع {فاستغلظ فاستوى على سوقه} [الفتح: 29]، ولهذا أريد لموسى الوصف بالاستواء ولم يوصف يوسف إلا ببلوغ الأشد خاصة لأن موسى كان رجلاً طوالاً كما في الحديث «كأنه من رجال شنُؤة» فكان كامل الأعضاء ولذلك كان وكزه القبطي قاضياً على الموكوز. " والله الموفق

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:50 م]ـ

الأخوة الكرام،

1. قول الغرناطي:"وموسى عليه السلام إنما ابتدئ بالوحي وسماع الكلام بعد فراره خوفاً من فرعون"، هذا القول غير دقيق لأن هناك إشارة قرآنية تشعرنا بأن الله تعالى أوحى لموسى عليه السلام قبل فراره من مصر، يقول سبحانه في سورة القصص:"قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ": ففي هذا إشارة بالوحي لموسى عليه السلام، وإلا كيف عرف أن الله قد ستجاب دعاءه وغفر له؟! وهذا الأمر مألوف في عائلة موسى فقد أوحى الله إلى أمه من غير تكليف بالنبوة.

2. هناك خلط بين الوحي والنبوة؛ فالنبوة اختيار رباني وتكليف رباني ووظيفة ربانية تؤيّد بالوحي المتواصل. أما الوحي فقد يكون لغير مكلف بالنبوة كما هو الأمر بالوحي إلى أم وموسى ومريم ويوسف عليه السلام وهو في البئر وقد كان غلاماً صغيراً.

3. الاستواء اكتمال حال وتمامه. ولا مانع من إيتاء الحكم والعلم قبل الاكتمال، أما النبوة والرسالة فيبدو أنها لا تكون إلا بعد الاكتمال.

ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:08 م]ـ

أخي الكريم قولك:

قول الغرناطي:"وموسى عليه السلام إنما ابتدئ بالوحي وسماع الكلام بعد فراره خوفاً من فرعون"، هذا القول غير دقيق لأن هناك إشارة قرآنية تشعرنا بأن الله تعالى أوحى لموسى عليه السلام قبل فراره من مصر

وجدت كلاما للقشيري لطيفا وهو قوله: قوله {قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين} ولم يقل بما أنعمت عليّ من المغفرة , لأن هذا قبل الوحي , وما كان عالماً بأن الله غفر له ذلك القتل.

وأرجوا من الدكتور عبدالرحمن الشهري والدكتور الخضر أن يشاركوننا في هذا الحوار للفائدة.

وأسألهما سؤالا: هل يكون الوحي يختلف معناه في الوحي قبل التكليم وبعده

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير